فن الحياة...
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
-أطال الله في عمرك يا حاج, يبدو أنك لم تشعر بألم المرض وقد عاش معك طويلا, قد استشرى حتى بلغ مرحلة ربما لا دواء له غير الكيميائي..نرجو الشفاء لك فالله قادر على كل شيء....وكل ربك.
عاد إلى منزله مع ولده...يترنح من أثر الصدمة يخنق عبرته رغما عنه فهو الرجل العنيد الذي أرغم أنوف معظم تجار السوق ..وفرض سياسته الخبيثة لحنكه..أمسك خيوطها بيده وحده .. قتل المعارضين ولم يمش في جنازتهم,ولأن قيم الحياة تغيرت وغدت بقدر ما تملك من قروش فهو بخير تماما الآن.
نظر من نافذة منزله المتحف.
-يا الله ما أحلى ذلك المنظر لم أره من قبل على ما يبدو!
-لا يا والدي كل يوم كما هو!المشهد لم يتغير !
- لا تغير تماما , صحيح هل ترانا ظلمنا خالك عندما استثمرنا ماله ولم نعطه كل حقه!؟؟؟أتمنى أن تقول لي لا.
-الله كريم يا بابا قد يسر الله له عملا آخر لكننا أين سنفر من الحساب؟
-المشكلة يا بني أنني خرجت للدنيا لأهل لا تقدر البشر إلا بنقودها...عندما كنت أخسر في تجارتي يبتعدون عني!! ويقتربون ممن بقي صامدا عبر سوق ظالم!ولو كانوا من لحمي ودمي.
-يا بابا ليس اليتيم يتيم الأهل اليتيم من خسر رحمة ربه هو من يعيننا على أعباء الحياة...حتى المال استدراج لاختبار لا أراه مغنما ولا مكرمه.
-ونعم بالله
-هل تعلم أنني نويت حفظ القران؟ بدأت ولم أكمل مار أيك هل تساعدني؟ لم يبقى لدينا الوقت فليحمل زادتنا
-وهطلت دموعه غزيرة وبكى على صدر ابن جلده كثيرا حتى كسر لديه مفهوم المثالية بعنف ...فوجدها حية تنبض!
-مازلت بخير يا ولدي مازلت بخير.
-تربيتك بابا
-لا أظن...............
-.............
-أنا حثالة البشر....أنا لم أرع ذمة ولا قريب....
-بابا ماذا تقول؟
-أنظر إلى هذا المنظر كيف فا تني ....شرفه رائعة والله...كيف لم أرها من قبل؟
-والدتك كانت نظرتها لي تفسر كل الدنيا لكنني كنت أغض الطرف عنها ,عن نظره حارقه كانت تحكي الحكايات.
كنت أتجاهلها دوما...
غص في دمعته وأكمل:
-عندما كان والدي في النزع الأخير أوصاني برعاية إخوتي...لا أدري كيف امتلكت كل شيء وتحكمت بمصائر القصر...هؤلاء لكنهم لا يفقهون فن التعامل مع السوق .
هم من ربوني هم من يحملون أسباب الظلم الذي عاش في قلبي طويلا.يبدوا أنني ساحكي لك كل شيئ يابني
-أعرفه كله يا والدي..بح وريح قلبك.
ارتمى على صدر ابنه قائلا
-لا أريد أن أموت أنا أحب الحياة ....
ومضى في رحلة علاج قاتله .....
عندما رن الهاتف بعد حين من الوقت و بإلحاح
-سامر موجود؟
-نعم أنا
عفوا التشخيص خاطئ والدك سليم والحمد لله مبروك وين الحلوان؟
أغلق الهاتف وعاد المنظر القديم عبر الشرف يشيع عتمة في أرجاء المنزل!
أم فراس 11 أيار 2008