ذاتَ مرَّه.. كنت أمشي بهدوءٍ ورويه

في مساءٍ ذي برادٍ وعطورٍ نرجسيه

ونجومُ الليلِ تدعوني إليها ولأهديها تحيه

رمقت عيني إليها بعيونٍ عسليه

قلتُ يا نجمةَ ليلي رافقيني ذي المسيّه

رافقتني ومشينا وتسامرنا سويّه

ومررنا بنخيلاتٍ وأزهارٍ بهيه

وشممنا رازقياً ..فحَلَتْ تلك العَشِيّه

وأنا في فرح أمشي وأنشدْ... نغماتٍ غزليه

وإذا صوتُ نباحٍ من كلابٍ أسديه

ضعفتْ عيناي مني وأتتني... نزلاتٌ معويه

ورياحٌ خلخلت بطني وطلقاتٌ قويه

قلتُ هذا .. هو يومٌ نُصِبت فيهِ العزيّه

رُكبي صارت بواراً وتشظّتْ بشظيه

ونباحٌ متواصل... لا يرى حلَّ القضيّه

لايرى حلَّ سلامٍ ...بل يرى العضَّ بَغيّه

وتفاوضنا ولكن لاح في الأُفقِ المنيّه

لم يكن إلاَّ هروب من جيوش همجيه

لكن الأقدام ساختْ وأراها مُرتَخِيّه

وإذا نبحةُ كلبٍ فيها شرٌّ وشهيه

لكن النبحةُ صارت كهربا في قدميه

وإذا بي مطلقٌ رجلي وصرخاتي شجيه

يا عبادَ اللهِ هبُّوا وانقذوا هذا الضحيه

واذا في (شرب ماءٍ)* ينتهي ليل البليه ...


(الشرب): في لهجتنا المحليه هي ساقيه يجتمع فيها فضلات ماء البستان..