السلام عليكم:::::: اخواتى الله ...

اليوم موضوعنا جديد ونناقش فيه امر فى غاية الاهمية ...

فبين أواني الطعام وغسل الملابس ومطالب الزوج والأبناء تحاول " بعض " ربات البيوت أن يكن على وصال مع الله، لا أن ينشغلن فقط بأعباء البيت التي لا تنتهي؛ فلكل ضرورة قدرها، وعلينا أن نعطي لكل ذي حق حقه.

أخواتي في الله أشعر بأن خطأ ما ورد إلى أذهان بعض ربات البيوت في تسيير أمورهن الحياتية ومفهوم العبادة وطاعة الله.. أود أن أبدي بعض الملاحظات، وأن أطرح عليكن بناء على التجارب الناجحة التي اطلعت عليها لصديقات لى وحتى من تجاربى الشخصية حلولا عملية قد تساعد كل ربة البيت في تحسين علاقتها مع الله:

- مفهوم العبادة لا يقتصر على الصلاة والصوم والقيام، وإنما يشغل كافة جوانب الحياة , فأنتى إن راجعتى نيتك، فلك الثواب على أعمال البيت التي ترهقك وتأخذ كافة وقتك, وبذلك يكون لك في كل دقيقة حسنات يضاعفها الله لمن يشاء، وبالتالى عليك ان تجديدى النية في عملك لخدمة زوجك واطفالك وبهذا تكونين في طاعة زوجك عابدة، وفي إطعام أولادك رحيمة، وفي مساعدة أهلك أو أهل زوجك بارة، وفي مساعدة زوجك في عمله إحسان وفضل منك. وكل ما سبق سوف تؤجرين عليه بإذن الله.

- الزوجة غير العاملة قد تكون اختارت بنفسها التفرغ للبيت, فأرى أن أمامها مساحة من الوقت والجهد لكي تبذل المزيد من العبادات والجوانب الإيمانية.

- هناك بعض العبادات التي تحتاج من الوقت الكثير، وتستطيع ربة البيت أن تؤديها وهي تقوم بأعباء البيت؛ فعلي سبيل المثال :

قومى بتشغيل كاسيت فيه أحد الدروس الدينية و انتى تطبخى .

احرصى على متابعة الراديو أو التليفزيون للتعرف على الأمور العامة، ولا تنقطعى عن الحياة، أو تتقوقعى داخل مطبخك لعدة أسباب، أهمها: أن المسلم لا بد أن يتابع شئون المسلمين، ويتحجر عقل المرأة إن جلست في البيت ولم تطور ذهنها باستمرار من خلال المتابعة والقراءة، وينفر الزوج من الزوجة فارغة العقل التي قد صدئ ذهنها مبكرا، كما أن تربية أبناء هذا العصر تحتاج من الأم وعيا وإدراكا يتماشى مع طبيعة هذه الأيام.

اذكرى الله فى نفسك وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم اثناء تأديتك لاعمالك المنزلية فيبقى لسانك رطبا بذكر الله ورسوله .

- يلعب تنظيم الوقت دورا فاعلا في حياة الزوجة إن لم تهتم به الزوجة انزلقت بقدميها في دوامة الحياة والواجبات، ولن تفيق لنفسها ولعباداتها وإصلاح قلبها من مشاغل الحياة وهمومها. فلنتفق أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، ولتضع كل واحدة أمام عينيها كافة ارتباطاتها ومشاغلها. فلا يمكن أن نجعل أنفسنا تركة في يد الأعباء الملقاة على كاهلنا ..

حاولى تنظيم وقتك وأجعلى البيت والفروض بالنهار، والتفرغ لله والقيام بين يديه بالليل ففي الليل فرصة للخلوة الإيمانية: أقرئى الورد القرآني، صلي بخشوع أكثر من الصباح؛ حيث يكون الجو هادئا، ولا تكونى مرتبكة بمشاكل البيت؛ حيث الأطعمة تحتاج إلى طهو، وابنك الصغير قد يؤذي نفسه إن غفلتى عنه، وأبنائك الكبار في طريق العودة من كلياتهم ومدارسهم يحتاجون من يستقبلهم، ويعد لهم الطعام والراحة، ويوفر جوا مناسبا للمذاكرة.

وافعلى ما تقدرين عليه فلا يكلف الله نفسا الا وسعها وبالتالى لا ادعوك للقيام بكل ذلك يوميا بل كلما استطعتى اعقدى النيه وابدئى ولا تتكاسلين وتقولى غدا سأفعل " فما ادراك لعل غدا لا يأتى !!" فعلينا أن نختار ما يشغلنا، ونهب أنفسنا في أوقات معينة للانشغال بأمور العبادة والتواصل مع الله.

- لم لا تجتمع بعض الأخوات الصالحات على لقاء ديني أسبوعي في بيت إحداهن بالتبادل وتأخذ اولادها معها ويتبادلن الذكر والنصح، ويصلين الجماعة في وسط انشغال أبنائهن، ويدفعن أبناءهن إلى التعود على الجو الإيماني والصحبة الصالحة؟ فهن بذلك يربين أنفسهن وأبناءهن.

- لماذا لا تتخذ كل زوجة من زوجها عونا على طاعتها لله، وتحاول أن تجعله يعينها على العبادة؟ فيصليان القيام والفرض جماعة ويقرآن الورد معا , ويتكلما فى موضوع او نقاش دينى , او يشتركا معا فى قراءة كتاب تفسير او كتاب اسلامى ويتبادلا وجهات النظر وهكذا تخلقى بينك وبين زوجك مساحة من الوصال والود تحيط به الملائكة من كل جانب .

- لماذا لا تحملين عن زوجك بعض الأعباء التي تشغله في البيت حتى يرتاح أو يهنأ بالصلاة والعبادة؟ فهذا قد يدفعه حتما إلى مساعدتك في شئون بيتك، وتولي رعاية الأولاد وقت الصلاة أو في الأوقات التي تحتاجين فيها لفسحة من الوقت عن متاعب الحياة.

- لماذا لا تخصصين يوم فى الاسبوع تطبخين فيه لأهل بيتك وللفقراء والمساكين وتحضرين عدد من الوجبات بنية التصدق وتطلبى من زوجك ان ينزل يوزع هذة الوجبات لكل محتاج " الا ترى ان الخير هنا سيعم عليك وعلى زوجك ويبارك الله لكما فى انفسكما واولادكما ورزقكما ان شاء الله ؟"

يوجد اخواتى اشياء كثيرة ووسائل كثيرة يمكن ان تستثمرها ربة البيت لنفعها ونفع اسرتها وتقوية علاقتها بخالقها وها انا عرضت عليكن بعضا منها على أمل ان تكونوا استفدتن جميعا وارحب باضافة المقترحات الاخرى من خلال تجاربكن اخواتى ربات البيوت ...

تحياتى لكن ...


اخيكم فى الله



كرم المصرى