منظمات حقوقية ترحب بإحالة المدرس قاتل الطفل «إسلام» إلي الجنايات وتطالب بإقالة نظيف والجمل

كتب وائل علي ٢/ ١١/ ٢٠٠٨
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
رحبت منظمات حقوقية بقرار تحويل المدرس المتهم بقتل الطفل إسلام عمرو، بمدرسة سعد عثمان الابتدائية بالإسكندرية، إلي محكمة الجنايات محبوسًا، بعد ثبوت الاتهام في حقه، وهو ضرب التلميذ ضربًا أفضي إلي موته.
أكد المركز المصري لحقوق الإنسان في تقرير له أمس حول «ظاهرة العنف في المدارس»، أن الخطوة بحاجة إلي إقالة رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم لفداحة الكارثة، مشددًا علي أن مسؤولي وزارة التربية والتعليم لم يتعاملوا بالشكل المناسب مع الظاهرة وتم التقليل مما حدث، واعتبار ما حدث ليس ظاهرة بل مجرد حادثة فردية.
وشدد التقرير علي أن ضرب التلاميذ في المدارس لم يعد حوادث فردية بل ظاهرة، محذرًا من أنها معرضة للانتشار بسبب تقاعس مسؤولي التربية والتعليم عن مواجهتها، مشيرًا إلي أن الأمر لم يعد يقتصر علي انتشار العنف داخل المدارس من قبل المدرسين.
واتهم التقرير مسؤولي المدارس بالتراخي في مواجهة العديد من المشكلات والتي تهدد حياة التلاميذ، ومنها حالات تحرش جنسي ضد الأطفال والبنات، وحقن الأطفال بحقن غير معلومة المحتوي، والسطو علي التلاميذ، وقفز بعض الشباب إلي داخل مدارس البنات دون أدني تحقيق من مسؤولي المدارس.
واعتبر التقرير تلك العوامل بأنها تثبت فشل وزير التربية والتعليم ومسؤوليته في حماية التلاميذ وتوفير عوامل الأمان لهم، حيث إنه في غالبية الحوادث التي رصدها التقرير ثبت عدم القيام بالتحقيق في أي من هذه الوقائع.
وأكد التقرير أن تعديلات قانون الطفل التي جري إقرارها من مجلس الشعب بموجب القانون ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ لتجريم العنف داخل المدارس في المادة ٢٦، غير كافية،
ولم تفُعْل بعد، لافتًا إلي أن استخدام العقاب البدني جريمة عقوبتها وفقًا لهذا القانون «الحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألفي جنيه ولا تجاوز ٥ آلاف جنيه، أو بإحدي هاتين العقوبتين»،
وبالتالي فإنه لم تثبت جدية التعديلات علي أرض الواقع.
وطالب التقرير بإقالة وزير التعليم فورًا بصفته المسؤول الأول عما يحدث للتلاميذ داخل المدرسة، مشيرًا إلي أنه وطالما تقاعست الوزارة عن القيام بدورها فإنه لابد من التغيير وإسناد المسؤولية لشخص يمكنه الحفاظ علي صحة التلاميذ.
كما طالب رئيس الوزراء بسرعة مناقشة هذه الظاهرة واختيار الأسلوب الأمثل لمواجهتها، مؤكدًا أن الصمت عليها يعني أن مجلس الوزراء لا يقدر علي مواجهتها، وبالتالي يقدم استقالته لأنه فشل في المهمة الموكلة له.
**********************
الطفل اسلام


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لم يكن الطفل إسلام ذو السنوات التسع يعلم أن شغفه ببرنامج تلفزيوني وحلمه بالمشاركة في فقراته المسلية سيضعه وجها لوجه أمام عوالم مليئة بالظلم وكم هائل من العنصرية الخبيثة التي تقول عنها مبعوثة الأمم المتحدة غاي ماكدوغال بأنها أصبحت تنافس مبادئ الثورة الفرنسية ويؤكد رأيها استطلاعات تقول إن 67% من الفرنسيين يضيقون ذرعا بالمهاجرين حتى وإن عاشوا سنوات عمرهم في فرنسا واكتسبوا جنسيتها .
الطفل الفرنسي إسلام ذو الأصول الجزائرية طار فرحا عندما وصلته دعوة للمشاركة في برنامج " إين زي بوات " الذي تبثه قناة " غولي " الفرنسية وعلى الفور أخبر إسلام زملاءه وأقرانه بأنه سيطل عليهم من شاشة يجذب عبرها اهتمامهم ويصنع ابتساماتهم وأن ما عليهم سوى ترقب الموعد ، لكنه عندما دخل ومعه والدته قاعة تصوير البرنامج قيل له نأسف لعدم تمكنك من المشاركة ..
موقف ترك الطفل مصدوما .. لكن أمه سألت عن السبب فقيل لها .. لأن اسم ولدك إسلام وهو اسم لديانة غير محبوبة في فرنسا .. هذا الاسم يضعك يا إسلام في نفس مرتبة الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب .. لكن إن أحببت المشاركة في لعبنا المسلية فما عليك سوى الظهور باسم آخر .. لم يع الطفل البريء معاني تلك المساومة لكن أمه رفضت العرض بينما لم يجد إسلام ما يقوله وقد أحيل بينه وبين فضاء جميل للعب سوى : أحزنني ما جرى وتساءلت إن كنت قد فعلت ما يسيء ؟؟

تناقلت كلمات إسلام العديد من وسائل الإعلام الفرنسية والعربية خلال الأيام الماضية وأبدت استهجانها للحادثة ومن جهتها وصفت فضيلة عمارة وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون المدنية ما تعرض له إسلام بأنه فعل غير أخلاقي إلا أن اليمين الفرنسي كان له موقف مغاير إذ رأى في ذلك التصرف أمرا عاديا بل إن الموقع الالكتروني اليميني جورنال كريستيان رفض أن يكون الطفل إسلام قد تعرض لعملية عنف جرحت مشاعره وعرّف العنف بأنه أن تسمي ابنك باسم إسلام وأن توافق على منحه هوية كهذه .

هذه الحادثة ليست جديدة بل جزء من ظاهرة التمييز ضد الأجانب التي بدأت مظاهرها في السبعينات عندما تعرض مهاجرون للسب والشتم وحتى القتل على يد عناصر من الشرطة الفرنسية وعندما تقلد ساركوزي منصب وزير الداخلية انتفض سكان الضواحي الباريسية من الفرنسيين ذوي الأصول الأفريقية احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة فكان رد الوزير الجديد بأن هؤلاء حثالة المجتمع الفرنسي لكنه عندما وصل إلى سدة الرئاسة لطف من تصريحاته حيث أصبح يتحدث عن الهجرة الانتقائية للتخفيف من صداع هذه الحثالة التي وضعت في معازل تشبه معازل السود إبان حكم البيض في جنوب أفريقيا .

ربما أضع ما تعرض له الطفل إسلام من استفزاز لبراءته ومشاعر والديه ومعهم نحو مليار مسلم بأنه جزء من حملة تقودها الصهيونية العالمية لجعل مصطلح الإسلامفوبيا معمما في واقع المجتمعات الأوروبية والغربية الأمر الذي يسهم في تعزيز مواقف معسكر الداعين إلى صدام الحضارات وتشتيت الجهود التي تبذلها شخصيات ومنظمات وجهات دولية لجعل الحوار والتكامل بين الحضارات والثقافات أمرا واقعا