نفثة الذكرى
رأيتك في الفضاء الرحب الفسيح....كنجم يتلألأ بالنور والضياء...
كنسمة رطبة تأتي.....تتحرك...تمشي إلى.......
رأيتك تعدو وتخطو نحوي كطفل بريء......
تدنو مني ....تقترب...ولكن.؟؟؟؟
ولكن شيء ما أبعدك ....شيء لا أدري كنهه...
جعلك تعود للخلف ... تبتعد....
ظللت متسمرة مكاني أنتظر...
مرت الدقائق والثواني كأعوام طويلة مريرة
لفحتني فيها عاصفة من الرهبة والخوف..
الخوف من الوحدة والفراق
وصدق حدسي.....حدث ما خشيته....ما توقعته..
غاب نجمك عن حياتي وأفل ضياؤه...
افتقرت روحي لنسمتك العليلة التي تحيي قلبي..
ألقيت بوعود الأمس جانبا...
تناسيت العهود التي قطعتها على نفسك...
تجاهلت نداء قلبي ورحلت....
رحلت مع الغيمة الماطرة التي ربما لن تعود..
مع الرعدة الصاخبة التي حيرت الوجود
ذكراك غدا كجمرة متأججة...كشعلة ملتهبة تحرق قلبي
طيفك بات كسهم سام يخترق عقلي فيدميه
لم تعد ذلك النهر الكريم الذي يسقي وريقات قلبي..
يغذي شجيرات حبي....
لم تعد ذلك الشلال الذي يطفئ لهيب أشواقي
يبس الغصن في الروض......
جف الماء في النهر....
انقطع هدير الشلال المتدفق ورحلت ....
رحلت ورحل الحب من قلبك....
رحلت ولم تبق لي سوى الذكرى
وحدها بقيت ....
كثورة جياشة في أعماقي
وحدها بقيت سلوى لقلبي المشتاق
أم محمد