مقدمة :
_____
عرفت الشاعر ( رفعت عبد الوهاب المرصفى ) فى اوائل الثمانينيات من خلال شقيقه الاصغر وصديقى الاستاذ ( جمال عبد الوهاب المرصفى _ المحامى ) الذى كان يدرس بكلية الحقوق جامعة عين شمس وكنت انا ادرس بكلية التجارة وكان الشاعر الصديق ( رفعت عبد الوهاب المرصفى ) مجندا بالقوات المسحلة واتذكر وقتئذ ان صديقى الاستاذ ( جمال ) اعطانى ديوانا شعريا بعنوان ( اذكرينى ) لشقيقه الشاعر ( رفعت ) ولم اكن اعلم انه شقيقه وعندما قرأته سألنى صديقى جمال : مارايك فى هذا الديوان ؟ فقلت له : صاحب الديوان يملك موهبة فطرية وكونه فكر فى اخراج ديوانه هذا للوجود فهذا يعمى ان الشعر يسكنه .. وهنا اخبرنى صديقى بان صاحب هذا الديوان هو شقيقه الاكبر .. وكان اللقاء الاول وكان العزم على تكثيف رحلة المسير فى درب الكلمة فحضرنا الندوات الادبية معا وكتبنا للاذاعة المصرية معا واحتضننا برنامج ( مايكتبه الشباب ) هذا البرنامج الادبى الذى كان يذاع يوميا عبر اثير اذاعة الشباب والرياضة .. وللتاريخ اذكر ان حلقة الاثنين من هذا البرنامج والتى كانت تقدمها الاذاعية القديرة ( سعاد الجرزاوى ) هى اول من اذاع اشعار الشاعر ( رفعت عبد الوهاب ) كما تقتضى الامانة ان نشيد بالاذاعيين .. عديلة بشارة _ رحمها الله _ ومحمود عبد العزيز وصلاح الجرزاوى ومحمد عبد الكريم وعزة محيى الدين وعزة مصطفى وعبد الفتاح حسن ونجلاء عبد البر وسامية السيد ومحمد جراح وعبد الحليم الشارونى من اسرة اذاعة الشباب والرياضة حيث اهتموا بنا وبكتاباتنا .. واذكر ايضا ان الشعراء الكبار .. فاروق شوشة ومحمد ابراهيم ابو سنة وعبد المنعم عواد يوسف واحمد سويلم اشادوا بالتجارب الشعرية الاولى للشاعر ( رفعت عبد الوهاب ) عندما عرضها عليهم وقتئذ .. واذكر ان الشاعر الجميل ( احمد سويلم ) قال : ( التجارب الشعرية الاولى والتى امامى للشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفى ) تؤكد ان صاحبها لديه الموهبة الشعرية وفى المستقبل سيكون له مساحة جيدة على الخريطة الشعرية ) .. وقد كان حيث اصدر شاعرنا ثمانية دواوين شعرية حتى الان وله تحت الطبع مجموعة اخرى من الدواوين والكتب النقدية واختارت وزارة التعليم المصرية من كتاباته نصا شعريا للاطفال وقررته على تلاميذ الصف الرابع الابتدائى بعنوان ( اهلا رمضان ) منذ عام 1995 وحتى الان .. هذا بالاضافة الى انه من الشعراء الذين ضمهم معجم الباطين للشعراء العرب ومعجم شعراء الطفولة العرب ومعجم كتاب الاطفال فى مصر ومعجم الادباء الاسلاميين يالاردن ومعجم ادباء مصر فى الاقاليم .. هذا بالاضافة الى عضويته فى اكثر من الاتحادات والروابط والمنتديات الادبية والثقافية كاتحاد كتاب مصر ورابطة الادب الاسلامى العالمية وجمعية الادباء بالقاهرة ومؤسس صالونه الثقافى بمنزله فى الخميس الاول من كل شهر منذ عام 2003 بقرية مرصفا مركز بنها ( مسقط رأسه ) كما فاز باكثر من جائزة سواء على المستوى المصرى او العربى .
الشاعر ( رفعت عبد الوهاب المرصفى ) كتاباته الشعرية متعددة فمنها العاطفية والدينية والوطنية كما يكتب للاطفال فى العديد من الدوريات المصرية والعربية فى زمن قلما نجد فيه من يتحمل هذه الرسالة العظيمة .. من هنا جاء كتابى هذا الذى يعد دراسة ادبية متعمقة لتجربة ( رفعت عبد الوهاب المرصفى ) الشعرية .. رصدت فيها همومه تجاه امته الاسلامية والعربية ووفائه لاسرته ووطنه وللذين تركوا علامات وبصمات داخل اعماق فكره وقلبه .. هذا بالاضافة الى شعر الحكمة فى ابداعاته .. وايضا اشعاره الدينية التى تخاطب الروح والتى بها نحيا ونسمو .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الرؤية القومية فى شعر رفعت المرصفى :
الشاعر بفطرته مرهف الحس .. جياش العاطفة .. يتميز مرصده بحاسة سادسة ترى مالايراه الاخرون .. وقلبه الاخضر لايجف ابدا .. له ذبذبات عالية الاحساس .. دافقة الشعور .. والشاعر ( رفعت عبد الوهاب المرصفى ) يسطر بقلبه قبل قلمه الكثير والكثير من قصائد الشجن حول هموم امته العربية والاسلامية .. ففى قضية المسجد الاقصي السليب مسري النبي محمد صلي الله عليه وسلم واولي القبلتين وثالث الحرمين ودعما لانتفاضة الشعب الفلسطيني الباسل والتي يجاهد فيها بالصدر والحجر ضد ترسانة الاسلحة الاسرائيلية الغادرة الماكرة يقول شاعرنا في قصيدة بعنوان ( قصائد حجرية ) :
يا اطفال الحلم الاتي يااحفاد صلاح الدين
ياطرح معارك ( حطين )
يا عنوان الدرس الاول في الزمن المعتل الاخر
الدرس .. وفرده حجر / والجمع يصاغ حجارة
( صبرا صبرا .. آل ياسر )
فالجنة وعد وبشارة .
وفي مذبحة ( قانا ) بالجنوب اللبناني التي اقترفها الكيان الصهيوني الغاشم والتي راح ضحيتها عشرات الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ .. يقول شاعرنا في قصيدة بعنوان ( دماء علي جدران التاريخ ) والتي يحاور فيها الربط بين دروس الماضي للاستفادة منها في الحاضر في منظومة شعرية رائعة :
من مجري الجرم ( القاني )
ها أنذا
انسل حزينا بعروق قديم الازمنة
اسافر
ممتطيا صهوة ذاكرتي
وحروف التاريخ دليلي
فيحط جوادي بقبور الاندلس الاولي
يجذبني بعض مني
اشتم روائح مجد كان .. ومات
تنبش ذاكرتي عن بعض رفات
يهتز اللحد الماثل قدامي
تخرج قرطبة الام امامي
وتصيح عتابا ...
( مالك والاموات ـ مالك والاموات )
وتعود لحضن الكفن الدامي
وتتمتم .. اه يا لبنان اه
النزف شديد من دمنا والكل يراه
الدرس يعاود ثانية .. وااسلاماه
وفي الحرب الاهلية اللبنانية التي اندلعت في التسعينيات انفعل شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) مع الشعب اللبناني الشقيق ومع وحدته الوطنية فجادت قريحته الشعرية بقصيدة بعنوان ( لبنان يا جرح العروبة ) والتي يقول فيها : لبنان ـ يا طعنة في القلب ترتجف
ياقطعة من تراب العرب تختطف
جبالك النضر بالبارود مثقلة
فأين راح الشذي والحسن والترف
اخبار نحرك بالافاق ذائعة
ضاقت بها شاشة التلفاز والصحف
لبنان يادرة الاعراب من زمن
كم مزقوا عنك ثوب الحسن واقترفوا
كل الذين ارادوا منك مسلبة
سيمطرون وبالا اينما ثقفوا
فاستنفر الصف يا لبنان منطلقا
والضر عنك قريبا سوف ينكشف
وعندما قام خادم الحرمين الشريفين ( فهد بن عبد العزيز ) رحمه الله بجهده المعروف في انجاح اتفاق ( الطائف ) لرأب الصدع اللبناني وحقن الدماء اللبنانية الغالية كتب شاعرنا قصيدته المعروفة في ذلك الحين بعنوان ( عودة لبنان ) يقول فيها :
يا خادم الحرمين طابت خطوة
حققت معجزة لنا ورهانا
في ( الطائف ) انزاحت غيوم ضغائن
وتحولت حبا يفيض حنانا
يدك الكريمة امهرت لوثيقة
داوت جراحا ازمنت ازمانا
فنسجت للاطفال اجمل فرحة
ومسحت من حدقاتهم احزانا
فكسبت للاسلام اعنف جولة
ورسمت دربا للصفا وبيانا
يا ارض لبنان العروبة كبري
باسم الاسلام وبيني البرهانا
واستوعبي الدرس المرير وكفكفي
دمع التناحر قد كفي ما كانا
وارو السلام علي المحبة وارعه
يلد الامان ويطلق الافنانا
ان القوي اذا تعثر خطوة
فرد الشراع وسابق الازمانا
وفى قضية البوسنة والهرسك .. ذلك الشعب المسلم المسالم الذين استكيروا عليه حريته واستقلاله فاعلنوا عليه حربا شعواء حصدت الاخضر واليابس وابادت رجاله ونسائه واطفاله وسط صمت مشبوه لهذا العالم المتحضر الذى سطر فصلا اسودا له حيال هذا التاّمر المرير .. وفى هذه القضية يقول شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفى ) فى قصيدة بعنوان ( لاتقلعونى من جذورى ) على لسان طفل من البوسنة يرفض التهجير من بلاده :
لاتخرجونى من بلادى المسلمة
انى سابقى رغم انف المحكمة
قومى ابيدوا والعيون نواظر
والجرم قاس والحقيقة مؤلمة
ماذا تبقى من جرائم بعدما
بقروا الحوامل والصبايا الحالمة
قذفوا الجماجم كالكرات امامهم
ياللضمائر والقلوب الاثمة
سيسطر التاريخ فصلا اسودا
فالعار باق والفضيحة قائمة
انا مسلم هذى حروف هويتى
ولتنظروها فى جبينى اوسمة
لن يطفئوا تور الاله بحقدهم
والفجر ات والبشائر قادمة
وفى قضية شعب كوسفو المسلم الذى يجاهد من اجل نيل استقلاله وحريته .. ويضرب بيد من حديد من الديمقراطيات والحريات الاوروبية لا لشىء الا لانه يطالب بحريته .. فيقول شاعرنا فى برقية على لسان هذا الشعب المجاهد :
انا لن اباد
مهما قتلتم او حرقتم
او حصدتم فى البلاد
فانا هنا دهر تعمق واكتسى
من خير زاد
وانا هنا جذر عميق
طرحه عطر تسرب فى حنايا الارض
فى كل امتداد
فدم الشهيد على الثرى
ياتى بالاف شداد
ودم العذارى المستباح
سيشعل الافاق ثأرا وارتعاد
انا لن اباد
وفي قضية الفقر الذي يعاني منه الشعب الصومالي الشقيق في ذات الوقت الذي تنفق فيه ملا يين الدولارات علي مركبات الفضاء وترسانات الاسلحة الفتاكة نلمح صرخة شاعرنا متضامنا مع صراخ صومالي يصارع الموت جوعا في قصيدة بعنوان ( صرخة ) يقول فيها :
يا مسلمون تعالوا واستروا بدني
غدا سأرمى رفاتا دونما كفن
فما لدينا بقايا من ملابسنا
فاي شئ اذا مامت يسترني
وما لدينا رجال دونما رمق
فاي جمع اذا ما مت يقبرني ؟
لكن قلبي باق في عقيدته
والفجر ات وعين الله تنظرني
يا اخوة الايمان في بيد وفي حضر
اين الزكاة فحق الله يلزمني ؟
وفي قضية غزو العراق للكويت في اوائل التسعينيات والتي رفضها كل المجتمع العربي و الاسلامي و الانساني علي الاطلاق حتي تحرر التراب الكويتي الشقيق .. حيث بدات حرب تحرير الكويت في السابع عشر من شهر يناير عام 1991 ضد قوات الغزو العراقية تنفيذا لقرارات مجلس الامن ،واطلقت علي هذه الحرب ( عاصفة الصحراء ) كتب شاعرنا مهنئا شعب الكويت الشقيق في قصيدة بعنوان ( وعادت الكويت ) و نذكر منها :
سقط الردى وانجابت الظلماء
وبدي علي وجه الكويت بهاء
وتوافد الطير الوفي لعشه
وتعانق الآباء و الابناء
والكل ينشد للإله مكبرا
الله اكبر زالت الانواء
يارب شكرا قد اجبت رجاءنا
فالحق باق والكويت بقاء
مهما اراد الحاقدون لها الردى
فالعدل دوما للحياة رداء
ياكل ابناء الكويت تحية
لكم الخلود وانتم السعداء
اني كتبت الي الكويت مهنئا
اني كتبت وفي الكتاب وفاء
وعن قضية اسرى الكويت لدي العراق كتب ايضا شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) في قصيدة بعنوان ( برقية الي اسرى الكويت ) مبسرا بفك اسرهم في القريب العاجل :
يا اسرانا .. صبرا .. صبرا
ما كنتم يوما منسيين
ولا كنتم يوما اسرى
فالليل الاسود لن يبقي
وسيقبل ضوء الفجر كموج
يجتاح ملوحة هذا المجري
وستخرج كل طيور الوطن
وتغرد فوق حدود العمر
القادم شكرا شكرا
يا اسرانا .. ما كنتم يوما منسيين
ومازلتم بملامح هذا الوطن البشرى
مازلتم وهجا يتبرعم بجبين
الوطن حروفا نضرا
و انفعل شاعرنا ايضا مع ما يعانيه الشعب العراقي الشقيق من دمار وخراب علي يد قوات التحالف التي استباحت كل شئ .. فعلي لسان الطفل العراقي ( علي اسماعيل عباس ) الذي فقد ذراعيه ببغداد بفعل القنابل الذكية الامريكية تساءل شاعرنا ( هل من ضمائر تستحي ) ؟ .. ونذكر منها :
ماذا اقول الي رفاقي
ماذا اقول اذا سئلت عن الذراع ؟
- من يا تري قطع الذراع
- ... اكل الذراع ؟
قلت اسالوهم وحدهم ..
من ذا الذي بعث الجحافل
كي تروع امننا ؟
من ذا الذي صنع القنابل
كي تدك بلادنا ؟
او يقبلون لطفلهم
تقطيع اذرعه كما فعلوا بنا ؟
قلت اسالوهم وحدهم
من ذا الذي حرق البراءة
والطفولة والصباح ؟
من ذا الذي قتل العجائز
و الصبايا و الملامح ؟
وبأي حق تستهان و تستباح ؟
وفي قضية الغزو الفكري الذي يحاول الغرب ان يفتننا به من خلال الدعاوى المزيفة والآداب المستوردة لاجل طمس هويتنا العربية و الاسلامية و القضاء علي لغتنا الجميلة .. لغة القران الكريم ..يقول شاعرنا في قصيدة بعنوان ( يا من فتنتم بالتغرب ) الذي اهداها الي المفتونين بالغرب في الثقافة والاداب والفكر والاشياء الاخري :
انا شاعر لاغتوي بحداثة
امشي سويا في مدي مامون
فن العمود اذوب فيه صبابة
حتي دعيت بشاعر مخبون
( حسان ) رمز الشعر من عهد الهدي
انا سائر في دربه المضمون
ذكر الاله لدي العروق يضيئني
وشذى الحديث يموج في تكويني
ما همت يوم او فقدت ركائزي
او تهت حينا في هوى وفنون
يا فتنتم بالتغرب منهجا
لما لا نعود لوجهنا الميمون ؟
وفي قصيدة هل( صرنا موتى ) لشاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) نجد مجموعة من التساؤلات التي تزاحمه حيث يقول :
يا للعار
هل صار الكل يبش الوجه
يزم الوجه .. يسب الوجه بامر القرصان ؟
هل صار الكل ينفذ امر الغطرسة الحمقى
ويزين احرفه بنكات ونفاق
ونقوش ؟
ألهذا الحد نعيش ؟!
هل صرنا جسدا منزوع الريش
هل صرنا موتى ....
ولماذا يوهمنا البعض
بانا في الحسبان ؟
وعن دماء المسلمين المهدرة في معظم بقاع هذا العالم يقول شاعرنا في قصيدة بعنوان ( طعنات في الجسد الاسلامي ) :
يا مسلمون جراحنا تتفجر
و دماؤنا في كل صوب تهدر
ضاعت حقوق في زحام خلافنا
من فرط ضعف في العروق يسافر
ماذا تبقي كي نفيق لحالنا
والقيد وهم و الدوائر تكسر ؟
والي متي سيظل فينا شارد
وعدونا في كل لون يمكر ؟
شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) نادي بوحدة الصف العربي والاسلامي.. فالاتحاد قوة والفرقة ضعف ، والذئب لايأكل من الغنم الا القاصية .. حيث قال :
يا أمة رسم الحبيب طريقها
وانساب فيها الهدي والارشاد
ماذا تبقي كي نعضد ديننا
وشذى الهداية نفرة وجهاد ؟
ماكان يمكن ان يمس قميصنا
لو ان كل المسلمون ارادوا
وفي قصيدة اخري بعنوان ( اسلامنا مستهدف ) يقول شاعرنا ايضا :
يا مسلمون تألفوا
وتعاضدوا وتكاتفوا
فالعود في افراده
حتما يخور ويضعف
كنا نسيجا شائكا
وعدونا يترجف
كنا لواء واحدا
فوق الربوع يرفرف
كنا اولي بأس
فصرنا بالتفكك نوصف
ماذا دهانا اليوم
من افعالنا نتخلف ؟
يا مسلمون توحدوا
اسلامنا مستهدف
ودعوا التفرق جانبا
ان التوحد اشرف
وفي قصيدة بعنوان ( حروف من ذاكرة الفجر ) يستنفر شاعرنا طاقات هذه الامة للخلاص من جزاريها حيث يقول :
يا أمتي .. ماذا تبقي كي تفيقي ؟
ماذا سنلقي كي تفيقي ؟
كل القرائن قد بدت
كل البشائر اوشكت
والاكلون تحوطوكي
يا أمتي .. الرصد من كل الجهاد
الطعن من كل الجهات
العدل في الانسان مات
صارت الدنيا انفلات
معاد شئ في المدار سوى الجنون
يا أمتي ...
ماذا تبقي / كي كما كنا نكون ؟
وفي قصيدة اخري بعنوان ( شكايا الي الفاروق ) يخاطب شاعرنا الفاروق ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه حيث يقول :
واعمراه .. جرحنا انفجر
وسيفنا انكسر
الا علي نحورنا
دماؤنا الخضراء تنهمر
طيورنا البيضاء تحتضر
تعالي نعالج الجراح ام نعالج الاثر ؟
الدمع يفري جفنه
والجسم يروي بعضه
والصيد للصياد يشعل الشرر
لا قدسنا عادت ولا جراحنا طابت
ولا ... ولا ... واعمراه
العابرون يعبرون في الجراح للنخاع
يعبرون في الشتات للضياع
يشبعون من لحوم اجسادهم
ويرتوون من نزيف جرحهم
ويمضغون من كتابنا العبر
فجرحنا انفجر وسيفنا انكسر
الا علي نحورنا
ويقول شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) في قصيدة اخري بعنوان ( اسرج حصانك ) :
اسرج حصانك يافتي الفتيان
ما عاد في الحلبات من فرسان
فتت صخور الحزن من ايامنا
و اكشف لناعن وجهك النوراني
الكل ينظر صوب وجهك شاهقا
ويقول انك من شذى الايمان
فامشق حسامك وانطلق نحو الحما
ما عاد يجدي اي حل ثان
يا فارس النصر الذي قد هزنا
افضي اليك بمجمل الاحزان
الغرب دس سمومه بترابنا
والشرق بارك دولة الشيطان
والمسجد الاقصي الذي كم شاقنا
يحمي دما من قبضة السجان
مسرى النبي الهاشمي ملوث
والحزن فينا صار كالفيضان
يا من بعثت الحق من اكفانه
ووقدت فينا شعلة الغليان
وفي قصيدة بعنوان ( تداعيات من زمن الصهيل ) نجد شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) يستنفر صهيل الامة العربية والاسلامية لاستعادة امجادها التليدة حيث يقول :
هدهد شجونك يا جواد
ما عاد وقت للحداد
ضمت جراحك و انتصب
فلقد جلبت علي العناد
روح الصمود لديك تكفي
ان هوى منك العتاد
وسنا الهداية في العروق
وفي الدياجي يستقاد
لملم همومك وانطلق
( ان الحياة لم اراد )
هل من فوارس ها هنا
هل من صهيل يستعاد ؟؟
_______________
كتاب - رؤي ابداعية في شعر رفعت المرصفي
للكاتب ( ابراهيم خليل ابراهيم ) رقم الايداع بدار
الكتب والوثائق القومية المصرية 14186/2006