صَواعِقَ مِنّي صُوِّبَت في الأَعاجِمِ = وَلا فُلَّ شِعرٌ كَالسُّيوفِ الصَّوارِمِ
وَقد يُنصَرُ المَرءُ الَّذي لَيسَ يُتَّقى = وَقَد يُهزَمُ المِغوارُ شَرَّ الهَزائِمِ
وَيَنصُرُ رَبّي ناصِرَ الحَقِّ مِنكُمُ = وَيَخذُلُ رَبّي كُلَّ باغٍ وَظالِمِ
فَكُلُّ قَضاءِ اللَهِ لابُدَّ نافِذٌ = فَقُم وَاصدَعِ الهاماتِ مِن كُلِّ شاتِمِ
فَإِلّا يَكُن فينا حُسامٌ يَصُدُّهُم = يُقَيِّض إِلَهَ العَرشِ أَهلَ العَظائِمِ
وَهَل عاثَ فينا الخِزيُ إِلّا لِأَنَّنا = رَضينا بِحَرثٍ وَاتِّباعِ البَهائِمِ
أَلا فَاصدَعوا بِالحَقِّ يا قَومُ إِنَّما = سِبابُ رَسولِ اللَهِ شَرُّ المَآثِمِ
وَصُبّوا عَليهِم بَأسَكُم، يا بَني الهُدى = أَذيقوا دُعاةَ الفُحشِ مُرَّ العَلاقِمِ
وَرُبَّ فَتىً ما إِن تَقَلَّدَ سَيفَهُ = يَدُكُّ بِهِ ماضٍ حُصونَ الضَّراغِمِ
يَقولُ لَهُ إِنّي وَأَنتَ جَميعُنا = بِنا تُسلَبُ الأَرواحُ مِن كُلِّ آثِمِ
فَمَن يَلقَنا وَالحَربُ دارَت رَحائُها = يَمُت أَو يَعُد في أَهلِهِ غَيرُ سالِمِ
فَيا رَبُّ وَطِّئنا رِقاباً حَواسِداً = وَيَسِّر لَنا تَأدِيبَهُم بِالمَناسِمِ
نُحِبُّ رَسولَ اللهِ لا حِبَّ غَيرُهُ = وَنَبغَضُ أَبناءَ الطُّغاةِ الأَشائِمِ
إِلَيكَ رَسولَ اللَهِ تَهفو نُفوسُنا = فَيَغلِبُنا فَيضُ الدُّموعِ السَّواجِمِ
عَلى أَنَّني قَد أَثقَلَ الهَمُّ كاهِلي= وَلَستُ أُواسي فيكَ تَفنيدَ لائِمِ
وَلَكِنَّني أَرجو مِنَ اللَهِ عَفوَهُ = وَتَثبيتَهُ إِن غَرغَرَت في الحَلاقِمِ
وَيَرزُقَني إِن جَنَّ مَوتي شَهادَةً = يَجودُ عَلى مِثلي بِحُسنِ الخَواتِمِ
وَأَن يُرزَقَ العَبدُ الفَقيرُ شَفاعَةً = إِذا يَشفَعِ المُختارُ مِن آلِ هاشِمِ
أَضاءَت بِكَ الدُّنيا أَيا خَيرَ مُرسَلٍ = وَيا خَيرَ مَن سادَ الوَرى بِالمَكارِمِ
أَقَمتَ عِمادَ الدّينِ حَتّى كَأَنَّها = مَناراتُ نورٍ شُيِّدَت بِالمَلاحِمِ
وَأَخرَجتَنا لِلنورِ بِالحَقِّ وَالهُدى = وَقَوَّضتَ ما أَنشاهُ كَفُّ الظَّوالِمِ
وَأَرسَيتَ لِِلإِسلامِ بُنيانَ مَجدِهِ = فَسُدنا بِهِ مِن قَبلُ كُلَّ العَوالِمِ
فَإِن كانَ فينا حافِظونَ فَحسبُنا = وَإن ضَيَّعوا قُضَّت مُتونُ الدَّعائِمِ