نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


--------------------------------------------------------------------------------
* ~~ أخبــــ ــــ ــار صـــغـــ ــ ــ رة~~**


أخباري؟!
أوّلها : جدب
وآخرها : شوك
ومابينهما الأبيض الفارغ الشاحب الأوجع !
جلّها : حكايات مبتورة الأطراف .. تعرفني حين أتعهّد برواية ! أفتح لنهاياتها أفواج الإحتمالات .. أعشق النهايات الـ لاقرار لها.. أعشق أبوابها المواربة التي تسمح بالقليل من العطر والهواء .. أو النار والريح إن لم يكن ثمة ورد !
لذا أقتص من كل حكاية تمامها .. كنهاية : تفيض جعبتي بأخبار صغيرة كلّما دسستُ فيها يدي خرجت متيبّسة .
لايرهقك جدبي .. ثمة غيم يركض في سقفي حيث أقطن.. ومثقوب .. لكن بلا مطر ! .. ولا مفرّ إلا من افتعال وليمة رقص كاذب .. وإلاّ .. فـ اشتعال !


(1):
بي تعب يتآكلني..
وبي غربة .. تعتّقت رائحتها في جسدي .. رغم أنني خلعت معطف السفر الذي كان يتلبّسني منذ وصول .. إلا أن رائحتها نافثة كـ جرحٍ نزّ للتو .. والرائحة فخ كما قيل .. تستدرج إلى مهالكها محاولات المسير........ "أ أنهض؟".
عائدة للتو إلى وطن .. لاتسألني عن وجهة القدوم .. كي لاأجيبك عمَّ تعنيه المنافي! .. قيل : لا حدود لـ مرارتها .. وأنا تحيطني منذ جحيم حدودها المسّنّنة كمسامير وجع ..الـ تبرق في عتيم الليل كـ ناب مفترس .. والـ تغرز في عضلة القلب عميقا ــ كـ سكين .
حذرتني طيورها من صوت يخترق قدسية العتمة والصمت الرهيب في المنفى .. ذات قمر : تفجّرت حنجرتي عن غناء أزرق يشبه النحيب.. وذات فجر .. وقبل ان ينطلق صوتي طائراً إلى حلم .. أرتدّ إليّ إبرة مشرشرة خاطت فمي .. فغدوت اسطورة ! .


(2):رغم ذلك ..
لستُ قلقة تماماً ..
بالمعنى الأقرب .. قلقة .. لكن ليس للحدّ الذي يُحرق ..
أعني أن ليلي لاينتهي .. والنوم عندي مشاريع مؤجلة منذ أن سمّر الأرق أجفاني فوق نافذة السهر .. لكنني أحلم في اليقضة .. أحلام باهتة ,, مسلوخة الألوان .. مسلوبة الضوء .. لااسألها حين تصافحني عمّا بها .. أستر تشوّهاتها .. وابكي في الخفاء زيفها الذي يتجمّل لي .. ومن أجلي., وأدرك مايكون.


(3):
أفتقدتك...؟
نعم!
بحثتُ عنك ليلة .. ليلتين .. ثلاثة .. ثم اضعت نفسي.
رغم أنني التي حملت حقيبتها على أجنحة الريح.. ظننت أنني خباتك في جيبي.. فبحثت عنك.
رغم أنها الشوارع ليست تعرفك.. والأرصفة لم ترصد خطواتك .. ظننتُ أنها استذكرتك بي .. فسألتُ عنك.
رغم أن كل شئ لايعرفك.. عنونتني بك
رغم أن كل شئ يجهلني - حتى الوطن - عرّفتني بك
ورغم أنك سراجي في الطريق .. أنطفأت
ورغم أنك زوّادتي في السفر .. نفدت
ورغم انني أزهرتُ بك .. ومنك .. ولأجلك .. هاأنذا الآن قد ذبلت.


(4):ربما تريد معرفة بالتحديد المعبّر ماذا فعلت من دونك؟
فعلتُ كل الذي بالأعلى .. وأكثر .. "أكثر" هذه تعني انني لم افعل شئ بالتحديد ..
(لاشئ هو كلّ الذي فعلته من دونك)
اولاً: جمعتك والوطن صفّاً ضمن قائمة : الذين أحببتهم وخذلوني...."وكنتما احتواء"
ثانياً: قنعتُ بما بقي منّي ..... "لم يعد من شأني بعضي الذي أبقيته عنوةً معك"
ثالثاً: فكّرتُ أنّ .. ترميم ماتكسّر .. أمر يشغلني عن شبح الغربة قليلاُ.
رابعاً: أهنتُ الحزن .. وقررت نسيانك
خامساً: تركتك جانبا
سادساً : عدتُ انشغل بك
منذها: لم أستقر على وطن


(5):حب يمضي .. ورم يتضخّم بك.. يستأصله فك الموت وحين يفعل يستأصل منك بعضك الحاضن له.
حب يمضي .. هزيمة .. توثق عقدةً في حبل خيباتك.
حبٌ يمضي .. حياة تتعطّل .. وكانت قبيل حب على رأس الأمل/ العمل
حبٌ يمضي .. بعضك المعطوب .. المرهون لوقت ............. "قد تنسى"
حبٌ يمضي .. فعل إدبار فقط..
وفعل تذكّر .. ولحسن ضوءك مازلت أتذكر .. كل الأحاديث التي جرت كالنهر بيينا .. وكيف تبرعمت أعذبها لبنفسجة .. وتسامت أرقّها كعبق ........."أ أنسى"......؟
هذا مختصر جوابي .. وهذا قلب سؤالك.

_----------- منقول/// العابرة /// كاتبة سعودية.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي