سهاد
ــــــــــــــــــــ

وحدي أكابـدُ معجـمَ الأسـرارِ

وحدي وما في الليـلِ مـنْ سَمـارِ

كرهاً أحاولُ أنْ يلامسني الكرى

هيهـاتَ بيـنَ تزاحـمِ الأفكـارِ

وحدي وغيرُ الله لا يـدري بمـا

في القلبِ منّ صبرٍ على الأقدارِ

تتنـاوبُ الأيـامُ قهـرَ إرادتـي

فأدافـعُ الأيــامَ باستغـفـاري

وعرفتُ للدمعِ السخـي سجيـةٌ

في غسلِ ما بالنفسِ مـنْ أكـدارِ

وعرفتُ أسماءَ الإلـهِ جميعهـا

وعرفتُ أسرار اسمـه القهـارِ

وعرفتُ رحمته تهدهـدُ خافقـي

كالماءِ حين يُصبُ فـوقَ النـارِ

وعرفتُ منْ إبليس كـلَّ تشكـكٍ

فـي عـدلِ ربٍ واحـدٍ جبـارِ

فزجرتُه بالصبرِ حتى أوشكـتْ

أنيابـه تُرمـى مـع الأقــذارِ

ونهرته وشكـرتُ ربـاً منعمـاً

والشكرُ بعضُ شمائـل الأبـرارِ

وحدي ويجفوني الكرى ويمرُ بي

طيفٌ بعمـرِ ليـسَ كالأعمـارِ

تتلاحقُ الصورُ التي في بعضها

ليلٌ وفي ألأخرى ضيـاءُ نهـارِ

وتَزاحمُ الغاوينَ ضمنَ مشاعري

حتى ألفـتُ تناقـضَ الأشعـارِ

فالشعرُ دفقُ النفسِ حينَ يهزهـا

أمـرٌ يحـرك نبضـةُ القيثـارِ

أنا لا أقولُ رضيتُ فيما قد مضى

لكنَّ حسنَ الظنِ كـانَ شعـاري

بالله أنْ يعفـو ويغفـرُ زلـتـي

وسبيلُ ذلـك سجـدةُ الأسحـارِ

فيها اقترابُ الروحِ دونَ توسـطٍ

من ربهـا مـن خالـقٍ غفـار

هي لذةٌ في القلب يجهل طعمهـا

من كان ذا شـكٍ وذا استكبـار

ويطلُ طيفُ النـومِ بعـد تأخـرٍ

وأسيرُ نحو وسادتـي ودثـاري

وتغيبُ أطيافُ السهـادِ وأنثنـي

جـذلاً ومرتاحـاً مـع الأذكـارِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
د . محمد رائد الحمدو _ من ديوان : من ذاكرة القلب