الحياة - 12/04/08
«زاويتي في الحياة» كتاب صدر حديثاً للكاتب والمؤرخ الدكتور صلاح الدين المنجد عن دار الكتاب الجديد (بيروت).
و «زاويتي» كما تقول منى صلاح الدين المنجد في مستهل الكتاب، هو «عنوان المقالات التي كتبها والدي والتي كانت تُنشر في الستينات في صحيفة «الحياة» الصادرة في بيروت، يوم كانت الصحافة العربية في أوجها. ورغبة في المحافظة على هذه المقتطفات، كان لا بد من جمعها وإصدارها في هذا الكتاب تكريماً له».
وتضيف: «وجدت في هذه المقالات كنوزاً قيّمة تُظهر المقدرة الفائقة لقلم والدي في رؤية الأمور والإلمام بها ودراستها ومعالجتها وعرضها بأسلوب سلس جذّاب. أقدم هذه الباقة العطرة لوالدي، هذا العالِم الجليل والأديب البارع الذي أغنى تراثنا العربي بروائع مؤلفاته المختلفة». ووجّهت شكراً لكل من ساهم وشجّع على إصدار هذا الكتاب وأخصّ والدتي السيدة دنيا مروة وأخويّ زاهر وكامل، وابن خالي كريم كامل مروة نجل مؤسس «الحياة».
اما المقدمة فكتبها عرفان نظام الدين، الكاتب والصحافي وعنوانها «تاريخ... في رجل وتراث في كتاب»، وجاء فيها: «هذا الكتاب يحمل إلينا عبق التاريخ وأريج الأصالة ويعيدنا الى ايام عز الزمن الجميل بكـــل ما فيه من تقاليد وحِكَم ودروس وطرائف وما يمثله من قيم وإبداع وتصميم على تقديم الأفضل وعرض صور الحضارة العربية والإسلامية للأجيال من اجل المحافظة عليها والتمسك بمبادئها.
إنه كتاب يروي سيرة عطاء سابق لأوانه ويطل علينا من عصر ينضح بالمثاليات والوجدانيات والروحانيات والإيجابيات على رغم ما أخذ عليه من سلبيات الى عصر اللهاث وراء المادة والإسفاف والخفة وتسطيح العقول وثقافة «الوجبات السريعة» المشبعة بدهون ضارة والملوثة بسموم مستوردة بلا حدود ولا رقابة ولا... ضمير!
وهذا الرجل الكبير يعود إلينا حاملاً باقة ورد ونفحة عطر مع «عينات» ومقتطفات من أجمل ما قدم من عطاء وفكر وثقافة وخلاصة مطالعاته وقراءاته في أسلوب خاص ومميز اشتهر به، وأصبح يحمل بصماته خلال مسيرة حياته العلمية والإعلامية.
إنه الدكتور صلاح الدين المنجد العالِم والعلاّمة والإعلامي والمؤرخ الذي أصدر عشرات الكتب واكتشف وحقق مئات المخطوطات العربية والإسلامية ولعب دوراً مميزاً وبارزاً في المحافظة عليها وحفظ التراث الأصيل من الضياع والإهمال والسرقة والسطو.
وهذا الكتاب يحمل أفضل الخيارات من مقالاته الرائعة التي تحمل عنوان «زاويتي» التي بدأ بنشرها في «الحياة» في عهد الشهيد الكبير المعلّم كامل مروة قبل ان يستأنف الكتابة في «الشرق الأوسط» ثم في بدايات عهد «الحياة» عندما عادت الى الصدور في لندن.
«زاويتي» تلك، كنا نتخاطفها قبل النشر ثم نعود إليها بعد النشر لنتمعن في معانيها وطرائفها ونقتطفها لنحفظها في أرشيفنا الخاص. وكان القرّاء يتابعونها بشغف واهتمام ويحتجون عندما تغيب نظراً لما فيها من علم ومعرفة وحِكَم ودروس وعِبَر وذكريات وتوجيه غير مباشر».