القلق في التمريض :

والقلق من وجهة النظر التمريضية تشخيص تمريضي ندرسه كما يلي :
التعريفُ: Definition
القلقُ حالة يعاني فيها الشخص (أو المجموعة) من مشاعر عدم الاطمئنان والاستقرار (كتصور أو تخيل) مع انفعال الجهاز العصبي المستقلي كاستجابة لتهديد مبهم غير نوعي .
مظاهر القلق الفيزيولوجية
زيادة معدل سرعة القلب والتنفس - ارتفاع ضغط الدم - فرط التعَرُّق -توسع الحدقتين -رجفان الصوت / تغير اللحن - الرجفان والارتعاش – الخفقان - الغثيان أو القيء - كثرة التبول – الإسهال – الأرَقُ-الفَتْغ (fatigue) والضعف - تورد الوجه أو الشحوب - عدم الارتياح - الآلام الجسدية (خاصة الصدر والعنق والظهر) - جفاف الفم – المَذَلُ -الدوخة/ الشعور بالغشي - وَمْضات من الحرارة والبرودة - القهم
الأعراض العاطفية (انفعالية) Emotional
أقوال الشخص تعبر عن مشاعر :
التخيل أو التَّوَجُّس - فقدان المساعدة - التوتر العصبي (النَّزقُ) - فقد الثقة بالذات - فقد السيطرة - التوتر (سهولة الاستثارة) - عدم القدرة على الاسترخاء -توقع أو إرهاص سوء الحظ .
ويبدي الشخص :
الهيوجية /قلة الصبر - الغضب الانفجاري - البكاء أو الصراخ - الميل إلى لَوْمِ الآخرين - تفاعلُ الإجفالِ - نقد الذات والآخرين – الانسحاب من المجتمع -فقد المبادرة - إهانة الذات (الانتقاص من قدرها) - ضعف التواصل بالعينين .
الأعراض المَعْرِفِيّة (الاستعرافية) : cognitive
عدم القدرة على التركيز - فقد التنبه للمحيط - النسيان الاجترار - التوجه للماضي - انحصار الأفكار (عدم القدرة على التذكر) - فرط التنبه – الانهماك - نقص القدرة على التعلم -التخليط
العوامل المتعلقة بالقلق :
عوامل تتعلق بالحالة الشخصية والبيئية Situational (Personal, Environmental)
متعلقة بتهديد حقيقي أو إدراكي لمفهوم الذات ثانوياً لـ :
تغير الحالة والمقام (القدر والاحترام) - فقد التمييز عن الآخرين - الفشل (أو النجاح) فقدان الملكية الثمينة
المعضلات الأخلاقية .
متعلقة بفقدان حقيقي أو إدراكي لآخرين مهمين ثانوياً لـ :
الموت – المُطَلَّقَةُ - الضغوط الثقافية - الانتقال إلى مكان آخر - الانفصال المؤقت أو الدائم .
متعلقة بتهديد حقيقي أو إدراكي للتكاملية البيولوجية ثانوياً لـ :
الوفاة – الاعتداء - العمليات الباضعة - المرض
متعلقة بتهديد حقيقي أو إدراكي لتغيرات البيئة ثانوياً لـ :
دخول المستشفى – التحول إلى مكان آخر . – التقاعد -مؤذيات السلامة - التلوث البيئي .
متعلقة بتهديد حقيقي أو إدراكي للتغيرات الاجتماعية الاقتصادية ثانوياً لـ :
البطالة - عمل جديد - التعزيز
متعلقة بانتقال قلق شخص آخر إلى المراجع .
العواملُ المتعلقة بالنضج Maturational
الرضَّعُ/الأطفالُ
متعلقة بالانفصال - متعلقة بعدم ائتلاف البيئة أو الناس - متعلقة بتغيرات في علاقات الأصدقاء والزملاء .
في مرحلة البالغية :
متعلقة بتهديد مفهوم الذات ثانوياً لـ :
التطور الجنسي - تغيرات العلاقة بالأصدقاء
لدى البالغ :
متعلقة بتهديد مفهوم الذات ثانوياً لـ :
الحمل (لدى الأنثى) – الأبُوَّة - تغيرات المهنة آثار التقدم في العمر
لدى المُسِنُّ :
متعلقة بتهديد مفهوم الذات ثانوياً لـ :
الخسارة الحسية - الخسارة الحركية - المُشْكِلات المالية -تغيرات الحالة التقاعدية .

التفريق بين القلق والخوف :
في حالة الخوف : يكون تحديد مصدر التهديد واضحاً وهو مادي عادة .
وأما في حالة القلق فلا يمكن تحديد مصدر التهديد ويكون العامل مجهولاً بالنسبة للشخص .
وفي التأثيرات العضوية ، يسبب القلق والخوف استجابة عصبية ودية متشابهة :
استثارة الجهاز القلبي الوعائي وتوسع الحدقتين والتعرق والرَّجفان وجفاف الفم .
ويشتمل القلق على استجابة لا ودية كزيادة نشاط الجهاز الهضمي
بينما يترافق الخوف بنقص نشاط هذا الجهاز ، ويظْهِرُ الخائف زيادة التنبه والتركيز مع التجنب أو الهجوم أو أن يظهر نقص اختطار التهديد .
وبالعكس يعاني القَلِقُ من زيادة التوتر وعدم الارتياح العام والأرق والتوجس والعجز والإبهام والغموض المتعلق بالحالة التي لا يمكن تجنبها أو مهاجمتها .
سريرياً : قد يوجد القلق مع الخوف كاستجابة لحالة ما .
فمثلاً : يواجه الشخص عملية جراحية فيكون خائفاً من الألم وقلقاً من احتمال وجود سرطان .

المفاهيم الأساسية : Key Concepts

• يشير القلق إلى مشاعر تنشأ عن تهديد لا نوعي (غير محدد) لمفهوم الذات عند الشخص والذي يصطدم بالصحة والأصول والقيم والبيئة ووظيفة الدور وإنجاز الاحتياجات وتحقيق الهدف والعلاقات الشخصية والإحساس بالأمن (ملر ، 2004) . وهي تختلف بشدتها بالاعتماد على شدة التهديد المُدرَك ، ونجاح أو فشل جهود التلاؤم مع المشاعر .
• إنَّ هجمات القلق ذات مستوى أعمق من الخوف ، ويؤثر القلق على جوهر الشخصية ، إنه يضعف مشاعر تقدير الذات والقيمة الشخصية .
• يستخدم الشخص آليات النماذج الشخصية الداخلية والآليات النفسية الداخلية معاً لإنقاص القلق أو الشفاء منه . وتعتمد فعالية استراتيجيات التلاؤم على الشخص وعلى الحالة وليس على السلوك بذاته .
تشتمل النماذج الشخصية الداخلية للاجتياب coping ما يلي
:
• الإنابة الخارجية : بتحويل القلق إلى غضب (إما صريح أو بالتعبير التحويلي) .
• الشلل أو الخزل أو إعادة معالجة السلوكيات : بالانسحاب أو عدم التحرك بسبب القلق .
• التجسيد أو التحويل : تحويل القلق إلى ظواهر بدنية .
• العمل التركيبي : باستخدام القلق للتعلم وحل المُشْكِلات .(تشمل تحديد أو تأطير الهدف ، تعلم مهارات جديدة والبحث عن المعلومات) .
الآليات النفسية الداخلية : كثيراً ما تسمى آليات الدفاع ، وهي تخفض القلق وتحمي تقدير الذات . وتشمل الأمثلة : الكظم repression ، التسامي sublimation ، التقهقر regression ، الإزاحة أو الإحلال displacement ، الإسقاط projection ، الرفض أو الإنكار denial ، التحويل أو الانقلاب conversion ، الترشيد rationalization ، الكبت suppression ، التَّوَحُدُ identification .
ويطور الناس طيفاً من سلوكيات الاجتياب) تجاوز الصعاب) ، منها الشاذة ومنها الناجحة ، وأما آليات التلاؤم الشاذة فتتميز بعدم القدرة على انتقاء الخيارات ، والصراع ، والتكرار والصمل والغربة والكسب الثانوي .
يمكن تصنيف القلق على أنه طبيعي وحاد (حالة state) ومزمن (سِمة trait)
فأما القلق الحاد فهو ضروري للبقاء ، وهو يحرض السلوكيات التركيبية كضرورة المحافظة على المواعيد أو الدراسة من أجل الفحص .
• والقلق الحاد أو "حالَة القلق" : يأتي استجابة لفقدان عابر أو تغير يصيب الشعور بأمن الشخص كالتحسب قبل الكلام أو وفاة قريب صميمي أو صديق حميم.
• وأما القلق المزمن أو سِمَةُ القلق : فهو القلق الملازم للشخص في حياته اليومية ، وقد يتظاهر القلق المزمن لدى الأطفال كتصور دائم أو تفاعل مفرط لتنبيه غير مفسر . وقد يتظاهر عند البالغين كضعف في التركيز والأرق ومُشْكِلات العلاقات والفتْغِ المزمن .
يميل الشخص القَلِقُ إلى فرط التعميم دون النظر إلى الدقائق ، كما يميل إلى الافتراضات واستباق الكوارث . وتشمل نتائج المُشْكِلات الاستعرافية على صعوبة التركيز والانتباه ، وفقدان الغاية الغرضية والحذر .

ويختلف تأثير القلق على قدرات الشخص بحسب درجته :
الدرجة الخفيفة :
• ارتفاع درجة التنبه واليقظة والإدراك .
• القدرة على التعامل مع المُشْكِلات .
• القدرة على القيام بتكاملية المعاناة بين الماضي والحاضر والمستقبل .
• استعمال التعلم والثبوتيات التبادلية الرضائية .
• اتباع السلوكيات المخففة للتوتر (قضم الأظفار ، اللعب بالشعر)
• قلة النوم وفرط النشاط .
الدرجة المتوسطة :
• الإدراك متضيق قليلاً . عدم الانتباه الانتقائي والذي يمكن توجيهه .
• صعوبة التركيز الخفيف ، ويحتاج التعلم المزيد من الجهد .
• يراقب المعاناة الحاضرة بلغة الماضي .
• احتمال فشل ملاحظة ما يحدث في الوسط المحيط ، وبعض الصعوبة في التلاؤم والتحليل .
• تغيرات في لحن الصوت .
• ازدياد معدل سرعة القلب والتنفس .
• الرجفان والارتعاش أو الاهتزاز .
الدرجة الشديدة :
• تشوه الإدراك والتركيز على التفاصيل المبعثرة وعدم القدرة على حضور المزيد ولو كانت في التوجيه والإرشاد .
• ضعف التعلم الشديد ، قابلية شديدة للهو وعدم القدرة على التركيز .
• مراقبة المعاناة الحاضرة بلغة الماضي ، ولا يمكنه فهم الحالات والوضعيات الحالية .
• وظيفة ضعيفة ، ومن الصعب فهم الاتصال .
• فرط التهوية وتسرع القلب والصداع والدوخة والغثيان .
• الانهماك التام بالذات Complete self-absorption.
الدَّرجةُ الهَلَعِيَّةُ :
• اتخاذ الأسباب غير المنطقية والتركيز على التفاصيل التافهة .
• عدم القدرة على التعلم .
• عد القدرة على تكاملية المعاناة والخبرات ، والتركيز فقط على الحاضر ، وعدم القدرة على رؤية أو فهم الحالات . وفشل استرجاع الذكريات .
• عدم القدرة على القيام بالوظائف ، خاصة زيادة الفعالية الحركية ، أو عدم إمكانية توقع الاستجابات على المنبهات الصغرى . ولا يمكن فهم حالة التواصلية .
• مشاعر بالأحكام والقدر الوشيك أو المحتوم (ضيق النفس ، الدوخة/الغشي ، الخفقان ، الرجفان ، الغصص وحس الاختناق ، والمذل ، وفترات من الحرارة والبرودة والتعرق).
• الأفكار المتعلقة فقد السيطرة والموت والعلل ..