أردنية الجنسية ،فلسطينية المولد سورية الهوى
سيظل قاسيون ما بقي الكون شامخاً منسوجاً بالكبرياءِ مُفعماً بالحياة.
و بهذا تضيف جبل قاسيون إلى جبل قاف أبو الجبال و جبل سرنديب أو نوذ الذي هبط عليه أبو البشر و جبل أبي قُبيس.
احتلتها القصيدة فقالت :
أنا لستُ شاعرة و لكني أسكن القصيدة و لستُ مُغنيّة و لكني في الأغنية و لديّ قصة لا أستطيع إتمامها ـ لأني معك أكون وحيدة.
و في قصة "الكوب الخزفي" تناجي فرشاة الألوان التي غمستها سهواً في فنجان القهوة لتكشف عن هاجسها فتقول:
هو عمرٌ انفلت من عمرها ـ هو عنصرٌ مفقود في عناصر تكوينها.
هي كذلك الآن ـ ما زالت ترسم ـ تلون الأرض و السماء ـ
و لكن ألوانها ليست بدرجة التشبُّع ذاتها و لن يُميِّز أحد هذا سواها ـ الحمدُ لله ـ سأرسمُ شجرة.
( و عن خصوصية الصمت) تقول في "مولد كلمة":
يتفجر صمتي بركاناً أحمر ـ أنا إمَّا أحسست ـ أحسُ بلا خوف ـ أطلق كل القلق المحبوس بصدري ـ تمور الأفكار
ـ تتأجح مثل النار ـ
تحتضن دموع الآفــاق
أمَّا في قصيدة ( العاشقان ) تحاكي قصيدة "أيـــوب" للشاعر العراقي "بدر السيَّاب"الذي يقول فيها :
يا رب أيوب أرجع إلى أيوب ما كان ـ جيكور و الشمس و الأطفال راكضة.
فتردُّ عليه قائلة :
ها هي جيكوركَ يا بدر تغفو _ تهفو لنعاس.
و"جيكور"اسم قرية السيّاب و مسقط رأسه من قرى جنوب العراق.
و في "رياح الحُزن/ قصيدة " تأخذُ حصتها من الموسيقى بقولها:
لموسيقى الليل بنفسي مهجع أنهل منها لا أشبع ـ نغزلُ منها كفناً للسأم.
و في مسائيات تُشَبّهُ استجابتها و ردود أفعالها بزهرة دوّار الشمس/عبَّاد الشمس ـ و إن لم تشرْ إلى زهرة بعينها إذ تقول:
أنا لستُ حيادية ـ أنا عرق يتوثب ـ أنبضُ كلي في ضوء الشمس و لدى رؤية لون أخضر ـ أصفرـ
أتحلل في الضوء طيوفاً
و أعود فامتزجُ بعتم الليل ـ أتلفع شالا أسود يخفي جسدي ـ أغمضُ عينيّ.
و في نَصّ (مدينة لا تحبها الأحلام ) تعلن الأديبة موقفها من الحياة المادية بإحباطٍ يشبه الغبطة بقولها:
تنام مدينتي ملء العين لا تدغدغ روحها أحلام وردية بل و لا حتى الكوابيس. ما أجملها مدينة قلبها اسمنت و وجهها حجر.
هي الشاعرة بالإنسانية و الطفولة و الوطن حيثُ بكت على الطفلة "هدى" في قصيدة رثاء للطفولة و انتحبت سرقة الأوطان في قصيدة
لها بعنوان" خارج الوقت " تقول فيها:
غزة ـ قانا ـ صبرا ـ شاتيلا ـ بغداد ـ يا للأمل الضائع !.
كما أن لها فلسفة خاصة في الحياة تسردها على النحو التالي:
أترى تلك السمكة الصغيرة؟ترفل بألوانها البراقة.ها هي تسبح مسرعة في بحرها المفترض باتجاه هدف ولكنها تتوقف فجأة وتغير اتجاهها وتسبح نحو الجدار الزجاجي فترتطم به بقوة،تسبح في بحر صغير مسور بألواح الزجاج؟ هي هكذا دائما.. تفقد ذاكرتها في لحظات، لتبدأ الحياة بذاكرة سخيفة جديدة . هي لا تدرك أن بحرها هذا ليس بحرا وربما لو وعت ذاكرتها هذا لقضت نحبها.
ما قبل الأخير ـ نراها تسكن لوحة في قصيدة
( الليلة القمرية )
تسرّ إلينا بنجواها هامسة:
أتسللُ عائدة للركن ـ أهبُ بقايا شموعي للريحِ المجنونة خلف الشباك.
في المحطة الأخيرة قدمت الأديبة "حنان الاغا "تجربتها الأدبية
في سطور معلومات بقولها :
كثيرة هي النصوص التي لا يتحقق فيها كل ما يتطلبه نص أدبي ينسب للغتنا العربية التي باتت في كثير مما أقرأ العنصر الثانوي بل المهمل
أو المفرغ من محتواه لصالح فكرة أو تفريغ شحنة من جيشان أدبي
أو عاطفي أو استعراض ما ، وهذا ما يبعد الكثير من الكتابات التي أطلع عليها هنا وهناك ، عن القدرة على التأثير .
نحن حتى الآن نتغنى بأشعار عنترة والمتنبي والزهاوي والسياب ومطران ، ونستعيد عبارات من نصوص للرافعي والمنفلوطي والمازني والعقاد وبالطبع الكثير من المعاصرين لنا من الأدباء والشعراء من غادرنا منهم ومن هو معنا يغنينا بفصاحته وبيانه.. نتذكرهم .. فما الذي سيبقى في ذاكرتنا من نص يجب أن تلوي لسانك لتقرأه ؟ وهل يمكن أن نلوي الذاكرة لتحتفظ بشيء منه؟.
البطاقة الشخصية لحنان الآغا
.. فنانة تشكيلية خريجة الفنون و التربية
.. عملت في وزارة التربية و التعليم معلمة للفن في كليات المجتمع
.. و عضواً للمناهج في المديرية العامة للمناهج و تقنيات التعليم
.. رئيسة لشعبة التربية الفنية حيث كانت مهمات عملها تقوم على التأليف
.. و الإشراف على التأليف و إقامة المعارض
كما كانت عضواً في لجان كثيرة و مهمة منها :
* لجنة حصر مسميات الألوان في مجمع اللغة العربية الأردني
*عضو لجان تطوير مبحث التربية الفنية
أُقيمت لها معارض فنية و لها لوحات مقتناة من شخصيات عاشقة لفنها.
.. و هي الآن بصدد إصدار ديوان و مجموعة قصصية
من هي حنان الآغا ..
قالت حنان عن نفسها في لقاء حواري في أحد المنتديات ..
الأصل من عروس البحر يافا ، هاجرت عائلتي منها في العام 1948 إلى داخل فلسطين ، إلى نابلس
ومن ثم إلى عمان
أردنية الجنسية
عمري من عمر الديناصورات ، لو طلبتم معرفته ، لن أتوانى !! لماذا ؟؟ المرأة لا تفصح عن عمرها؟؟
نعم في أغلب الأحيان ، لذا ترون أنني حاولت أن أماطل .. نعود إلى السبب في عدم إخفاء عمري .
أومن تماما بأن العمر يزيد بمقدار ما ينقص ، فمن الغباء أن نخفيه
وهو برأيي ليس عدد سنوات محملة بأحداثها ، نحملها في أحمال فوق أكتافنا ، وإنما هو أرقام فوق ورقة نخبئها أحيانا ونضيعها أحيانا أخرى .. ويبقى ما يتسرب من الروح إلى الوجه وإلى الحواس و الشخصية و المعاملة و العلاقة مع الآخر ، كلها وغيرها هي عمر الإنسان الذي لا يكون كبيرا أو صغيرا ، بل مليئا أو فارغا.
كنت في المدرسة تلميذة متفوقة وأحصل على الترتيب الأول دائما في جميع المباحث الدراسية
مما جعلني أحظى بفرص في بعثات دراسية في اللغة العربية والإنجليزية والفنون ، فاخترت الفنون
لأنني كنت أمارسها وحدي منذ وعيت الدنيا . كانت والدتي يرحمها الله ، تبتاع لي الألوان الزيتية
وكنت أمزجها بزيت الزيتون أحيانا ، أو بزيت الطبخ ، لأنها زيتية !! لم اكن أدرك كطفلة في الصف الرابع
الإبتدائي أن هناك زيتا خاصا بالرسم.
ومثل الرسم كانت الكتابة ، نمت هذه الأمور معي في رحلتي الطويلة .
ولكن الفن التشكيلي هو ما قدمت نفسي من خلاله ، أما كتاباتي فكانت لصق روحي لا أطلع عليها أحدا إلا أقرب المقربين
السبب أن الفن التشكيلي يحتاج للعلن أما الكتابة فتحتمل الخفاء .
أنا لست شاعرة
تماما كما أشرت إليه من مقطوعة نثرية كتبتها
أنا أكتب عندما لا أرسم ، وأرسم عندما لا أكتب
ولا أحدد مسبقا ، كل ما أحسه أنني أبحث عن شيء ما ، فأراني أبحث عن هذا الشيء وأنا حقا لا أعرف ما هو ، أفتح كل الأدراج ، وكل الخزائن ، والأبواب
حتى باب الثلاجة ، وأبعثر الكثير من الأوراق في فوضى البحث عن شيء أكتشف بعد وقت ، أنه
الرسم أو الكتابة .
الغريب في الأمر أن هذا يحدث دائما دون أن أتعلم الدرس
هكذا يبدأ أي عمل إبداعي أقوم به
وفي الكتابة لا أعرف إن كانت قصة أو أي كتابة أخرى هو ما أنا بصدده.
أما الشعر ، اعود إليه لأقول أنني أكتب شيئا فيخرج شعرا أحيانا
ليس عموديا بالطبع .. ولكن تفعيلة ، هكذا يقول أصدقائي هنا وأحيانا هو نثر يشبه الشعر
لا أتعمد أن أضع تفعيلة أو قافية ، وأزن القصيدة كما اللوحة ، أستخدم أذني ، وعيني أيضا
للتأكد من الوزن دون أن أميّز البحر بداية .
لهذا أقول إنني لست شاعرة و أعشق الشعر و أكتب أشياء متنوعة ، لا أريد أن أقول أجناسا.
القصة هي ما أتجرأ على ادعاء كتابتها
ورأيي أن الفن وحدة لا تتجزأ .
الموضوع مقتبس من لقاء حواري مع الفقيدة حنان الآغا ..

اخر لوحة لها:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
سجل اعمالها الكامله
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=28560