هو المبكر في عطره
............
مدَّني بجُنحِ الذاكرة،
لأدخلَ الوقتَ
وأرتدي خاتم القصيدة،
والغيومَ المرسلة...
هِبني انتظاراً أطول،
إنَّ في الوقت يغلُّ ماضٍ،
وأيامٌ مقبلة.
هِبْ جسدي الممزَّقَ رقعةَ ضوءٍ،
وعمريَ الجائعَ كسرةَ وقتٍ،
لأكسوَ القادمين بضفتين من حلمٍ،
وأسوِّي سياج العمر،
بسنابلَ من ذاكرة.
""""""""
وأنت الوقت المنكسر
في مرآة الزمن
تلمُّك أصابع الحب،
في يَدَيْنِ ربيعيتين.
ولك المتَّشحُ ماءاً
والمتبرِّج قدسَ الندى.
فتقدَّم إلى كرسيِّك المطري
وأَلْبِس قميصَك العابق مدىً،
وأَلْبسْ قصائدي العارية،
لغةً ترتشف الهدى.
""""
ينهضُ من سرِّه بسرٍّ شهيّ،
يتغلغل صدر المساءات الغابرة
زاهياً بخطاه العتيقة...
يعبرُ المرايا العميقة.
وتحت إيقاع صمته الدفين،
تمرّ جيوش الوقت العابرة ....
أنضمُّ إلى جنده، إلى مجاهل كلماته الخفية
وأتقدم من سُرَّةِ سرِّهِ،
من قبِّة لغته الندية،
علَّني أرى مالايُرى،
أو أستظلََّ بوجهه المشجَّرِ قصائداً.
""""
هو..... غبطة الوقت
إن جاءَ ليفتحَ كروم القصيدة
وهو.... نكهة المطر
إن سرى بطيفهِ
لنتفيَّأ ذاكرته الجديدة.
هو.... جلباب الأزمنة والأمكنة
والمزامير والرقص وطرقات الذاكرة،
المُضئ ُبأصابعه، قصائداً مطفأة .
وفي يديه يتنزَّه عمرٌ،
يصل تجاعيده بنضجِ الكروم.
فإن خرجتُ من هدأةِ يديه،
تنطفئ من يديَّ نايُ النجوم.
""""
يتلمَّسُ بأنامل مطره تضاريس السماء
يخلع جلبابَ غيمه فوق أرضٍ،
تُكلِّم قصائده في الخفاء
وهو المبكر في عطره،
يناول الخطوات للظلالِ الواقفة.
وهو الحاضر
من غيبه،
يطيِّبُ جراحاتِ التلال النازفة .
فمنْ يناوله عني قصائد العشبِ،
المجتباةِ من عسل الماء ...
أو يمشي إلى مهدٍ في ذراعين
ممدودتين كشرفاتِ الغناء.
لهُ،النحلُ يقتفي سيرةَ الرحيق
ويسري العبير بشذاه
له،القلب الذي يهذي،أهواه..
واللغة تمهِّد لسرّه بخّورالأسماء.
لا أحدَ يتقن مثله
وجع الهواء
أو يسيِّلَ دمعه من غيمهِ،
لتغتسلَ بها قمصان الشتاء .
يخدش بمطره ذاكرة الأرض المشتهاه
يكشف عورتها،
بقضيب مطره ..
فتحبلُ الأرض بكرومٍ من صلاه
وكرومٍ من ضياء.
"""
ننتظره أن يعودَ،فلا يجئ
وتجئ من كرومه خمرةٌ مصطفاة
تتحدث عنه كيف جاء وما جاء..
ننتظره أن نتفيَّأ ظلاله الخفيّة
أو يضمّنا في كفّيه الهرمتين،الناضجتين
كأحرف الأبجدية.
نسألهُ الماءَ،كيفَ ماءَ في قبّة السماء
وتحدّث عن الضوء،
كيف يسافر بوجهه دون غطاء.
هو الذي يأخذ الأرضَ لغةً
والتضاريس أحرفاً،
ويعمِّرُ أجسادنا بحجارة السنين،
وإن مالَ عنَّا بهوائه
أو ترابــه..
تقتلنا غرابة الأيام إن أقبلتْ
ونصيرُ تراباً أسودَ القافية
نفتِّش في مرآة الوحل عن وجهنا،
ونسرِّح شعرنا بمشطٍ من حطب.
وإن مِلْنَا عنه بعنقنا النحيل
أو تناسينا كيف بحّتْ شفتاه بالطرب،
ساعة الأصيل،
نكن مثل متموجٍ في دائرة وقت متقطع
يبحث عن نكهة الخروج،
لكن يغلبه التعب
[/center][/right][/b][/center]