من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
حكاية / ومن يتق الله يجعل له مخرجا
بقلم : أ / تحسين يحيى أبو عاصي * غزة- فلسطين *
tahsseen@hotmail.com
*** **** *** ***
كان تاجر كبير مشهور بين الناس بأمانته ، وحسن خلقه ، وسلامة دينه ، وكان من شدة أمانته يترك الناس عندهم أماناتهم لمدة ليست محددة ، ثم يعودون متى شاءوا لاستلامها كما هي ، في يوم من الأيام أقبل عليه رجل يريد أن يترك عنده خاتما من ذهب أمانة إلى حين ، قال له التاجر الأمين : ضعه في هذه الخزانة ، وضعه الرجل وأغلق الخزانة بنفسه ثم انصرف عائدا .
بعد حوالي الستة شهور عاد الرجل يطلب أمانته ، قال له التاجر الأمين : تجدها مكانها كما وضعتها يدك ، ذهب الرجل إلى الخزانة وفتحها فلم يجد الأمانة .
قال الرجل للتاجر الأمين : أمانتي ليست موجودة ، قال التاجر الأمين للرجل : وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ، أمهلني حتى غروب شمس يوم غد .
حزن التاجر حزنا شديدا ، وسأل زوجته وأبناءه عن الخاتم ، ولكنهم لا علم لهم به .
قام التاجر الأمين من الليل لصلاة القيام ، ورفع يديه إلى رب السماوات والأرض يشكو له مصيبته ، ثم خرج إلى المسجد لصلاة الفجر .
ذهب التاجر ليفتح متجره ، وفي وقت الضحى ، أقبل عليه رجل صياد وبيده سمكة كبيرة ، يعرضها عليه لشرائها ، اشترى التاجر الأمين السمكة وذهب بها إلى بيته لكي تعدها زوجته طعاما للأسرة ، وبينما كانت الزوجة تنظف السمكة ، عثرت بداخلها على خاتم ، أخذته وذهبت به إلى زوجها قائلة : أنت تضع الخاتم في بطن السمكة ثم تشكو إلينا فقدانه !!! ؟؟
فرح التاجر الأمين فرحا كبيرا بعودة الخاتم ، وقال لزوجته : أنا لا أفعل مثل ذلك ، ولكنها إرادة الله سبحانه فهو يفعل ما يريد .
جاء الرجل إلى التاجر الأمين بعد غروب الشمس ؛ ليأخذ خاتمه كما وعده بالأمس ، سأله التاجر الأمين : هل هذا هو خاتمك ؟ قال نعم إنه خاتمي ، وهذه علامته .
كان بجوار التاجر الأمين تاجر يهودي ، يراقب الأحداث بدقة وذهول .
رأى اليهودي الرجل يأخذ خاتمه ، فأقبل إلى التاجر الأمين والرجل بجانبه وبيده خاتمه ، قال لهما : انتظرا ، أنا الذي سرقت الخاتم من مكانه ، وذهبت إلى عرض البحر حيث أعمق مكان فيه وألقيته في الماء ، فكيف عاد الخاتم إليكما ؟
قال التاجر الأمين : إن الله أرسله إليَّ في قلب سمكة كبيرة ، اشتريتها من صياد ؛ ومن ستره الله فلا يكشف ستره مخلوق ، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ؛ فنطق اليهودي بالشهادتين معلنا إسلامه .
انتهت القصة ، عاش تراثنا الفلسطيني ، ويسلم لي القارئ يا رب
زيارتكم شرف كبير لي
www.tahsseen.jeeran.com
httb://tahsseen.maktooblog.com