إلى الشاعر الجميل الانسان الانسان .. عبدالمحسن يوسف




هكذا تبدأ المسرحية
أحدهما لم يحفظ وجعه كاملا
وعليه ان يستمر بالرقص

جسد يطل على الريح
ونافذة تراود طفلا كبيرا على البكاء
ويروادها على ممارسة القصيدة


من أنت ياصديقي ؟!
لتأخذك الزغاريد دون التورط بالوجع ؟!
بالاغتسال بين حدقات الموت ؟!
بالتوغل في تفاصيل الألم ؟!
من انت حتى لا تبتل ثياب صوتك
بأظافر الأصدقاء ؟!
أو تهملك حافلة الأيام ؟!

أنت أكثر مما يجب أن تكون في وقت ما
أكثر مما يستطيع الجرح ان يتناساه على مائدة الافطار
أكثر من حجر يتلهف للطيران
من قبلة تحلم أن تزهر في جدار القبيلة
من وطن خرافي
لجندي خرافي
تفتّـح على راحتيّ نجمة
منك
وأنت المولود في رحم البكاء
المعلق على أستار الذاكرة

لاشيء يبدو واضحا أكثر من المجهول
لاشيء مثل المجهول يصلح ان يكون حقيبة لحزنك
لاحزن سواك يستحق أن تأخذه إليك
فخذني ياصديق
علمني في أي وقت من النبيذ
يصبح الظل حقيقة
متى أصير نبيذا للطيبين
متعب أنا من عينيك
من مسائك يغرس شجر الوجع في حدائق غربتي
من شهوة الريح لأحلامنا
من مسبحة جدي
من مقبض الباب
من محطات يتوقف فيها النبض
تسقط الكلمات
تذبل الأيدي
ولا تتوقف الأغنية عن السير إلى الهاوية


مثلك يا صديقي
غائب عن ميلاد الحناء
واعياد الشيح
نسي الموت طريقه نحوي

ونسيتُ السماء في طريقي إليّ


احمل الآن غراب ضحكتي الأعور
وأقطع الذكريات
كثيرون في انتظاري الان
كثيرون يرتقبون ان اخرج بملابس بيضاء
تليق بملاك
وعينين مغمضتين
مغمضتين أكثر من ذي قبل
أرأيت ياصديق
هكذا تنتهي المسرحية