العرب أكثر الناس حبا للحرية

الحرية في أحد معانيها هي رفض أو قبول ما يقدم للمرء من أشياء ، ليس المرء فقط، بل وحتى الحصان، ألم يقولوا سابقا: قد تستطيع أن تجبر الحصان على الذهاب الى النهر ولكنك لن تستطيع إجباره على الشرب!

تبث الإذاعات ومحطات التلفزة ما هب ودب من البرامج، ولو جلست قرب عربي، حتى لو كان أميا، وكنت على دراية بفهم لغة (الشمرة) لفهمت مدى السخرية التي يقابل بها العربي ما يُعرض عليه من برامج وأحيانا دون أن ينبس ببنت شفة .. هكذا كان يفعل عندما لا يعجبه شيخ قبيلته، كان يرحل ويتركه دون أن يثير معه مشكلة، وكان إن سأله من يصادفه في المكان الجديد عن أهله الذين تركهم، لن يذكرهم بسوء!

كذلك، يُعتبر عرب اليوم من أقل الناس قراءة، لا لأنهم لا يستطيعون شراء الكتب والمجلات، فهم يصرفون على المكالمات الخلوية أضعاف أثمان ما يُعرض عليهم من كتب ومجلات. لكن في مكالماتهم الخلوية يكونون أحرارا، في حين ينظرون بعين الريبة لمن يكتبون في الكتب بأن ما يكتبونه لا يستأهل أن يُدفع ثمنه، وإن دفعوه سيكونون مستغفلين وفرائس لعمليات نصب، وهم أحرار في تصورهم هذا

والعرب، من أكثر شعوب الأرض، في محاولاتهم للتملص من القانون، ففي حين يُعتبر من يتهرب من دفع الضرائب في بعض الدول خائنا، فإن العربي إذا التزم بدفع ضرائبه يُعتبر (أهبل) .. وهذا ينسحب على الالتزام بالارتدادات القانونية عن أطراف الشوارع في عمليات البناء، والالتزام بالدور بالوظائف أو الاصطفاف في طوابير السلع والحاجيات .. فهم أحرار بطبيعتهم، والقانون والطابور تعتبر مثل الحبال لتربيطهم بمكان محدد ..

ولأنهم هكذا، ولأن حكامهم منهم، فقد فهم الحكام خصائص العرب واحترموها، فقالوا اتركوا للشعب حرية الكلام فهو حري بالحرية .. واتركوا لنا حرية إغلاق أذاننا وعدم الاستماع لما يقول