-
في العقيده والتوحيد
العقيدة والتوحيد
المقدمة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله / التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب نوعان هما / توحيد في القصد والطلب وتوحيد الإلهية والعبادة
والأول هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه وتكلمه بكتبه واثبات عموم قضائه وقدره وحكمته كما في سورة الإخلاص وآخر الحشر والحديد
والثاني دعوه إلى عبادة الله الواحد القهار وخلع ما يعبد دونه بالأوامر والنواهي وفي ذلك أبواب عديدة يمكن إجمالها في أركان الإسلام بشهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله وبالصلاة والزكاة والصوم والحج – مع أركان الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه وبالقضاء والقدر خيره وشره
ويتعرض لمسائل في أن العبادة هي التوحيد لان الخصومة فيه بين المسلم والكافر ثم هناك الحكمة في إرسال الرسل وان دين الأنبياء واحد بالتوحيد وان الرسالة عمت كل الناس وان عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت وان الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله لقوله تعالى / لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا / الإسراء 22- وقوله تعالى / واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا / سورة النساء –ولزوم معرفة حق الله علينا وحق العباد على الله إذا أدوا حقه – ومكانة العالم التي بينها في الصحابي / معاذ بن جبل وتبيان الكتمان في بعض الأمور للمصلحة في الاجتهاد مع استحباب بشارة المسلم بما يسره الله – والالتزام بقول المسئول عما لا يعلم بقول / الله ورسوله اعلم – وحب التواضع ومسائل أخرى .
باب فضل التوحيد
قال تعالى / الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون /وقال ابن جرير- الإيمان هو الإخلاص لله وحده – وعن عبادة بن الصامت قال / قال رسول الله – صلعم – من شهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل / أخرجه الشيخان - وقال تعالى / وألهكم اله واحد لا اله إلا هو الرحمن الرحيم – البقرة 163- ولا تكفي الذكر دون الإذعان بالعمل – قال تعالى في سورة الجن / قل أوحي إلى انه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرانا عجبا – يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا-2-/ فلا شرك ولا نفاق في عبادة الله وطلب العون منه واللجوء إليه بتذلل لقوله / وان محمدا عبده ورسوله – زان عيسى عبد الله ورسوله
الدعاء إلى شهادة أن لا اله إلا الله
قال تعالى / قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين / وعن ابن عباس رضي الله عنهما / أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معادا إلى اليمن قال له / انك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا اله إلا الله – وفي رواية / إلى أن يوحدوا الله فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليله فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فان هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب – ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه / أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر / لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله – يفتح الله على يديه – فبات الناس يدو كون ليلتهم – أيهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا على رسول الله – صلعم – كلهم يرجو أن يعطاها فقال / أين علي بن أبي طالب / فقيل / هو يشتكي عينيه فأرسلوا إليه فأتى به فبصق في عينيه ودعا له فبري كان لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال / أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه – فوا لله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم / واهم ما في هذا من مسائل هو أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله – صلعم – والتنبيه على الإخلاص في الدعوة وان البصيرة فريضة ومن حسن التوحيد البعد عن المسبة – والشرك بالله مسبة والعياذ بالله – والتوحيد أول واجبات الدعاة تبدأ بها فبل الصلاة – بقول / اشهد أن لا اله إلا الله على أن يكون التعليم بالتدريج والبدء بالأهم فالأكثر أهميه – والحض على الزكاة والنهي عن كرائم الأموال واتقاء دعوة المظلوم مع تبيان فضيلة علي بإعطائه الراية وحضه على الدعوة إلى الإسلام قبل قتال من لا يوحد الله وتكون الدعوة بالحكمة ومعرفة حق الله على العباد –
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى