أظهرت جهلهم بالجغرافيا خارج بلادهم وداخلها ... شبان أميركا لا يعرفون مواقع افغانستان وإيران وإسرائيل ولا حتى العراق!
لندن الحياة -
04/05/06//
يصعب تصور ان الاميركيين الذين لا تتردد ادارة بلادهم عن ابداء رأيها في شؤون العالم قاطبة، كبيرها وصغيرها، لا يفهمون العالم ولا يعرفون موقعهم فيه، ولا يلمون بالجغرافيا سواء خارج الولايات المتحدة او داخلها. إذ أظهرت دراسة اجراها معهد «روبر بابليك ريليشن» في نيويورك لحساب مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، خلال الفترة من 17 كانون الاول (ديسمبر) 2005 الى 20 كانون الثاني (يناير) 2006، ان معظم الشبان الاميركيين عاجز على سبيل المثال عن تحديد موقع العراق على خريطة، رغم انتشار قوات اميركية في هذا البلد منذ آذار (مارس) 2003 وتغطية وسائل الاعلام الواسعة للأحداث فيه منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وكشفت الدراسة التي شملت 510 شباب تراوح اعمارهم بين 18 و24 عاماً ان 63 في المئة لم يعرفوا موقع العراق على خريطة العالم، في حين لم يتمكن 70 في المئة من تحديد مكان اسرائيل او ايران. وعجز 90 في المئة عن معرفة موقع افغانستان حيث تشن الولايات المتحدة منذ خمس سنوات حرباً على الارهاب الذي ضرب الاراضي الاميركية في 11 ايلول (سبتمبر) 2001.
اما اندونيسيا التي تعرضت لكارثة المد البحري (تسونامي) في 2004 وانشغل العالم بصور ضحاياها لفترة طويلة، فلم يعرف ثلاثة ارباع الذين سئلوا اين يجدونها على الخريطة، كما لم يعرفوا ان معظم سكانها من المسلمين وانها اكبر بلد مسلم في العالم.
ونجح 46 في المئة فقط في معرفة ان السودان دولة افريقية في حين اعتبر 20 في المئة أنه دولة آسيوية و10 في المئة أنه دولة اوروبية و5 في المئة انه يقع في اميركا الجنوبية. وقال 2 في المئة من الاشخاص ان السودان في استراليا و1 في المئة في القطب الجنوبي، علما ان تظاهرات نظمت في 15 مدينة اميركية قبل ايام احتجاجاً على الوضع الانساني المتدهور في دارفور، غرب السودان.
وقد يدفع جهل الاميركيين بالعالم من حولهم الى الاعتقاد بأنهم إنما يركزون معلوماتهم على بلادهم الواسعة، لكن الدراسة اظهرت جهلهم في هذا المجال ايضا. ولم يستطع نصف الذين سئلوا تحديد موقع ولاية نيويورك على خريطة الولايات المتحدة او ولاية اوهايو، وعجز 48 في المئة عن تحديد موقع ولاية ميسيسيبي رغم ان الاعصار «كاترينا» ضربها أواخر العام الماضي وكانت محط تغطية اعلامية اميركية داخلية واسعة.
وطلب من الشبان الاميركيين، في اطار سؤال افتراضي عن وسيلة الفرار من اعصار مدمر، ان يحددوا على خريطة اتجاه الشمال الغربي فنجح ثلثاهم في ذلك فقط. وقدر 30 في المئة عدد سكان الولايات المتحدة بما بين بليون وبليوني نسمة، في حين ان الرقم لا يتجاوز 300 مليون. ورأى نصف الشبان انه «من المهم لكن ليس من الضروري» التمكن من تحديد موقع بلد او معرفة لغة اجنبية. وكشف المعهد الذي اجرى الدراسة ان معظم الاشخاص الذين شملتهم لا يشعرون بقلق من النقص في معلوماتهم الجغرافية.