* صافينى مرة *
.......................

تعرفت إليه فى ناصية شارعى رأس التين وفرنسا . شاب فى حوالى الثلاثين . بيضاوى الوجه ، أبيض البشرة ، له عينان زرقاوان ، دائمتا التلفت . ينسدل شعره الذهبى على قفاه ، تتطاير خصلات منه ، فيزيحها براحته إلى الوراء ..
سألنى عن عنوان شركة قريبة . اتصل الحديث ، فصرنا أصدقاء .اسمه ديمترى ـ هو نفسه أحد شخصيات روايتى الشاطئ الآخر ـ تعرفت منه إلى ناظم حكمت وكفافيس وغيرهما من الشعراء الذين لم أكن قرأت لهم من قبل . ولم يكن فى قراءاتى ما أقدمه له سوى ما حفظته من كتب التراث ..
فاجأنى ديمترى بلغة عربية تداخلت بألفاظ أجنبية، بأنه يحفظ أغنية عبد الحليم حافظ " صافينى مرة " . أدى الأغنية ، وحاكى موسيقاها بالدندنة ..
صحبنى ديمترى إلى عوالم جميلة من السرد والتشكيل والغناء ، فأحببت صداقته ، وتصورته صديقاً أبدياً . فلما فاجأنى بالزقاق المظلم فى حياته [ أذكرك بالشاطئ الآخر ] قررت أن أمضى ـ بعيداً عنه ـ فى الشوارع الفسيحة ، المنيرة ..