هل يمكن تحقيق رغبة الزوجين بإنجاب الذكر بطرق علمية ؟

سؤال مطروح قديماً وحديثاً . ويتعلق بطلب الكثير من الأسر أو الزوجين أن تلد الزوجة صبياً (ذكراً) ، ومشروعية ذلك واضحة في القرآن الكريم عندما ذكر دعاء سيدنا زكريا عليه السلام بقوله : ربِّ هب لي من لدنك ولياً * يرثي ويرث من آل يعقوب ، واجعله رب رضياً ...
ولا بد من النصيحة بأن يكون البحث عن إنجاب الصبي ليس لأفكار جاهلية ببغض الإناث أو لصعوبة تربيتهن أو ما يعتقد أنهن السبب في احتمال حمل العار للأسرة (حسب المفاهيم الشرقية الجاهلية القديمة) .
ولكن قد ترغب بعض الأسر في الذكر لأن الأم لم تحمل إلا بالإناث وبلغن عدداً كبيراً..والولد هو من يحمل المسؤولية ف الأسر ويحمي أخواته غوائل المجهول من الأقدار ..
لقد أصبح من الممكن التحكم بجنس الجنين في حالات الإلقاح الاصطناعي ، وحضن البيضة الملقحة ( أو أكثر من بيضة) فترة وجيزة في الأنبوب المختبري ثم إعادة زرعها في رحم الزوجة . وهو ما يعرف بأطفال الأنابيب .
وكثيراً ما أصبح الطبيب الذي يقوم بعملية الإلقاح الاصطناعي يقوم بسؤال الزوجين عن جنس الطفل أو الأطفال الذين يرغبون بإنجابـهم ، هل تريد أن يكون أطفالك ذكوراً أم إناثاً ؟ فهناك أزواج يرغبون بالإناث!! أو وهو الغالب أن يطلبا إنجاب الذكور .
ولكن :
هل يمكن التحكم بجنس الجنين بالجماع الطبيعي؟
أقول نعم بدرجة كبيرة وليس مطلقاً . ويعتمد ذلك على خصائص النطاف الذكرية والأنثوية
خصائص النطاف :
النطاف الذكرية : شديدة الحركة ، قصيرة العمر الحيوي ، قد لا يزيد عمرها عن يوم واحد ( ولدى بعض العلماء بضع ساعات)
النطاف الأنثوية : قليلة الحركة (خاملة) ، وطويلة العمر ( قد تتجاوز يومين) .
ويمكن عزل النطاف الذكرية عن الأنثوية مختبرياً ، وهو ما يستفيد منه طبيب زرع أطفال الأنابيب فيخير الزوجين عن الجنس المطلوب للتربية ..
ولكن كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات للحصول على الجنس المطلوب بالجماع الطبيعي ؟
ما التحريات والدراسات التي أظهرت إمكانية التحكم بجنس المولود ؟
1- أصبحت صفات النطاف الذكرية والأنثوية مدروسة جيداً من الناحية الخلوية والخصائص الفيزيائية كالثقالة والحركة والشحنات الكهربية وشكل رأس النطفة .. بحيث يمكن عزل النوعين عن بعضهما .
2- دراسة خصائص الغشاء الخلوي للبيضة ومعرفة التكوين الدقيق للمنافذ .
3- دراسة ميكانيكية انتقال النطاف من المهبل حتى البوقين واثر انقباض الرحم في سحب (رشف) أو ترك الانتقال بحسب قوة النطفة .
4- من الناحية الغذائية تبينت بعض الحقائق المتعلقة بزيادة جذب البيوض للنطاف الذكرية وهي :
أ- لاحظ بعض البيطريين أن البقرات التي تأكل غذاء غنياً بالملح تنجب عجولاً (ذكوراً) أكثر من البقرات التي تكون وجبتها عادية أو ناقصة الملح .
ب- لوحظ أهمية النقص النسبي لأيونات البوتاسيوم في زيادة الجذب الكيميائي للنطاف الذكرية ، وهذا الأيون متوفر في اللحوم والموز .. وبما أن الفقراء هم الأقل حظاً من هاتين المادتين تم تفسير سبب كثرة الذكور عندهم .
ج- آخر الدراسات أجريت على مفرقعات الذرة الصفراء (البوشار) وبين صاحب الدراسة أن تناول 200 غ من البوشار يومياً في النصف الأول من الدورة قبل الإلقاح يسبب كثرة حالات إنجاب الذكور .
وبناء على تجميع الكثير من المعلومات أمكن وضع الخطة العملية للحصول على حمل ذكري .
معلومات أساسية :
1- تنتج الخصية النطاف الأنثوية والذكرية بمقدار متساو في العدد ، وتخرج جميعها مع السائل المنوي ممتزجة بالتساوي .
2- النطاف الذكرية أسرع وأقوى من النطاف الأنثوية ، ولكن عمرها أقصر بكثير .
3- تتجمع النطاف مع السائل الذي تسبح فيه في الحويصل المنوي ، وقد يستغرق بقاؤها فيه بضعة أيام حسب نشاط الرجل الجنسي أو الاحتلام أو الاستمناء ...فإذا طالت فترة المكث لزمن يتجاوز زمن عمر النطاف الذكرية (يوم في أقصى تقدير) ماتت وبقيت النطاف الأنثوية ، فإذا حصل الإلقاح في وقت الإباضة بمثل هذا السائل فلن يكون أمامه احتمال في الحمل إلاَّ بأنثى .
وأما إذا كان السائل المقذوف حديث التجمع فإن النطاف الذكرية ستكون مساوية في العدد للنطاف الأنثوية ، ولكن النطاف الذكرية تكون أكثر احتمالاً لتلقيح للبيضة لأنها الأسرع والأقوى .ولذلك يجب تجديد السائل المنوي يومياً بإخراجه بطريقة مناسبة شرعية .
4- إذا تفاعلت المرأة بالجماع بشهوة فإنَّ بلوغها الذروة (الإرجاز- القذف) سيسبب لها انقباض الرحم ، ما يساعد على سحب السائل المنوي ميكانيكياً وهو ما يساعد على دخول النطاف الأنثوية القليلة الحركة بسرعة ، وعندئذ يساوي احتمال الإلقاح بالنطاف الأنثوية كالنطاف الذكرية .
ولذلك يجب للراغبة بالذكر أن تعد نفسها بحيث لا تتفاعل بالشهوة الجنسية (أي تكون باردة) في جماع الإخصاب .
5- تبين أنَّ لبعض المواد الغذائية أثراً في الإعداد لإلقاح النطاف الذكرية ، فيجب أن يكون طعام المرأة في أسبوع الإخصاب قليل البروتين والبوتاسيوم ( الإقلال من اللحم والموز.. وهو ما فسروا بناء عليه ظاهرة كثرة الذكور عند الفقراء..) والإكثار من الملح قدر الإمكان دون إضرار – ولا يجوز ذلك عند وجود مضاد استطباب كمرض الضغط الدموي أو فشل القلب ..) ، وعليها أن تتناول الذرة الصفراء المفرقعة (200غ يومياً) - تسمى أيضاً البوشار .
وبذلك ألخص الخطة العملية لتأمين أكبر احتمال ممكن لإلقاح النطفة الذكرية بإذن الله :
أ- إفراغ السائل المنوي يومياً (المداعبة والإفراغ بعيداً عن الجهاز التناسلي منذ بدء فترة النظافة من الدورة حتى يحين موعد الإباضة المدروس).
ب- تحديد موعد الإباضة بدقة ، وتوقيت الجماع خلال بضع ساعات بعد حدوثه .
ج- عدم تفاعل المرأة في الجماع المخصب في يوم الإباضة .
د- اتباع حمية غذائية ناقصة بلا لحم ولا موز ولا الأغذية الأخرى الغنية بالبوتاسيوم . والإكثار من الملح ، ويفضل اقتصارها على اللبن (الحليب المقشو) أو اللبن الرائب والخبز النشوي وليس الكامل ..وذلك في الفترة من بعد النظافة من الحيض حتى وقت الجماع المخصب (يوم الإباضة) .
لتحديد موعد الإباضة راجع فقرة الطريقة الصحيحة لحساب فترة الإباضة .
هـ- الدعاء بشروطه المستجابة ، بطلب الصبي من الله تعالى قبل الجماع .
أرجو أن تكون الفكرة واضحة
وأنا مستعد للإجابة والإيضاح من خلال التجاوب الأخوة القراء ومن كان له مصلحة في إنجاب الذكور.
أرجو أن يرزقكم الله من فضله بنين صالحين . وعندها نرجو منكم الدعاء لنا بظهر الغيب .
مع أطيب تحياتي وتمنياتي بتحقيق مرادكم ولا تنسوا الدعاء الخالص والطلب من الله تعالى أن يرزقك بالولد الصالح فهذا الطلب مشروع ، وقد طلب سيدنا زكريا من ربه ذلك فاستجاب له ، (ربِّ هب لي من لدنك وليَّا) ، وفي الحديث الشريف أيضاً : لا يرد القضاء إلا الدعاء .

الطريقة الصحيحة الدقيقة لحساب زمن الإباضة

هذه الطريقة تعتمد على تحديد زمن الإباضة لدى الزوجة ، ويعتمد هذا التحديد على انتظام الدورة الشهرية من جهة وتحديد الفترة الزمنية الدقيقة بين كل دورتين طمثيتين انطلاقاً من أول يوم من كل منهما من جهة أخرى. وبدون ذلك لا يمكن أن تنجح هذه الطريقة في تحديد زمن الإخصاب أو منعه .
1- تحدث الإباضة علمياً وبدقة قبل أربعة عشر يوماً من تاريخ بدء الحيض التالي ، وهذه معلومة مهمة يشيع فهمها بشكل خاطئ لدى غالبية الزوجات ، فيحسبن الإباضة بعد أسبوعين من بداية الطمث ، ويصح ذلك فقط إذا كانت مدة الدورة الشهرية أربعة أسابيع (دورة قمرية) وهذا هو حال نسبة كبيرة من النساء ، وهناك نسبة لا يستهان بها ممن تكون فترة دورتهن 32 يوماً أو 24 يوماً ، ومن النساء (وهن قلة) من تكون دورتهن كل 45 يوماً أو كل شهرين والأندر كل سنة ، ومن النساء من يحملن دون حدوث دورة شهرية ..
وبذلك يكون يوم الإباضة لدى اللاتي دورتهن 32 يوماً هو اليوم 18 من بدء الدورة الشهرية ، وإذا كانت الدورة 24 يوماً فتحدث الإباضة في اليوم العاشر من بدء الدورة ..
2- يتسمك غشاء البيضة بحيث لا يمكن للنطاف اختراقه إذا مضى على الإباضة 3-4 أيام أو ألا تخترقه إلا النطاف الإناث لكثرتها.
3- لتحديد موعد الإباضة بدقة يمكن اتباع قياس درجة الحرارة يومياً بدأ منذ النصف الأول للدورة ( عادة 36.8- 37.3) والانتباه إلى اليوم الذي ترتفع فيه الحرارة طبيعياً عند المرأة بمقدار نصف درجة تقريباً ، ويفيدنا حساب التاريخ المتوقع للإباضة في تركيز الانتباه لضبط الحرارة وقياسها بدقة في ذلك اليوم . فإذا ارتفعت فعلاً فهو يوم الإباضة وتكون الإباضة قد حدثت ، فيتوجب الجماع خلال ساعات من ذلك لمن ترغب بالحمل المؤكد وخاصة بالذكور إذا كان السائل المنوي حديثاً غير مختزن في الحويصل المنوي .

هل هذا الحساب دقيق وحتمي في ضبط الحمل منعاً أو إخصاباً ؟ ؟

الجواب : نعم هو دقيق لدى غالبية النساء ، ولكن لوحظ أن البشر بفعاليتهم النفسية الخاصة تنفرد عن باقي الأحياء الثديية أن الإباضة قد تتحرض بهذه الفعالية النفسية العاطفية وتنطلق في غير موعدها ؟
حيث ثبت لدى بعض المجندين الذين ينقطعون عن زوجاتهم فترة طويلة ثم يأتون أزواجهم قريباً من بدء دورة شهرية جديدة ومع ذلك قد يحملن منهم .
فيجب الانتباه إلى هذه الناحية الهامة .
وأخيراً أرجو ألا تنسوني من دعائكم بظهر الغيب إن رزقكم الله ما تريدون .

الدكتور ضياء الدين الجماس