الموهبة منحة من الله تعالى يهبها لمن يختصه من عباده .. والمبدعة ( مريم العلى ) عشقت الكلمة منذ ان تعلمت حروف الهجاء فكتبت ماتشعر به فوصل ماتكتبه الى القلوب .. واجهت بعض الصعوبات ولكنها لم تتوقف .. ومن هنا كان هذا الحوار :

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
_______
اجرى الحوار :
ابراهيم خليل ابراهيم
________

_ المبدعة ( مريم محمود العلى ) نود فى البداية ان نتعرف على المولد والنشأة والمسير العلمى ؟
ولدت بحي الجميلية بمدينة حلب الشهباء بالجمهورية العربية السورية.. وانا اكبر اخوانى واخواتى .. التحقت بما يعرف عندنا بالخوجة ( الروضة ) وكان عمري سنتين وحفظت جدول الضرب وتعلمت القراء ة والكتابة وطرق الحساب الأربعة قبل دخولي المدرسة في السادسة من عمري .. واعجب بنشاطى وأجتهادى كل من قام بالتدريس الى فى المدرسة وكانت معلمتى تأخذني إلى الصف السادس لأقرأ لهم الدروس و كنت أنا في الصف الأول ..
فى طفولتى تعرضت لحوادث عديدة منها الحرق والغرق والوقوع في بئر عميقة و التوهان في شوارع المدينة الكبيرة .. ثم عدنا من حلب إلى القرية التي عاش فيها والدى وكنت وقتها في الصف الخامس .. وهنا كانت الطامة الكبرى ..قضينا خلالها أياما سوداء.
_ ماهى الصعوبات التى تعرضتم اليها ؟
أولا :أبي أصبح بلا عمل
ثانيا: لا توجد مدرسة إعدادية في القرية لذلك خرجت من المرحلة الابتدائية ثالثا :خطبت لابن خالي وأنا في الصف الخامس وتزوجت وأنا في الخامسة عشر من عمري .. ورزقنى الله تعالى من الابناء بولدين و ( 4 ) بنات )
و بعد ثلاثة عشر عاما من تركي المدرسة قررت المتابعة وتقدمت لامتحان الشهادة الإعدادية وحصلت عليها من أول سنة ثم تقدمت لامتحان الشهادة الثانوية وحصلت عليها من أول سنة وسجلت بكلية الحقوق ولكن لظروف قاهرة جدا تركت الدراسة وبدأت أعمل كمعلمة _ وكيلة _ لأساهم في مصروفات البيت
_ من الذى اكتشف بداية موهبتك الادبية ؟
في المرحلة الابتدائية عندما كنت أكتب موضوعا كانت المعلمة تعجب به وتطلب مني أن أقرأه لكل المعلمات بالمدرسة
_ مادور الأسرة ودور المجتمع فى تنمية موهبتك ؟
كان والدى يعشق القراءة وايضا مثله والدتى .. وكانت قراءة القرآن لا تنقطع في البيت .. هذا بالاضافة الي قراءة الكتب الدينية والروايات .. وكان عمى
يعمل بالمركز الثقافي و يجلب لي المجلات وقصص الأطفال وكانت لدي موهبة الكتابة لكنني وقتها لم أحتفظ بأي منها وأحببت المطالعة كثيرا لذلك بدأت بقراءة قصص الكبار والروايات في سن مبكرة و كان عمري إحدى عشر عاما
_هل تتذكرين أول ما خطه قلمك من إبداع ؟ ومتى كان ذلك ؟
بعد أن خرجت من المدرسة في الصف السادس كانت إذاعة دمشق تقدم البرامج و يشارك فيها من لديه موهبة الكتابة مثل برنامج ( مجلة الإذاعة ) فكتبت مقطوعة نثرية وأرسلتها وكانت المفاجأة أن رسالتي اختيرت من بين آلاف الرسائل التي وصلتهم وكان هذا حافزا لي للاستمرار بالكتابة وإرسال ما أكتب إلى إذاعة دمشق وإلى البرامج المختلفة .
_ نعم فأنا اذكر اننى كنت ارسل الى برنامج ( ندوة المستمعين ) الذى كان يذاع بالاذاعة السورية ويقدمه الاذاعى ( عدنان شيخو ) مع الاذاعية ( سكينة نعمة ) ومن هنا اقول هل المبدعة ( مريم العلى ) تعشق الاذاعة ؟
نعم انا اعشق الاذاعة وتقدم رسالة جميلة برغم زخم وسائل الاعلام .
_ هل اصقلت موهبتك بالدراسة المتخصصة ؟
لا ...المطالعة الكثيرة هي التي ا صقلت موهبتي فأنا في عام واحد بعد خروجي من المدرسة وكان عمري ثلاثة عشر عاما قرأت ما يقارب ثلاثة آلاف من الكتب .
_ أنت تكتبين القصة القصيرة والخاطرة والشعر والدراسات فأيهما الأقرب إلى قلبك ؟
الاقرب الى قلبى .. القصيدة النثرية لاننى أعبر من خلالها على كل ما بداخلى وما بذاتي وأشعر وكانما روحى قد حلقت إلى عوالم ساحرة .
_ لقد تحدث الشاعر والناقد والقاص الكبير( محمد الشحات محمد ) عن المنتديات ودورها فى الشبكة العنكبوتية فما قولك عن ذلك وهل كانت الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) فعالة فى نشر ابداعك ؟
كل الشكر للناقد والشاعر والقاص ( محمد الشحات محمد) و طبعا الانترنت له محاسن ومساوئ لكن محاسنه أكثر عندما نعرف كيف نستخدمه فهو أقل كلفة من
الطباعة الورقية وأسرع انتشارا ومن خلاله تعرفت إلى نتاج نخبة من أدباء وكتاب العالم الناطق باللغة العربية و لولا النت ما كنت التقيت بك لتحاورني وما عرفت المنتدى ولا الشاعر الرائع ( خالد مشالي ) ولا كل الأعضاء الذين أحببتهم من خلال منتدى الشاعر ( خالد مشالى )
_ نود التعرف على الجمعيات والاتحادات الأدبية التى تنتمى لها مريم العلى ؟
انا عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب و عضو اتحاد المدونين العرب ولي مدونتان و عضو موقع القصة السورية و عضو موقع القصة اليمنية و عضو الجمعية المعلوماتية السورية .
_ هل الزواج والأسرة أثرت على انتاجك الأدبى بالسلب أو الإيجاب ؟ وكيف ؟
بما أنني أكره الفراغ وإضاعة الوقت فيما لا يفيد فكنت أشغل كل أوقاتي بعد الاهتمام بأسرتي بممارسة القراءة والكتابة
_ هل زرت بعض الدول ؟ وهل تحبين السفر ؟ وماقولك عن السفر والترحال سواء داخل النفس البشرية او خارج حدود الوطن ؟
أحب السفر كثيرا لكنني لم أغادر خارج الحدود السورية .. و كان تجوالي في المحافظات السورية لاقامة النشاطات الأدبية .
و السفر مفيد جدا للإنسان وخصوصا الأديب و أمنيتي أن أزور مصر وإيطاليا .
_ كم عدد المحافظات السورية ؟ وماهى ؟عدد المحافظات السورية ( 14 ) وهى : دمشق - ريف دمشق - حلب - حمص - حماة - إدلب - الحسكة - الرقة - دير الزور - اللاذقية - طرطوس - درعا - القنيطرة - السويداء
_ هل المراة المبدعة فى سوريا الشقيقة فعالة فى الحياة الادبية والثقافية ؟
نعم للمرأة السورية المثقفة دورا هاما فهي تشارك في الندوات والأمسيات والمهرجانات وتشارك بقوة فى النشاط الادبى والثقافى .
_ نود التعرف على قصة أو أمرا ما أثار داخلك الإبداع فكتب فلمك ؟ وماذا كتب قلمك ؟
كنت أجلس فوق سطح بيتي أعانق الطبيعة بناظري و كانت جارتي تجلس مع زوجها في باحة الدار فلفت انتباهي جلوسهما الشارد فكتبت قصة قصيرة جدا بعنوان ( عاشقان ) وقلت فيها :
كعاشقين جلسا معا تحت ظل الياسمينة جانب البحيرة التي تزين ساحة الدار وتحت قبة السماء المتلألئة بالنجوم ..كان يفكر وكانت تفكر ومساحات شاسعة من البعد تمتد بينهما
_لمن تقرأ المبدعة مريم العلى ؟
قرأت تقريبا كتب الأدباء الكبار في العالم من فيكتور هيجو إلى إرنست همنجواي ووليم شكسبيرو مكسيم جوركي و تلستوي و ديكنزو جوته وسومرت وأميل زولا .. ومن الأدباء العرب .. جبران خليل جبران والدكتور طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ واحسان عبد القدوس محمد عبد الحليم عبد الله ويوسف السباعي ويوسف ادريس
_ماقول المبدعة ( مريم العلى ) فى الفن بين الماضى والحاضر ؟
الطرب القديم أفضل بكثيرعما نعاصره الان الحاضر .
_ هل المبدع والكاتب فى عصر تعدد وسائل النشر يعد محظوظا ؟
بالطبع لأنه يستطيع أن يقدم مايريد فإذا كان نتاجا جيدا سيجد له قبولا وإذا كان سيئا فلن يجد قبولا
_إذا ذهبت المبدعة ( مريم العلى ) إلى مكتبة وأرادت أن تشترى بعض الكتب فما هى تلك الكتب ومن هم الكتاب الذين تحرصين على قراءة كتبهم ؟
اشترى الكتب الأدبية والجيدة منها...وعندى كل مؤلفات (جبران خليل جبران ) فأنا عندما أشعر بالضيق أقرأ لجبران
_من يهز وجدان المبدعة ( مريم العلى ) من اهل الطرب ومن قراء القرآن الكريم ؟
نجاة و فيروز ومحمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ و فريد الأطرش و أم كلثوم و وكل أغنية جميلة .
ومن قراء القرآن الكريم .. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود صديق المنشاوى .
_ رسائل توجهها المبدعة ( مريم محمود العلى ) الى كل من : الأمة العربية _
سوريا _ مصر _ المواهب الواعدة _ الضمير الإنسانى _ المراة _ أستاذك _ والدتك ووالدك _ أسرتك .. فماذا تكتب فيها ؟
الأمة العربية : الخطر يحيق بك ...استيقظي
سوريا :أحبك و روحي فداك
مصر: حلمي أزورك واشرب من نيلك
المواهب الواعدة : عليكم بالقراءة كثيرا لأنها تصقل المواهب
الضمير الإنسانى : أعلن ثورتك آن الأوان
المراة : خذي دورك في المجتمع
أستاذك : أستاذي كتابي الذي أحبه
والدتك ووالدك : رحم الله والدي أما والدتي فأقول لها سامحيني عذبتك كثيرا .
أسرتك : أنتم الشمعة المضيئة في حياتي
_ إبداع لمريم العلى تعنز به وتود فى الختام ان تقدمه لنا فما هو ؟
قصيدة بعنوان ( كنت طفلة ) ألقيتها بمهرجان في مدينة معرتمصرين بسوريا بمناسبة عيد المعلم .. وتقول كلماتها :
كنت طفلة
قيل ليْ: العلم نور
فانهلي من روح هذا الورد شهده
كنت طفلة ..قيدوني بالدروس
أفهموني أنني للحرف عبده
كنت طفلة : قيل ليْ
إن المعلم
كاد أن يمسي رسولا
فلتكوني غرسة الحقل المجدة
ولتكوني نحلة تهوى الرحيلا
لا تحومي قط حول وردة
*****
كبرت في الطفولة
صرت أنثى
أشتهي ضم الكتاب
أصبح الحرف حبيبي
وارتقى عندي الخطاب
وأطال القلب سهده
صرت أنثى
أدركت عشق الذي ذاب فداء للزمن
وروى التاريخ مجده
أدركت قلب الذي علمها حب الوطن
وانتماء بلغ الفكر أشده
******
كبرت في الأنوثة
صرت زوجا ... صرت أما ..صرت جدة .
بات ذاك الحرف عبدي
وانتهى التعليم عندي
لأنير الدرب للأجيال بعدي
فأنا شاعرة أعطيك في الإبداع بنده
نحن أشبال المعلم
نحن لبوات الأسود
تنجب الأرحام أسده
وأنا شاعرة حتما لأولادي أقول
يا بني العلم نور لا تكونوا قط ضده
وقبل ان نفترق ما هو السؤال الذي لم نطرحه وكنت تتمنين أن نطرحه ؟ وما هي إجابتك عليه ؟
السؤال هو :حدثينا عن نشاطك الأدبي ؟
واجابتى : انا اشارك فى الأمسيات والمهرجانات الأدبية وقد أجرت معي إذاعة دمشق وإذاعة صوت الشعب وإذاعة القدس من فلسطين و الفضائية السورية عدة لقاءات أجرت الفضائية السورية