توقعت هذا :
____
علاقتى بالمبدع والصديق بل وأخى الأصغر سنا إبراهيم خليل إبراهيم ترجع لمرحلة طفولته بحكم درجة القرابة التى تربطنا وأيضا محبتى لشخصه موهبته .. ومازلت علاقتى الطيبة ممتدة حتى يومنا هذا وسوف تستمر إن شاء الله تعالى حتى تقوم الساعة .
اذكر أننى كنت أتباع ممارسة المبدع إبراهيم خليل إبراهيم لرياضة كرة القدم وكنت معجب بموهبته لدرجة أنه كان يلعب مع من هم أكبر منه سنا نظرا لموهبته .. وذات يوم من أيام فترة البسعينيات طلب القريب والحبيب محمد عبد المنعم صالح من إبراهيم خليل إبراهيم فانلة نادى الزمالك فقال : حاضر .. غدا سوف تكون عندك إن شاء الله تعالى .. وبالفعل احضرها ووفى وعهده .. كان لابد من ذكر هذا لنؤكد أن الإنسان كلمة والوفاء بالوعد من شيم الكرام .
أنا أكبر من المبدع إبراهيم خليل إبراهيم بسنوات ولذا حرصت على أحاطته وجيله من المبشرين بالخير بكل الأهتمام وكنت اعاملهم معاملة الأخ الأكبر ولذا التفوا حولى فكنت سياج الأمن والحماية لفكرهم وسلوكياتهم .. وبفضل الله تعالى اليوم أفتخر بهم فمنهم الآن المستشار والطبيب والمحامى والمعلم والكاتب والاديب والشاعر والدكتور .
وأذكر هنا أن إبراهيم خليل إبراهيم فى طفولته كان كثير الحركة وسريع البديهه وكان يتمتع بالحياء والأدب الجميل وكان يحرص على صداقة من هم اكبر منه سنا وعلما وكان الحب يجمعنا لأننا عائلة واحدة فقرية السدس مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية والتى هى قرية والدته وعمتى ايضا .. كل أهالى القرية عائلة واحدة وهى عائلة والدته
وكان إبراهيم خليل إبراهيم فى طفولته يتمتع بصوت جميل وكنت عندما استمع لصوته وانا جالس فى المنزل أعرفه دون أن اشاهده وجها لوجه .. وقد حرص ( إبراهيم ) على النشاة وسط العائلة فهو من مواليد سراى القبة بمحافظة القاهرة وأنتقل مع الاسرة لمدينة اسوان نظرا لعمل والده ( رحمه الله ) فى مشروع السد العالى العظيم وحضر هناك فترة الحضانة المدرسية وعندما عادت الاسرة من اسوان أصر ( إبراهيم ) على الأستقرار فى قرية والدته ( السدس ) وبها ألتحق بالمدرسة الأبتدائية ثم الإعدادية ثم انتقل إلى القاهرة بعد الأنتهاء من الدراسة فى الصف الثانى الثانوى وبرغم ذلك لم تنقطع علاقته بأهله وعائلته .
وأسجل هنا هذا الموقف .. فخلال معارك الأستنزاف التى أندلعت بعد نكسة يونيو عام 1967 طلب ( عابد حسينى ) أبن العائلة للخدمة العسرية وكان منزل ( عابد ) مجاور لمنزل ( إبراهيم ) وهو فى نفس الوقت أبن خال ( إبراهيم ) وبعد التدريبات كان ( عابد ) فى صمود بالبحيرات المرة وفجاة هجمت الطائرات الإسرائيلية على الموقع وظل ( عابد ) يقاتل على مدفعه برغم استشهاد رفاق الكفاح حتى نال الشهادة .. وأشاد بهذا الموقف الرئيس ( جمال عبد الناصر ) وعندما جاء خبر استشهاد البطل ( عابد ) أنفجر ( إبراهيم ) فى ثورة بكاء وصمم على الذهاب للجبهة والأخذ بثأر البطل الشهيد ( عابد حسينى ) وشهداء مصر الأبرار .. وبعد محاولات كثيرة تمكن كبار وحكماء العائلة إقناع ( إبراهيم ) بأن مطلبه سوف يتحقق عندما يكبر يحين وقت هذا
وأذكر أيضا أن ( إبراهيم ) وهو فى المرحلة الإبتدائية كان يحرص على شراء مجلات سمير وميكى والصحف وكان يكتب التعبير فى حصة اللغة العربية بلغة جميلة ورشيقة واسلوب أدبى يؤكد الموهبة التى بداخله وايضا كان يتابع مباريات كرة القدم ودونما تعصب وكان فى شهر رمضان يتفق معى ومع مجموعة من ابناء العائلة على ان من يستيقظ أولا يمر على الآخرين بعد السحور لآداء صلاة الفجر فى المسجد وأثناء الأجازة الصيفية التى سبقت دخوله الصف السادس الإبتدائى أستيقظ ( إبراهيم ) وبعد السحور ذهب إلى الصديق والقريب ( مصباح إبراهيم عثمان ) وكان الصباح ليوم الخميس فوجده نائما فاستيقظ ولحق هو والأسرة السحور وبعدها كان المرور علينا جميعا وعندما اشرقت الشمس ذهب ( مصباح ) مع والدته إلى سوق الخميس الأسبوعى بمدينة الإبراهيمية والتى تبعد عن القرية بحوالى ( 3 ) كيلو مترات وكان من المتفق عليه أن يذهب ( إبراهيم ) مع ( مصباح ) ولكن جاء موعد مع صديق لإبراهيم ولذا لم يذهب مع ( مصباح ) للسوق .. وقبل صلاة الظهر كان الخبر المحزن .. وفاة ( مصباح ) فى حادثة أثناء العودة من سوق الخميس .. وهنا كان الحزن العميق وظل ( إبراهيم ) فى حالة حزن وشجن لفترة طويلة
واذكر أيضا واسجل هنا أنه عندما توفى الرئيس جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 خرجنا ونحن نحمل نعشا وجبنا القرية ونحن نردد ( كلنا جمال عبد الناصر ) و ( ياجمال ياحبيب الملايين إلى جند الخلد ودار الخالدين ) كان ( إبراهيم خليل إبراهيم ) يتبعنا وهو يبكى ويردد معنا مانقوله .. وأيضا عندما أندلعت المعارك فى السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق للعاشر من رمضان عام 1393 هــ كان ( إبراهيم خليل إبراهيم ) يتابع الأحداث من خلال الصحف والإذاعة ووسائل الأعلام ومع مرور السنوات شاء الله تعالى أن يلتقى بنخبة من الابطال وأجرى معهم الحوارات الصحفية كما كتب عن بطولاتهم فى بعض إصداراته
وعندما توفى العندليب عبد الحليم حافظ يوم الاربعاء الثلاثين من شهرمارس عام 1977 بكاه ( إبراهيم خليل إبراهيم ) مثلما بكاه كل المخلصين والمبدعين ولذا اصدر فى عام 2002 كتابه ( العندليب لايغيب )
كل تصرفات ( إبراهيم خليل إبراهيم ) خلال مرحلة الطفولة وكل المؤشرات كانت تؤكد على أن إبراهيم خليل إبراهيم سوف يكون فى المستقبل من المبدعين وأهل الفكر والأدب والثقافة وبالفعل تحققت كل ماتوقعناه فمن شب على شىء شاب عليه .. وهاهو قد أصدر وقدم للمكتبة المصرية والعربية :
ملامح مصرية .
من سجلات الشرف .
العندليب لايغيب .
أصوات من السماء .
رؤى إبداعية فى شعر رفعت المرصفى فى طبعتين .
الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة .
قال التاريخ .
موسوعة حلوة بلادى
وطنى حبيبى .
كلمات وأغنيات .
هذا على سبيل المثال وليس الحصر ناهيكم عن نشاطه الادبى والثقافى وعضويته فى العديد من الأتحادات والنقابات والجمعيات والروابط الادبية والثقافية .. وكل هذا توقعته من المبدع إبراهيم خليل إبراهيم ومازلت أنتظر منه الكثير فهو درة فى عالم الأدب والثقافة .
أحمد عبد الفتاح شعبان أبو حديد
كبير معلمى التربية والتعليم