السلام عليكم
موقع اشرقي مصر اجرى لقاء مع الضابط المذكور واحببت طرح الموضوع هنا للاطلاع



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً أحمد إليكم الله تعالى وأصلي على أشرف خلق الله نبينا ومعلمنا وأسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن نكون جميعاً على دربه في الدنيا وفي جيرته صلى الله عليه وسلم في الآخرة. ثم أشكر لكم كرمكم، فالشرف لي أن ألتق بأحبتي أبناء مصر في لقاء الثلاثاء. وأحيي الأختين ريهام وأم أحمد على جهدهما في إخراج هذا الملتقى بوجهه الأنيق ومادته القيمة الشيقة.



1- من هو علاء زين الدين الذي تريد أن تعرفنا به؟؟؟؟

الاسم محمد علاء زين الدين (أبو زياد). ولدت في شوال 1372 (يوليو 1953) بمدينة لندن لأب وأم مصريين قبيل عودة والدي إلى أرض الوطن بعد إتمامه لرسالة الدكتوراة. مدينتي هي الإسكندرية التي نشأت بها وأحببتها وأحببت أهلها وتنقلت بين مدارسها إلا فترة قصيرة من المرحلة الابتدائية قضيتها بريف مدينة نيوكاسل بشمال إنجلترا، والتي طبعت بعض الذكريات الجميلة في الذاكرة. تخرجت من قسم الحاسبات والتحكم بهندسة الإسكندرية عام 1975. ثم قضيت ثلاث سنوات هي مدة الخدمة العسكرية كضابط احتياط –بعد شهور التدريب الستة بصحراء دهشور- أعمل بمكتب تخطيط التعليم بكلية الدفاع الجوي حيث ساهمت في تخريج ثلاث دفع من ضباط الدفاع الجوي إلى جانب تطوير منهج مادة الحاسبات في ذلك الوقت وتدريسها للدفع المستجدة. بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية تخلصت من فترة بطالة تتخفى في صورة تكليف المهندسين بمشروع مقبرة المبرمجين الذي كان يسمى مشروع بحوث حماية الشواطئ التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وخرجت من ذلك بعناء بيروقراطي وخسارة واحدة وهي فقدان أصل شهادة الميلاد. بعد ذلك تنقلت في عملي كواضع برامج الحاسبات بين شركة أراب سوفت بالإسكندرية، ثم شركةICL في بريطانيا، وبعد خمس سنوات رحلنا إلى ولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة حيث عملت بشركات مختلفة أخرها شركة HP التي قضيت بها ثلاثة عشر عاماً في تطوير نظم تشغيل يونيكس لتشغيل الملقمات العنقودية (cluster servers) وذلك حتى قدمت استقالتي آخر عام 2003 بغرض الاتجاه للعمل كمترجم مستقل. وقد حصلت أثناء العمل على الماجستير في الحاسبات من معهد ستيفنْز للتكنولوجيا عام 1993. لي من الأولاد أحمد زياد (25) ومحمد شهاب (18) وهاجَر (10)، واسمها ينطق بالجيم المعطشة ولكني أحياناً أهددها مداعباً "لو مسكتيش هاقولك هاجَر (بالجيم المصرية)".



2-نقتبس من بنت مصر السؤال و نقول : عرفت طريق المنتدى إزاي؟؟؟

أعتقد أنه كانت تصلني دعوة أو نشرة المنتدى كل حين وآخر ولم أكن أعلم مصدرها، ولم أهتم كثيراً في البداية، بل أني ربما تحفظت على بعض ما رأيت حين تابعت الرابط مرة من المرات. ولكن مع تكرار الدعوة، وزيادة الحراك السياسي في البلاد، زادت رغبتي في متابعة الحوارات بغض النظر عن تقييمي لها. وظللت فترة أتابع دون مشاركة أو بمشاركات نادرة .. وهكذا انتهى بي المطاف أن ألفت المنتدى وربما يكون تآلف معي. وللشهادة، فإني أرى أن مستوى المنتدى في تقدم مستمر وأن مستوى الحوار يرتفع بشكل يدل على أن الوعي العام في أي مكان يرتفع مع زيادة الحراك السياسي كما يقل الوعي في فترات الركود.


3-ماذا تعني لك الغربة خاصة أني أري في ملفك الشخصي أنك مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟

الغربة لها جانب إيجابي وجانب سلبي. الجانب الإيجابي هو تحصيل خبرات وتجارب عملية وحياتية كثيرة يصعب على المرء جمعها من مكان واحد. ولا شك أن التعرف على أناس من مجتمعات وثقافات متعددة يوسع الأفق ويزيد من قدرة الشخص على فهم العلاقات الإنسانية والدوافع الاجتماعية والإنسانية. وذلك كله يخرج المرء من النظرة الضيقة التي تحصر فهمه وإدراكه على ما هو معلوم في ثقافته وتراثه وأعرافه في طرف، أو تعتبر أن الخير كله يأتي من خارج ثقافته وتراثه وأعرافه على الطرف النقيض. فيصبح للشخص نظرة أشمل وأكثر واقعية ولكن ذلك كله يعتمد على قدرة المغترب على التلقي فلا يرفض كل شيء غريب ولا يفتن بكل ما هو بديع.

أما الجانب السلبي فهو بالطبع البعد عن الوطن وألفته وناسه والأهل وأصدقاء الطفولة والشباب والشعور بالغربة في حد ذاته عناء. وهناك جانب خفي للغربة كذلك. فالإنسان لابد أن يتولد عنده بعض الألفة مع أي مكان يستقر فيه فترة من الزمن، فإذا تنقل بين أكثر من مكان، قد ينتهي به الحال إلى الشعور بالاشتياق لأكثر من مكان واحد، حتى وإن لم يكن بنفس شدة الاشتياق للوطن الذي نشأ فيه. وهذا واقع أشعر به كثيراً.



4-يقول رسول الله صلي الله عليه و سلم في الحديث الشريف: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)
لفت نظري أنك قد كتبت تحت اسمك بالمنتدى "طوبي للغرباء" و استوقفتني ....غربة الدين ....
في تقديرك غربة المسلمين أكثر بين المسلمين أم بين الغير مسلمين؟؟؟ و إلي متي ستستمر هذه الغربة في تقديرك؟؟؟

غربة المسلم الملتزم أشد وطأة بين غير المسلمين، لكنها تشكل صعوبة أكبر بين المسلمين المتهاونين. وقد سمعت أحد العلماء يفسر الغربة بأنها مثل الدوائر .. فقال أن المسلمين عموماً غرباء بين غير المسلمين، والمحافظون على الفرائض غرباء بين جموع المسلمين، والمتمسكون بالسنة غرباء بين عامة المحافظين على الفرائض، وأهل الورع غرباء بين عامة المتبعين للسنة وهكذا .. حلقة داخل حلقة .. وغربة داخل غربة.أما عن مدى استمرارها، فهذا سؤال صعب ليس بوسعي أن أجيب عليه وربما نحتاج أن نوجهه إلى العلماء لنتبين الطريق. لكن أدلة الأحاديث تشير إلى أن ما نحن فيه هو بالفعل تحقيق لتنبؤات النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يبلغ مداه بعد. فلابد أن يأت اليوم الذي يصبح "العابد فيه كالقابض على الجمر"،واليوم الذي يصبح عمل الرجل يساوي عمل الأربعين من الصحابة حيث أنهم كانوا يجدون من يعينهم على الخير وهو لا يجد ذلك، واليوم الذي يتحقق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تمسك بسنتي يوم فساد أمتي فله أجر مئة شهيد"، ولو أن هذا تحقق منه قدر كبير. فيبدو أن الأمور سوف تسوء كثيراً قبل أن تتحسن رغم تحقق الكثير من الشروط التي وردت في الأحاديث، والله أعلم. فنسأل الله الثبات والعافية، ونعوذ به من الندامة والخزي والخذلان.


5-في موضوع سابق لك تكلمت عن دلالات الصور و تأثيرها علي القارئ ... ما دلالة صورتك الرمزية بالمنتدى؟؟ أري فيها صورة لمشربية.. هل أنت من محبي الفن الإسلامي؟؟؟ أم هي إطلالة من مشربية على الناحية الغربية؟؟؟؟

أن أحب الفن الإسلامي ولست من المتخصصين أو العارفين به. لكن الصورة الرمزية هي بالفعل إطلالة من مشربية على الناحية الغربية، وقد وضعتها لما كتبت مقدمة لمجموعة الإطلالات التي نويت كتابتها لكني تأخرت طويلاً بسبب اهتمامي بأشياء كثيرة ألحت علي، وذلك رغم أني كتبت رؤوس المواضيع كلها وأفكارها موجودة في ذهني وهي تزيد عن الخمسة والعشرين موضوعاً.



6-"لقد تكدس تراثنا السياسي والإعلامي المعاصر بمشاعر متضاربة تجاه أرض فلسطين وأهلها حتى اختلط الأمر على الكثير وأصبح منا من يهتم بفلسطين من جانب قومي ومن يهتم بها من الجانب الإنساني ومنا من لا يهتم بأرض فلسطين أصلاً حيث يرى أن فلسطين من شأن الفلسطينيين، ومنا من يرى في فلسطين عبئاً أثقل كاهلناً قد آن أوان خلعه والتخفف عنه، بل هناك من يرى في فلسطين عقدة تمنعنا من الانتفاع بعلاقات مع إسرائيل فيها منفعة لنا ولغيرنا (على حد فهم هؤلاء)". تكلمت عن حالنا بالفعل فمشاعرنا متضاربة حقاً بل أعتقد أنه في بعض الأحيان نشعر أننا اعتدنا ما نسمع و نري فيما يخص مأساة هذا الشعب ..و لكن ما هي الوسيلة لتنمية روح الانتماء العربي في رأيك؟؟؟ و كيف نتحايل علي الصراع الداخلي بين الحفاظ علي المقدسات الإسلامية و بين ردود أفعالنا تجاه ما نسمع و نري من تصرفات بها تجاوزات في بعض الأحيان مما تدفعنا إلي الحيرة لماذا نقف معهم ..أقول هذا لأن هذه الأفكار تأتي علي بال الكثير منا في لحظات الضيق؟؟؟

جزاك الله خيراً على إثارة هذه القضية الهامة. وقد اقتبست هذه الفقرة من موضوع "فلسطين وشرفها العظيم" http://www.egyptsons.com/misr/showthread.php?t=44096
وأعتقد أني عالجت في متابعتي بنفس الموضوع أحد الأوجه الهامة لسؤالك، وهو الرجوع إلى تراثنا الديني للوقوف على مكانة أرض فلسطين في ديننا الحنيف وقدسية هذه الأرض بأكملها، فلا تقتصر القدسية على المسجد الأقصى أو حتى على بيت المقدس، وإنما أرض فلسطين جميعها أرض الأنبياء المقدسة. فإن علمنا ذلك وعلمنا أن شعب فلسطين هو في صدارة الدفاع عن هذه المقدسات التي لا يملك حتى حق التفريط فيها، تكون المحصلة أن نصرة أهل فلسطين واجبة علينا جميعاً بحق الدين. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن الله أوجب علينا نصرة إخواننا في الدين أينما كانوا، والأقربون أولى بالمعروف، وأهل فلسطين هم بلا شك من أقرب الأقربين، وعلى سبيل المثال فهناك أبناء عمومة لعائلتنا لم أقابلهم وهم عائلة زين الدين بغزة التي حدثتني جدتي عنها كثيراً رحمها الله. وهذا فضلاً عن واجب نصرة المظلوم عموماً.

ومن المهم أيضاً الرجوع إلى حقائق التاريخ لتبديد الكثير من الشائعات التي تروى عن شعب فلسطين ومسألة بيع أراضيهم لفهمها فهماً صحيحاً، والمجال لا يتسع هنا للشرح، لكن واجب على الجميع أن يعرفوا الحقائق. كذلك يجب ألا ننساق إلى الدعايات التي تروجها الحكومات العربية عن فضل هذه الدولة أو تلك على الفلسطينيين، ونحن في مصر كثيراً ما نفعل ذلك. أولاً لا فضل في واجب، هذه واحدة. ثم الواقع يقول أنه بعد 1948 لم تدافع حكومة مصرية عن فلسطين، وإنما زايدت هذه الحكومات على فلسطين وتاجرت بقضيتها، وفي آخر المطاف فإن الحكومات المصرية المتتالية بسياساتها الفاشلة أصبحت أكثر من أضر بالقضية الفلسطينية. وهذا ليس جلداً للذات، فنحن كلنا أمة واحدة لنا ذات واحدة، إسلامياً أولاً وعربياً ثانياً. وهي أيضاً قراءة واقعية للنتائج التاريخية، فأين كانت حدود الدولة العبرية قبل 1967 وأين هي الآن؟ الحقيقة أن إخواننا الفلسطينيين يتحفظون في توجيه اللوم لنا وليس العكس، وذلك من باب أنه لا طائل من اللوم، وأنهم في موقع ضعف .. فاللهم أعزهم كما يرفعون رؤوسنا رغماً عنا.


7-"حتى لا نشعر بالإحباط. لا نتوقع المستحيل..."
إذاً ماذا نتوقع؟؟؟ هناك من يقول أنه يجب أن نحلم بحلم كبير لأننا لن نستطيع إلا تحقيق جزء منه أما إذا حلمنا بحلم صغير سنعيش دون تحقيق أي شئ في حياتنا و إذا لمن نتوقع أعلي الأشياء لن نحصل هلي أدناها ..فما هو رأيك؟؟؟

أعتقد أني عقبت بهذه الكلمات لما رأيت بعض الإخوة محبطين لأن حركة تأييد القضاة لم تتطور إلى الحجم الجماهيري الذي يفرض طلبات استقلال القضاء فرضاً على السلطة التنفيذية. والواقع أن من كان يتوقع تطور هذه الحركة بهذا الشكل كان لابد أن يشعر بإحباط لأن واقعنا مازال بعيداً عن هذا. لكن الحراك في حد ذاته كان تطوراً إيجابياً.
أما توقع المستحيل فهو بالفعل لا يفيد. لابد أن نحلم وأن تكون أحلامنا طموحة، لكن بالدرجة التي يمكن تحقيق جانب كبير منها حتى يكون هناك جدوى من السعي.


8-"وفي سر جوه يا مصر ف قلبي مخبيه
حلم جميل من شدة خوفي عليه بداريه
وحشوني الأهل وأحبابي وان قلت انا راجع تاني
إياكي تفشي يا مصر اللي تأمنتي عليه"
اسمح لي أولاً أن أعبر عن إعجابي الشديد بكلماتك الرقيقة و السلسة و المعبرة لأقصي درجة....
ما هو الحلم الذي طالما راودك و ألح عليك؟؟ و هل بدأ يتحقق؟؟؟

جزاك الله خيراً على المجاملة. أما عن الحلم فلي أحلام وآمال كثيرة.


9- عندما يبحر علاء زين الدين مع أفكاره فما هو أول شيء يفكر فيه؟؟؟؟؟

الله


10-"يا مصر هواكي في دمي ومنك لوني
من حبي يا حلوة هبوحلك بشجوني
باشتاقلك ف البعد تمللي وباحلم بايامك
دي صورتك فالقلب يا مصر وفعيوني"
أتذكر أغنية لعليا التونسية كانت تقول "ما تقولش ايه ادتنا مصر قول هندي ايه لمصر" و أتساءل لكي نصل لهذه الدرجة من الإنتماء لبلدنا حتي تكون في دمنا عملاً و ليس قولاً فقط.... ماذا ينقصنا؟؟؟
و كيف ننمي فكرة الإنتماء؟؟؟

مسألة الانتماء للوطن مسألة دار حولها أكثر من حوار ثري في المنتدى منها موضوع "الوطن شائعة مغرضة" http://www.egyptsons.com/misr/showthread.php?t=44711 للأخ العزيز محمد حسن (يراع) وموضوع "لو لم أكن مصرياً" لشاعرنا الجميل طارق المملوك وغيرها كثير، وتدل كل الحوارات التي دارت على حيرة في تعريف هذا الانتماء وتحديد استحقاقاته الحقيقية في مقابل استحقاقاته المفترضة. أما شعوري أو علاقتي بالوطن التي عبرت عنها بهذه الكلمات فأفضل وصفها بعلاقة ارتباط أكثر منها علاقة انتماء. وهي علاقة عاطفة ومشاعر وألفة وربما يكمن فيها نوع من الحب. والارتباط لا يناقض الانتماء ولكنه في نفس الوقت لا يقتضيه.

أما كيف ننمي فكرة الانتماء للوطن فهذا يتوقف على الوطن وحاله. فأولاد المغتربين مثلاً يولدون في بلاد الغرب ويألفون ويرتبطون بالمكان الذي ينشئون فيه، كما هو الحال هنا في أمريكا، وهذا أمر طبيعي. كما ينشأ عندهم بعض الارتباط بالوطن الأصلي مثلهم مثل أي مجموعة أخرى، فمن كان من أصل إيرلندي يسمي نفسه أمريكي أيرلندي وكثيراً ما يقول مفتخراً "أنا إيرلندي" وكذلك الأمريكي الإيطالي وهكذا. لكن هل يصح أن يشعر هؤلاء الأبناء المسلمون بالانتماء لهذا الوطن الذي نشئوا فيه؟ نحن نحاول أن ننمي فيهم الشعور بالانتماء إلى الإسلام وقيمه ومعانيه وتراثه، ويمثل هذا صراعاً داخلياً عندهم. فالسؤال هو هل يصح أن يشعر الشخص بالانتماء والولاء للوطن الذي نشأ فيه أياً كان هذا الوطن؟

أعود إلى سؤالك بعد هذا الاستطراد وأقول أننا لكي ننمي فكرة الانتماء للوطن يجب أن نبدأ أولاً بالابتعاد عن الأوهام والشعارات التي مهما تكررت لن تغير من مشاعر الناس إن لم يتغير واقع الوطن وواقع الناس. وأفضل مثال على ذلك كلمات الأغنية التي ذكرتها، فحتى هذه الكلمات هي كلمات مستوردة وأصلها من العبارة الشهيرة للرئيس الأمريكي السابق جون كندي:
"لا تسأل عما يمكن أن تقدمه لك بلدك ولكن اسأل عما يمكن أن تقدمه لبلدك"


And so, my fellow Americans ask not what your country can do for you
ask what you can do for your country
لكي ننمي الانتماء لوطننا علينا أن نسمو به بجد وعزم، ونسمو بما يمثله الوطن من قيم ومبادئ، ونصلح هذا الوطن ليصبح مناراً للهدى وحصناً للعدل ومأمناً للمساكين وناصراً للقيم العليا والوحي الإلهي. وعندئذ يتسق الارتباط العاطفي بالمكان وما فيه مع صلة الانتماء للأمة وما تمثله.

وقد لخصت هذا المعنى لما استجبت لنداء أخونا الشاعر عادل الخطيب بعنوان "تعالوا نحلم بوطن" http://www.egyptsons.com/misr/showthread.php?t=46365 فعبرت فيه عن رؤيتي لوطن أحلم به بالكلمات التالية:

"وطني العدلُ فيه يسودُ بين الناسِِ والفقيرُ عزيزٌ فيهِ والدينُ مُصان"

وكذلك في بقية القصيدة التي اقتبست منها مقدمة السؤال "يا مصر أنا باحلم".


11- و إستكمالاً للسؤال السابق ما هو مفهوم الإنتماء؟؟؟ هل الإنتماء يعتمد علي التواجد في نفس المكان فقط؟؟؟ لمجرد أني أقيم في مصر و قد ولدت فيها يكون لدي إنتماء فطري؟؟؟؟ و هل معني هذا أنه من ولد خارجها و عاش بعيد عنها يكون ليس لديه إنتماء لها؟؟؟

أعتقد أن إجابتي السابقة تشمل الإجابة عن هذا السؤال، وأهم إضافة في إجابتي هي التمييز بين الارتباط العاطفي والانتماء الفكري. ولا يأت أيا منهما بمجرد المولد في مكان ما لكن يعود الارتباط العاطفي بقدر كبير إلى مكان النشأة ويتأثر بتراث الأهل ولكن بدرجة أقل، أما الانتماء، فالقلب السليم والقيم الراقية تشجعان على الانتماء إلى الحق و الخير والعكس صحيح.


12 -أري روح الشاعر تتجلي معك أخي علاء ...فهل يحظى لقاء الثلاثاء بقصيدة يكون له فيها السبق في أبناء مصر؟؟؟

أحمد الله أنك قلت روح الشاعر حيث أني لست شاعراً، وحتى ما قلت يحتوي على مبالغة لا أستحقها وخاصة مسألة التجلي هذه! لكني أحياناً ألجأ إلى التنفيس عن مشاعري بكلمات متواضعة. والشيء الوحيد الموجود عندي باللغة العربية الآن أفضل ألا أختم به هذا الجزء من اللقاء لما سيترك من شعور بالانقباض والحزن. ولذلك فسأخرج عن عادتي وأقتبس معتذراً كلمات هي بداية لمحاولة جديدة باللغة الإنجليزية:


On this Earth

On this earth there are flower beds and oceans
And rivers that flow through valleys wide
There are many who wander in all destinations
And butterflies that flutter from side to side
This Earth beholds the fall of expectations
And dreams so precious and dear fulfilled
There are people, there are trials and tribulations
On this Earth indeed, there are lives being lived

There are bees, on this Earth, that buzz and hover
For vain is not their flight, nor their hopping all the way
From yellow buttercups to three leaved clover,
For what is their quest, their living every day?
And when they wed a flower, to lonely flower
Will they know their bud, from the blossom come May?
They do hop, and they hover, yet that bud is made by a wiser Power
Indeed this Earth is held, and all sustained, by His Will, by His Say