ملاحظة : أعتذر لان المقال قديم منذ عام 2003 وكان عن نتيجة مسابقة السوبر ستار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
قبل أن أبدأ الموضوع سوف أذكر قصة وموقف ..

القصة هي أن ملك أراد أن يغزو بلدا أخر فأرسل جاسوس فمر على شاب وهو يبكي فسأله عن سبب البكاء فقال إني لم أصب الهدف فالقائد استبعدني عن الجيش فرجع الجاسوس إلى الملك فقال لا تستطيع غزوهم .. ومضت السنين فأراد الملك أن يعيد محاولاته فأرسل جاسوس فمر بشاب وهو يبكي فسأله عن سبب البكاء فقال بأن حبيبتي هجرتني فرجع الجاسوس إلى الملك فقال الآن .. الآن .

كانت تلك هي القصة أما الموقف فأتمنى من الجميع أن يتخيل معي لو أن شاب أو فتاة أصابه ألم في الإصبع الصغير للقدم اليسرى فهل سيسأل وهو يتألم من الذي فاز في مسابقة سوبر استار .. هل سيفرح بفوز فلان أو خسارة فلانه ...

بعد تلك القصة وهذا الموقف أخلص إلى النقاط التالية :

1-قوة أي أمة وأي بلد تكمن في شبابها وشاباتها فإن كانت هذه القوة مشغولة بمعالي الأمور كانت درعا واقيا وقلعة حصينة أما إن كانت تافهة التفكير دنيئة الهمة ساقطة العزيمة كانت وبال ودمار على نفسها وعلى أمتها وبلادها .

2-إن جميع قضايا الأمة ومآسيها (النساء والأطفال في أفغانستان والشيشان وبعدهم في العراق وقبل هذه وتلك الشعب المنكوب في فلسطين وما يعاني من جوع وحصار وتشريد بل أشد من ذلك من ذبح وتقتيل وهتك للأعراض والحرمات) كل هذه المآسي التي ذكرت والتي لم أذكر مما لا يخفى عليكم كل ذلك لا يساوي عند شباب الأمة ألم الإصبع الصغير في القدم اليسرى كما في الموقف الذي ذكرت .

3-إن المظاهر التي عبر الشباب بل حتى قليلي العقل من العجائز كانت بمثابة رسالة نبعثها لجميع أعدائنا المعلنين والمنافقين أننا أمة بلا هدف ولا رسالة فمسابقة تافهة يتنافس فيها ساقطون وساقطات ليربح أحدهم لقب السوبر مثل هذه المسابقة شغلتنا فيصدق علينا قول الشاعر :
خلا لك الجو فبيضي واصفري .. ونقري ما شئت أن تنقري

4-إن مشكلة الشعوب في ساستها وقادتها ففي الوقت الذي تمنع فيه المظاهرات المنددة بالذل والمهانة والاستعمار يسمح بل تتدفع الشعوب العربية إلى الخروج إلى المظاهرات لتهتف لفلان أو فلانه .

5-تفاهة العقول لدى الشارع العربي كما يقال فبالأمس يخرج هذا الشارع ليصيح ويزمجر ويصرخ غضبا ليلعن العدو الذي سلبه أرضا أو مالا ... واليوم يخرج فرحا وطربا يهتف لمن سلب عقله وقلبه بل حتى عقيدته كونه أحب لغير الله وأبغض لغير الله فأي عقل ساذج يغلي أرضا أو مال في مقابل عقلا وقلبا وقبلهما عقيدة ودينا .

6-لم تنتهي المصيبة عند هذا الحد فالأعظم من ذلك أن تكون هذه المظاهر علانية ويكون معها النزاع والخصام وأعظم من ذلك أيضا أن نشارك نحن في هذه البلاد (أعني المملكة العربية السعودية) في تلك المظاهر ونحن ليس لنا ناقة ولا حمار في هذه المسابقة .

ختاما أسأل كل شاب تألم للدماء التي سكبت والأشلاء التي قطعت والبيوت التي هدمت على أهلها ومن فيها سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان هل تذكرت معي تلك الصور التي أذكرها .. هل يحسن بك أن تفرح أو تطبل لفوز هذه أو تلك هل هذه الرسالة التي نرسلها لليهود ومعهم الأمريكان والتي نعبر فيها عن رفضنا لممارساتهم بحق الإنسانية فضلا عن الشعوب الإسلامية .

لا يظن أحد من الشباب أو الفتيات أن هذه الممارسات تخفى علي أعداء الأمة من اليهود والنصارى بل هم يتابعونها بلك دقة ليعرفوا واقعنا وؤأكد لكم ذلك من خلال هذا الحوار الذي أجري مع زعيمة اليهود قولدا مأير فقد سئلت ما هو أصعب يوم مر عليك
قالت اليوم الذي أحرق فيه المسجد الأقصى
فقال لها المذيع وما هو أسعد يوم مر عليك
قالت اليوم الذي يليه .

أظنكم عرفتم ماذا تعني .

فهل ترضى أن يقول كلب اليهود شارون عندما يسأل ما هو أسعد يوم فيقول اليوم الذي فازت فيه (....) لأني تأكدت أن الأمة العربية والإسلامية ما زالت في سبات وعميق أيضا ؟؟؟