التوافق الزواجي (رؤية نفسية)!


--------------------------------------------------------------------------------



من المعروف أن الحب قبل الزواج كحالة انفعالية تشكلّه عوامل مثل (الانجذاب، والاشتياق، والإعجاب، وحب الاكتشاف للطرف الآخر، والقلق، والخوف من الهجران أو الخسارة، وغير ذلك). كل هذه العوامل قد تشكله بطريقة تجعله متأججا دائما وفي حالة حركة لا تهدأ. والحالة تختلف عما بعد الزواج حيث ستنتهي هذه العوامل ولكن من المتوقع ان تولد عوامل أخرى مختلفة تشكله بطريقة مختلفة (مثل التعويد، وقضاء الحاجات منها النفسية والعاطفية مما تعطي استقرارا نفسيا وعاطفيا، والرحمة المتبادلة والإحساس بالاهتمام، والإحساس بالمسؤولية وتقدير الذات وتأكيدها من خلال تأدية الواجبات الزوجية ونيل الحقوق الخ... ).

يرى بعض المتزوجين أن الحب بعد الزواج يكون أكثر صلابة وأكثر صدقا وحقيقة مما هو عليه قبل الزواج، إذ انه قبل الزواج يكون أكثر رومانسية ويكون غالبا بينه وبين الوهم أو حتى الكره خيطا رفيعا، وغالبا لا يعرف الفرد بالضبط في أي جانب من الخيط يقف هو أو الطرف الآخر. لكن بعد الزواج تكون قوة الحب من قوة العوامل الحقيقية الملموسة التي تكونه. فكلما كانت قوية ومتكاملة كان الحب قويا ومستمرا على مدى وجود أسباب وجوده !

نسمع كثيرا عن حالات حب رومانسية قوية جدا تتوج بالزواج. إلا أننا نُفاجأ عندما نسمع بالمشاكل الكثيرة بين الطرفين بعد الزواج حتى أنها تصل أحيانا الى الانفصال الكامل (الطلاق) ، أو ربما الى حالة اقل خسارة مادية ولكن بالخسارة المعنوية نفسها وهي الانفصال النفسي والعاطفي. في حين نسمع عن حالات أخرى قد تكون طريفة؛ وهي ان اثنين قد تزوجا بدون أي معرفة مسبقة ولكن بعد الزواج يصبحا أكثر من عاشقين !
والسؤال هو؛ هل تحصل كل من الحالتين صدفة؟

الجواب، طبعا لا.

فقد يحصل الزواج عن طريق الصدفة، ولكن نجاحه أو فشله قطعا لا يخضع لها.
لا شك أن كل حالة زواج لها خصوصيتها، إلا أنه من الممكن أن نعمم بعض النقاط التي تعد عامة لإنجاح أي علاقة زوجية- بافتراض ان الزوجين أسوياء نفسيا (normal ) -:

1. فيما يخص الزوجة؛

1. 1: إذا كانت المرأة تطالب بالمساواة مع الرجل في الحقوق الوظيفية –مثلا- وغيره، عليها أن تنسى ذلك تماما وتدرك دورها كأنثى داخل المنزل.

1. 2: فلتظهر المرأة فضيلتها في مظهرها -كما تشاء -خارج المنزل، ولكن عليها ان تنسى ذلك عندما تكون في كنف الزوجية.

1. 3: عندما يرغب الزوج في نيل حقوقه الزوجية، ولم تكن الزوجة مهيأة لذلك نفسيا او ماديا فعليها ان لا ترفض طلبه بطريقة جارحة لمشاعره، لأن الرجل بطبيعته –وان ظهر على عكس ذلك- بالغ الحساسية، وفي هذه الأمور بالتحديد. بل عليها ان تفهمه بطريقة وأسلوب ذكي بانها غير قادرة على إسعاده في اللحظة الآنية. وعندما تكون محبة وحنونة في سلوكها معه دائما، سيدرك فورا أنها صادقة.

1. 4: إذا كان الزوج من النوع القلق، فلتمنحه -قولا وسلوكا- الشعور بالاطمئنان، ولتشعره بأنها سند له في السراء والضراء، وكيفما تكون حاله، وتؤكد له أن كل ما يهمها في الحياة ان تبقى بجواره إلى الأبد.

1. 5: إذا شعر الزوج ان زوجه ناضجة بما يكفي، ومتفهمة، فسوف يشاركها بكل همومه، ولن يخفي عليها شيئا.

1. 6: ولتعلم الزوجة أن الزوج لا يولد عصبيا وغاضبا، بل دائما هناك أسباب تدفعه لذلك. فإذا كان هكذا فلتبحث عن أسباب غضبه وتحاول بكل ذكاء ومحبة أن تحوله إلى شخصية هادئة لطيفة.

1. 7: فلتتذكر المرأة شيئا مهماّ وهو أن وراء كل رجل عظيم امرأة، ولتحاول ان تدفع زوجها للتميز بكل ما أوتيت من قوة وطموح.

1. 8: فلتكن الزوجة امرأة كاملة بكل معاني المرأة، وتطوق زوجها بكل تلك المعاني، فلا تترك منفذا واحدا قد ينفذ من خلاله الزوج إلى سواها.

1. 9: مهما كان الرجل متمكنا ماديا فهو يفضل المرأة المنتجة، وعليه من الأفضل ان تبحث المرأة عن كل ما يجعلها كذلك من تعلم مهارات بيتية تجعلها تعتمد على نفسها في تدبيرها مثل الخياطة او الحياكة او الطبخ المميز وما الى ذلك.

1. 10. على المرأة التي تحب زوجها وتحترمه ان تحترم كل من يحب ويحترم .. بدءا من أهله وانتهاء بأصدقائه وبكل ضيوفه.

1. 11. لا تتردد في إظهار المديح لزوجها في مواقف مختلفة، كان يظهر في مظهر جديد، او يرتدي ملابسه قبل الذهاب الى العمل، وما الى ذلك... فان اثر ذلك كبير ليس على مشاعره ازاءها وحسب بل وحتى على نفسيته وتعامله مع زملاءه، وعلى مستوى أداءه في العمل. ويجب ان لا تستهين المرأة بهذا الجانب فهو مهم جدا لان الراحة وان كانت بسيطة تنتج الراحة وهكذا إلى أن يصل مفعولها للزوجة نفسها.

1. 12: فلتظهر فرحتها بكل عمل يؤديه من اجلها او من اجل البيت حتى وان كان واجبا عليه، فمن الخطورة فعلا ان نعتقد أن لا شكر على واجب !

1. 13: فلتحاول المرأة قدر ذكائها وحكمتها وتحكمها بذاتها ان تأخذ المعدل الوسط في جميع الأمور مثلا؛

- لا تناقش زوجها في كل كبيرة وصغيرة حتى لو كانت متمكنة من النقاش معرفيا وثقافيا، لكي لا يشعر زوجها أنها متفوقة عليه. (فعقدة التفوق هذه لها شأن آخر سوف نتصدى له في موضوع مستقل إن شاء الله). ولا تتركه هكذا بدون نقاش فيشعر أنها جاهلة أو غير مبالية بشؤونه.

- ولا تكن مبذرة في أمواله، وبالوقت ذاته لا تكن بخسة في حق نفسها فتحرمه بذلك من متعة إسعادها والشعور بالمسؤولية المادية إزاءها.

- فلتأخذ على عاتقها تربية الأطفال من جميع الجوانب الدينية والخلقية والجسمية والعقلية والعلمية وغيرها. فتكون حقا مدرسة!

- لا تغالي في زينتها عند خروجها من المنزل فيطمع ضعفاء النفوس بها! ولا تهمل هذا الجانب في المنزل فيبحث هو عن بديل.

- لا تعتمد على نفسها بكل شيء فتشعر زوجها بعدم الحاجة اليه، ولا ترمي على كاهله كل المسؤوليات فتتعبه ويلحق ذلك تبعات كثيرة ليس لصالح الزوجة بكل الأحوال.






2. ما يخص الزوج

:
يتبع باذن الله ...