لو تَقبَلُني غزة
في قلبي قلبٌ غَزَّاوي
يَقرعُني كالنبأِ العاجلْ
يتشظَّى فِيَّ كحافلةٍ
تتبخَّرُ في دربٍ مهجورْ
من ذا في العصر يعلِّمني ؟!
أنسى أتحضَّرُ في حزني
كي أُدمِنَ لَحمَكُمُ الأحمرْ
أتناولُهُ بالشوكةِ
أو طرفِ السكينْ
أمضغُهُ بالفمِّ المُطبَقْ
أمسحُهُ بمنديلٍ أزرقْ
و أقزقِزُ لُبَّهُ في دَعَةٍ
بملاعبِ لهوي و غنائي
أرشفُهُ في صبحٍ عادي
باللبنِ بأحداقِ البُنِّشلالاً يدفُقُ في دَنِّي
أسكرُ أسكرْ

* * *
من ذا في القصرِ يُفقِّهني ؟ !!!
أغفو أتبرأُ من جُبني
أتوضَّؤُهُ نهراً يجري
أتطهرُ فيهِ أتطهرْ
من عقدةِ ذنبي من إثمي
وأقلِّدُ جمرةَ ياقوتِهْ
جيداً أتلَعْ
عطراً يتنهَّدُ في نهدٍ
و سواراً ينزفُ في زندِ
وأجمِّد آهَهُ في بنكٍ
وأبسترُ دمعَه في مصرفْ
أنزع من لحمِهِ أظفارَهْ
حتى لا يغلو يتطرَّفْ
و أبيعُهُ في سوقِ النفطِ

* * *
أتجشأُ فيه من التُّخمهْ
وأفرزنُهُ
لمناسفِ أفراحِ جمَّهْ
ثمِلاٍ أمضغُهُ كالقاتِ
ألفظُهُ لتنكشفَ الغُمَّهْ
عن عَسْفِي وكرسيٍّ مُقْعَدْ
عن نبعٍ ثرٍّ لا ينفَدْ
من فيضِ اللهِ بجنَّاتي

* * *
في قلبي قلبٌ غَزَّاوي
يتضوَّرُ خبزُهُ من جوعٍ
ويشحُّ بعينَيهِ النورُ
إن أوصدِ عاتٍ بَوَّابَهْ
لو يُطحَنُ قلبُهُ يَطحنُهُ
إنْ أغلقَ فرنٌ أبوابَه
لو تدفأُ غزةُ من كبدِه
جمراً يرميه بمِنقلها
ينفُخُ في نارِهِ يوقدُها
ويقُدُّ أصابعَ من روحِه
شمعاً في ليلِ غياهِبِها
لو تقبلُ غزةُ تقبلُني
أمسحُ أحذيةَ الشهداءِ
أرفو بخيوطٍ من دمعي
مريولَ صغارِها مِئزرَها
لو تقبلُ غزةُ لو تقبلْ
أطحنُ في قلبي حِنطتَها
أتمسَّحُ بالحجرِ الأحمرْ
وأطوفُ بكعبةِ تربتِها

* * *
يأتيني إبني ملهوفا
يحملُ في صدرِه قرآنَهْ
أرِقاً من أرقي من جَهدي
حمساويٌ
من شيعةِ آل " الزَّهَّارِ "
يقسِمُ في حبي بالحبِّ
يقسِمُ بالنورِ وبالظلمهْ
يقسِمُ بالجوعِ وبالتخمهْ
يلقاها يوماً يلقاها
تحت أطلالِ مخيَّمها
في رفٍّ من ثلاجتها
نفطُ الثاراتِ هو الدمعُ
و طفولةُ لغمٍ يُستشهدْ
الصخرُ يُفتِّتُهُ الدمعُ
تنزاحُ حدودٌ تنهدُّ
كانت في البدءِ هي الدمعهْ
كان الوجدُ

* * *
سطحيٌّ قلبي و مباشرْ
ومحيطٌ في غَورِهِ حزني
تَكتُبني غزةُ تَكتُبني
لا أكتُبها
من ذا في العصرِ يحرِّرُني؟ !!!
من لغةِ الآهِ الخشبيهْ
من ذا في العصر يطوِّرُني؟ !!!

أتوارى فيهِ أُواريهِ
بضبابٍ من لُغزِ الفنِّ
و بِأحجِيَّهْ
سئمتني ربَّاتُ الشعرِ
وتخلَّى عني خِلاَّني
قلبٌ في قلبي غَزَّاوي
لا يترفَّقُ لا يتمهَّلْ
لا يثنيهِ عنِّي شيبٌ
داءٌ في الصدرِ أو المفصلْ
من ذا في العصر يحضِّرُني ؟ !!!
أتأنَّقُ أسلو أتجمَّلْ .
نائلة الإمام – دمشق
26-1-2008