يبدو أن للشعر الراقص أثر كبير في نفوس الأطفال ، فقد كنت مع سائر أفراد الأسرة على مائدة الطعام ، وكانت عندنا هرة قد ولدت صغاراً في الحديقة ، وكانت الطفلتان نهى ورؤى مستمتعتان برؤية صغار
الهرة وبدأتا ترويان مغمراتهما لي أثناء تناول الطعام وكيف كانت أم الصغار تذود عن صغارها كلما اقتربتا منها وهي ترضعهما فجالت ببالي أبيات إيقاعية كما يلي والكل يستمع لي وأنا أقول :

على مائدة الطعام

عندي قِطٌّ يبدو قرداً = ولـه أمٌّ شـغَلَتْ فِكري
أخشى منها أن تخدشني = ونُهى ورُؤى باحا سِرِّي
قَفَزَتْ أمُّ القِطِّ الغالـي= في حِجْري قَفزاً كالنَّمِرِ
مـدا يَدها لِتُـداعِبني = لـكِنَّهما خَدَشا نـحْري
يا ويلي قد صارا قِطَطاً= لا يُعْجِبها إلاَّ حِجري
وهنا انفجر الجميع في الضحك وانطلقت بنتاي نهى ورؤى واحتضناني وغابتا على صدري بضحك عميق .
فعلاً ومنذ ذلك اليوم والطفلتان شغوفتان بحفظ القصائد الشعرية ، والعجيب أنهما حفظتا هذه القصيدة خلال ربع ساعة وأصبحتا في تردادها كل حين ..
الدكتور ضياء الدين الجماس