ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي
الرواية العربية الآن

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عقد في القاهرة في الفترة الواقعة بين 17-20 شباط الماضي ملتقى القاهرة للابداع الروائي العربي تحت عنوان " الرواية العربية الآن " بحضور مئة باحث عرب وأجانب ، عدا المشاركين من النقاد والكتاب المصريين، وقد قدمت المداخلات الصباحية والمسائية في قاعتين بشكل متزامن وتوزعت على المحاور التالية :
خصائص الرواية الجديدة– الرواية والتقنيات السينمائية–الرواية العربية وتداخل الأجناس الأدبية– الرواية الرقمية– الرواية والعالم الهامشي – رواية السيرة الذاتية – أشكال إعادة توظيف التراث – شعرية الرواية الحديثة – اتجاهات نقد الرواية العربية – المكان في الرواية الجديدة – أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة - الآخر في التلقي البصري والسمعي للرواية الجديدة– المركزية والتشظي في رواية الكتاب الجدد –العجائبي والمرجعي في الرواية العربية الآن .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




وفي الجلسة الأولى التي تلت حفل الافتتاح قدم محمد برادة (المغرب) وضمن محور أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة مداخلة تتبعَ فيها أسئلة الكتابة الروائية بعد عام 1967 معتبراً أن هذا التاريخ كان تكريساً لانشقاق الرواية عن الخطاب السائد، الذي حاول طمس الهزائم و التعثرات والاحتماء بإيديولوجيا مضللة ومزيفة للوعي ، كما قدم فيصل دراج (فلسطين) مداخلة بعنوان "نحو رواية عربية جديدة " راصداً التحولات الاجتماعية والتحولات الروائية، مشيراً إلى العلاقة المستديمة بين الرواية والتاريخ وتحدث خالد خليفة ( سورية) في " أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة " عن الأصوات الروائية التي ظهرت حديثاً وقطعت علاقتها مع موروثها الروائي ، وأعادت طرح أسئلة الكتابة بعيداً عن الايديولوجيات التي شكلت تياراً في السابق . وفي محور الرواية والتقنيات السينمائية قدم عادل عوض (مصر) مداخلته " التكنيك السينمائي في الرواية المعاصرة " وتحدث عن التكنيك السينمائي : المونتاج – الكولاج – السيناريو – اللقطات البطيئة - القطع – وتوظيفها في الرواية الجديدة . كما تحدث محمد دكروب ( لبنان ) في " متواليات حكائية عبر كاميرا العين " عن أساليب التقنيات السينمائية مشهدياً وتحول العين الانسانية إلى كاميرا حية وتداخل هذه المكونات في روايتي علوية صبح (مريم الحكايا ) و( دنيا ).
وضمن محور الرواية العربية وتداخل الأجناس الأدبية قدم بطرس حلاق (سورية) مداخلته " تداخل الأجناس الأدبية وتأصيل الرواية العربية " حيث رأى أن الرواية العربية تميزت منذ السبعينيات بتداخل متصاعد للأجناس الأدبية، والرواية لجأت عند كل منعطف تاريخي إلى اعتماد هذا التداخل بالأسلوب المناسب للمرحلة ، كما حاول رصد الظاهرة وكشف عن القيم الفنية والإنسانية التي تتجلى من خلالها . وقدمت كاتبة هذه السطور مداخلة بعنوان " المسرحة في الرواية المعاصرة " مبينة كيف استفادت الرواية المعاصرة من المسرح واستخدمت التقنيات المسرحية في بنية السرد، مما ساهم في تنضير الرواية وتجديدها على صعيدي الشكل والمضمون . وفي محور الرواية الرقمية قدم سعيد يقطين ( المغرب) مداخلته حول الرواية الرقمية التي تعتمد بالأساس على عالمها الفريد وهو الشبكة العنكبوتية حيث تصبح هذه الرواية قابلة لتقديم بنية ورؤية سردية مختلفة بشروط الكتابة الجديدة، وقد ربط يقطين الرواية الرقمية بجذورها ما قبل الرقمية وخصوصيتها على صعيد الشكل أو التقنية كما تحدث عن رهان الرواية العربية لانتقالها إلى المرحلة الرقمية . وفي المحور نفسه تحدث نبيل سليمان (سورية) عن عصر الصورة الالكترونية في العالم الافتراضي ، وما كان لذلك من فعل في الرواية العربية ، كما يبدو في محاولات الرواية التفاعلية والرواية الرقمية . وفي محور الرواية والعالم الهامشي قدمت هدى بركات (لبنان) شهادة مميزة بالإضافة إلى الكاتب خليل صويلح (سورية) الذي قدم شهادة بعنوان " بوذا الضواحي بصحبة كافكا " وفي محور المكان في الرواية الجديدة قدم ياسين النصير (العراق) مداخلة بعنوان " المكان الروائي " وكذلك قدم خيري الذهبي (سورية) شهادة عن الكتابة والمكان في رواياته وممدوح عزام (سورية) تحدث في مداخلته " علاقة الإنسان بالمكان " عن خسارة الأمكنة وضياعها في الواقع، إذ تمكنت الأنظمة من فصل العلاقة الحميمة بين الإنسان والمكان، بهذا المعنى يصبح المكان الفني مكاناً رمزياً ، بديلاً أو استعارة، وليس إطارأً مرجعياً للشخصيات . وفي محور رواية السيرة الذاتية تحدث شريف حتاتة ( مصر) عن تجربته في كتابة السيرة الذاتية وكذلك طالب الرفاعي ( الكويت ) قدم مداخلة حول " رواية السيرة الذاتية " وضمن محور الآخر في الرواية العربية قدم عبدالله أبو هيف ( سورية) مداخلته عن صورة الآخر والحوار الحضاري في الرواية العربية والرؤى الفكرية والفنية وسبل الحوارالحضاري التي ماتزال معوقة إلى حد كبير ، وذلك من خلال نماذج روائية حديثة لروائيين من الجزائر وفلسطين ، أما رشيد بوجدرة (الجزائر ) فقد قدم ضمن محور الحداثة والرواية " ما معنى حداثة الرواية العربية اليوم ؟ " وفي محور شهرزاد الجديدة قدمت سمر يزبك (سورية) مداخلتها " مفهوم الكتابة النسوية " وتطرقت إلى مفهوم ما تكتبه المرأة ، أو فكرة النسوية المنحولة أصلاً عن مفهوم سياسي غربي ، وبالإضافة إلى المحاور الآنفة الذكر عقدت ست موائد مستديرة ناقشت موضوع الرواية العربية المعاصرة وأسئلتها الراهنة، والمعرفة الروائية التي تقدمها نصوص الروائيين الشباب، هذه الموائد المستديرة هي : تحولات اللغة الروائية ، بإدارة يمنى العيد – نقد الرواية الجديدة ، بإدارة محمد أبو العطا – أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة ، بإدارة إلياس فركوح – الرواية الرقمية ، بإدارة مارلين بوث – شهرزاد الجديدة : صياغة الرواية في روايات الكاتبة العربية الحديثة ، بإدارة هالة البدري – الرواية والتقنيات السينمائية ، بإدارة أمين صالح . أما موضوع ( الرواية العربية .... تواصل أم انقطاع ) فقد عقد في ثلاث جلسات ، أدارها كلٌ من : مبارك ربيع – محمد برادة – جمال شحيد ، بمشاركة الكتاب المشاركين في المؤتمر . أما عن المنشورات ، وضمن سلسلة أبحاث المؤتمر ، أصدر المجلس الأعلى للثقافة بمصر أشغال مؤتمرين سابقين من ملتقى القاهرة الثاني والثالث للابداع الروائي العربي وقد صدرت حصيلة الملتقى الثاني الذي عقد عام 2003 في محور الرواية والمدينة (دورة ادوارد سعيد) في ثلاثة مجلدات الأول والثاني للأبحاث (58بحثاً ) أما المجلد الثالث فقد شمل 56 شهادة لروائيين عرب ، أما حصيلة الملتقى الثالث الذي عقد عام 2005 في محور الرواية والتاريخ فقد صدرت في ثلاثة مجلدات : مجلدان منهما للأبحاث ( 61بحثاً) والثالث للشهادات (34 شهادة). وفي حفل الختام تم تكريم لجنة التحكيم المؤلفة من : يمنى العيد (لبنان ) – إلياس فركوح (الأردن ) – فاطمة المحسن ( العراق ) - سعيد يقطين ( المغرب ) – ابراهيم فتحي (مصر ) ثم أعلنت رئيسة لجنة التحكيم يمنى العيد اسم الكاتب الفائز بجائزة الرواية العربية لهذه الدورة وهو الكاتب المصري إدوار الخراط ، ومن المعروف أن الخراط ولد في الإسكندرية عام 1926، عمل مترجماً ومحرراً بجريدة البصير بالإسكندرية ، ثم موظفاً في البنك الأهلي حتى عام 1948، شارك في الحركة الوطنية بالإسكندرية عام 1946 واعتقل عام 1948 لمدة سنتين وعمل بعد ذلك في مجال الصحافة والتحرير والترجمة، له العديد من الأعمال الروائية والشعرية وكذلك الدراسات النقدية ، من رواياته: رامة والتنين – الزمن الآخر – حجارة بوبيللو- صخور السماء – الغجرية والمخزنجي . حصل على جائزة الدولة للقصة عام 1973 وعلى جائزة الصداقة الفرنسية العربية من فرنسا عام 1991، وعلى جائزة سلطان العويس عام 1995 ، وعلى جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999 ، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية للآداب عام 2000 .


ميسون علي – القاهرة

عن جريدة البعث