بسم الله الرحمن الرحيم
أحب أن يكون هذا الموقع أول موقع عربي يطرح أهمية التمريض في حياتنا ، وبيان ما كانت عليه مفاهيم التمريض وما آلت إليه علومه حالياً في العالم .
كان مفهوم العملية التمريضية هي خدمة صحية تقدم للمريض من قبل الممرض أو الممرضة وعليه تنفيذها حسب أوامر الطبيب .
أما حالياً فقد أصبحت العملية التمريضية مجموعة خطوات مدروسة تبدأ بالتشخيص التمريضي أو التعاوني مع الطبيب ثم يشارك المريض فيها فيما يقبله منها وما لا يقبله ثم يؤخذ رأيه في مواعيد تنفيذها بقصد أخذ وعد منه بالتنفيذ الدقيق لكي تنجح خطة المعالجة والتدابير التمريضية والطبية المطبقة ، وبذلك نأمن عدم امتثاله للمعالجة .
من ذلك كله بدأت العملية التمريضية تأخذ طابع المشاركة بين جميع الأطراف المتعاقدة على التنفيذ من الطبيب والممرضين والمريض ، وبهذا يصبح اسم العملية مُمَارضة ( على وزن مفاعلة) وسيؤول اسم المُمَرِّضِ على هذا الأساس باسم المُمَارض أو المُمَارِضَة . وكلها تعبر عن عملية التشارك في العمل .
وهذه المفاهيم الجديدة هي أول مفاهيم علوم التمريض الحديثة .
ومن الناحية التاريخية :
كانت أمتنا قد سبقت العالم في أداء عملية التمريض ، وقد اشتهرت الممرضة رفيدة الأسلمية وغيرها الكثير من النسوة اللاتي كن يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج معهم في الغزوات لتضميد الجرحى أثناء القتال ..
ومع الأسف اشتهرت حالياً الممرضة "نايتنغيل" التي قدمت المعونة للجنود المحاربين مع الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية فجعلوها رمزاً للتمريض .. في حين لا تحترم مع الأسف هذه المهنة في بلادنا..
المستوى التعليمي التمريضي:
سنقوم جاهدين بإذن الله ببيان أهمية هذه المهنة وما آلت إليه في الوقت الحاضر من دراسات علمية وبحوث نقلت هذا الفن من فن تدريبي عملي فقط إلى علم نظري وتطبيقي كسائر العلوم وأصبحت هناك كليات متخصصة في تدريس التمريض وتخريج المجازات من الممرضين والممرضات العامين والمتخصصين .. ومنح الشهادات العليا حتى الدكتوراه.. مع افتتاح فروع تخصصية فرعية وي تمريض المجتمع وقيادة غرف الإسعاف .. والتخدير ..
كان يقبل في التدريب على التمريض طالبات الصف التاسع (الثالث الإعدادي) ويخرجن بعد ثلاث سنوات .
أما الآن فلا يقبل إلا طلاب البكالوريا العلمي وبدرجات عالية حسب التنافس ، ومدة الدراسة ثلاث سنوات تمنح فيها شهادة الدبلوم . وافتتحت في سوريا كلية التمريض التي تمنح شهادة الليسانس ( البكالوريوس في التمريض) ومن أراد المتابعة فيمكنه الحصول على شهادة الدكتوراه ..
أرجو أن يأخذ هذا العلم دوره الحقيقي في بلادنا ، ويعطى الممرضون مكانتهم التي يستحقونها .
ولقد نظمت للمرضين هذه القصيدة تشجيعاً لهم وبياناً للمكانة التي يمكن أن يأخذوها في هذا الفن العظيم :
ما أروَعَ التَّـمريضَ في عَـليـائـهِ

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ما أجْمَلَ التمريضَ من عِـلْمٍ سـما = كالشَّمْسِ أضـحى نـورُهُ مـلءَ السَّمـا
ما الطِّـبُّ إلاَّ بـاقَـةٌ مِـنْ روْضِـهِ = مِنْ وُسْـعهِ كَونَـاً بَـدى أو أعْـظَمـَا
عِلْـمٌ عَريـقٌ جَـذْرُهُ تاريـخـنـا = وجِـذْعُـهُ للـطبِّ أضـحى تَـوْأمـا
فُـروعُـه تشـعـبتْ أغْصانُـهـا = ثِـمَـارُهُ كأنَّـهـا غـيْـثٌ هَـمـى
يُـسْقَى كماءٍٍ نَـبْـعُـهُ مِنْ جَـنَّـةٍ = مِزَاجُـهُ تَسْنـيمَـةٌ تَـرْوي الظـَّمـا
تَـطْبيـقُهُ بالـحَقِّ يُـنْجـي رِمَّـةً = سبحانَ من يُـحْيي بِعـِلْمٍ أَعـْظُـمَـا
مُـمَـرِّضٌ ذو سِـيْرَةٍ مَحْـمودةٍ = يَشْفي سَـقِيـماً وَعْـيهُ قـدْ أظْلَـمَـا
أخلاقُـهِ وعِـلْمُـهُ بِـها ارتَـقـى = إخلاصُـهُ عَـقـيدةٌ لـها انـْتَـمـى
وأُخْـتـُهُ كالشـمسِ في إشـراقـها = بـنورِها وفِِعْـلِـها تُـنـشي الدَّمـا
حـنُانُـها كَجَـنَّـةٍ يَـأوي لَـهـا = مَـنْ قَلْـبُـهُ مِنْ حُزْنِـهِ تَكـَـدَّمـا
يَرى بـها حِـمايَـةً مِـنْ كَـرْبِـِه = بِـلُـطْـفِها وهـَديِـهَا قَدْ احْتَمـى
في فَـيْئـها بَردٌ لـحُمَّى من لـَظـى = بِـروحِها تُحـيي طَـريـحاً مُكْلَمـا
وعِلْمُهـا فـي سِرِّهـا مُـحَكَّـمٌ = إذا انـبَرَتْ ضـاهَتْ طَبيـباً مُـلَْهَـما
هـِدايَـةٌ تَـشِعُّ مِـنْ فِيـها هُـدى = لأسـرةٍ نَسـيجـها قَـدْ حُـطِّمـا
وهـالكٌ قد اهتـدى بِـهَدْيـهـا = لربِّـها منْ صِـدْقِـها قـدْ أسْـلمَـا
رِوى لقـلبٍ مُـخْبِتٍ بـَثَّـتْ بـه = روحـاً فأضـحى نـاسِـكاً مُكَلَّـما
مِـنْ وَحيهـا يَخالُـها صِـدِّيـقَـةً = في مَدْحِها قَـدْ أنطقَـتْ مِـنْهُ الفَـما
يَـرى البِحـارَ فـي لِـحاظِ عَـيْنِها = إِمْـدادُها لـروحِـهِ لن يُـصْـلََمـا
بِطَـلِّـها تَسـقي جَـنانَ قَـلْبِـهِ = بِـعَيْـنِـه وعـَيـنـِها تَـكَلَّـمـا
تـواصلُ العَيْـنَينِ فـيـه نِعْـمـةٌ = بِـها عليـنـا رَبُّـنا قـدْ أنْـعـمـَا
فـي مَـدِّهـا وجَزْرهـا بِعَـطْفـهـا = قَـدْ ظَـنّـَها أمـاً لَه أو أرْحـَمـا
مَهْمـا قَسَت في هَدْيِـهِ تَبْـقى نَـدى = مِـنْ لُـطْفهـا شُـعُـورُهُ لنْ يُكْلَمَـا
عَـلاقَـةُ التـمريضِ فيـها رَحْـمَةٌ = لِـهـالِـعٍ لـدائِـهِ قَـدْ عَـظَّـمَـا
تُـعـيدُ مَـعْـزولاً إلى أحـبابـه = بالوَصْـلِ يـبقى صَـرْحُـنا مُدَعَّـمَـا
ما أروعَ التـمريضَ فـي عَلـيائـهِ = فَغَيْـثُـهُ فـي قَـلْـبِنا قَـدْ وَسَّـمـا
وقـايَـةٌ وصِـحَّـةٌ نَـرْقـى بِـهِـا = عـزٌّ وإصْحاحٌ لنـا فـيـه الحِمـى
هَـيَّا ادخـلوا في صَرْحِـه كي نرتـوي = منْ فَيْضِـهِ عِِـلْـماً ونوراً مُكْرَمـا
يا أيـها الطُّـلابُ هـذا مَـجْـدُكُم = يُـبْنى بأيْـديكُم ليَـبْقـى مَـعْـلَـما
فيـكُـمْ رِوى تَـمُدُّكُـم بِـوابِـلٍ = مِـنْ فَضْـلِها هذا النعيمُ قد نَـمــا
ما فاهَ فُـوها مِـنْ شَـذى لِنُصحِكُـم = عَلَـتْ بِـكُمْ مَـنازلاً وسُـلَّـمَـا
كريـمَةٌ تَبْـغي لـكـمْ من جُـودِهـا = مـكانَـةً أعـلى هـدىً وأكرَمـَا
فرساننا كصَفْـحَةٍ عَـتـيـدةٍ = قَـدْ سَـطَّـرَتْ فـيـكمْ كلامـاً مُلْهما
يـاربِّ بـاركْ فـيهما ما قلتَ كنْ = في الأرضِ أو بَـينَ السَّـما أو فيهمـا
الدكتور ضياء الدين الجماس

فيـكُـمْ رِوى تَـمُدُّكُـم بِـوابِـلٍ : روى هنا هي الدكتورة روى دهمان مديرة مدارس التمريض في سوريا وهي إنسانة تقية ، ولها أثر كبير في تطوير هذه المدارس ورفع سويتها العلمية والتي تمنح شهادة دبلوم التمريض ، مع العلم بافتتاح كلية تمريض في سوريا ، ومعهد تمريض عالٍ ، سيباشر عمله في العام القادم بإذن الله تعالى .
فرساننا: هي هذه الصفحة المباركة "فرسان الثقافة"
فيهماالأخيرة تشمل الدكتورة روى وصفحة فرسان الثقافة لما يقدمانه من ماء ثقافي ندي في هذا المجال .. والدعاء في حقيقته شامل لجميع القائمين على نشر العلوم بإخلاص وإرواء الناس منها وخاصة العطاش للعلم :0130:

ملاحظة :
لقد استخدمت الضمائر بصيغة التذكير في وصف علاقة الممرضة بالمريض ، والمريض يحتمل التذكير والتأنيث ، ففي البلدان التي تمنع الاختلاط وتخصص الممرضات للإناث يُحمل الضمير على علاقة الممرضة بالمرضى من الإناث .. أقول ذلك للتوضيح المسبق لكي لا تحمل المعاني على غير ما أريد لها .

-------
وسأقدم في هذا القسم إن شاء الله تعالى جميع ما يحتاجه طلاب التمريض سواء على مستوى الدبلوم أو الجامعات من معلومات مهمة ويمكنهم المشاركة في المنتدى الفريد الأول على مستوى الوطن العربي .
أدام الله لنا مديرة المنتدى أستاذتنا ريمة الخاني التي اقتنعت بأهمية هذا العلم .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أ.د. ضياء الدين