الحارس

بدأت المباراة اصطفت الفرقتان بكامل هيئتهما ، الفريق النسائي الأزرق والفريق النسائي الثاني البرتقالي ، صالت الفرقتان في الملعب ، تسعون دقيقة ، وزاد الحكم الوقت الإضافي أربع دقائق على اللوحة الالكترونية .
انتهى وقت المباراة ونزل كلا الفريقين إلى غرف تبديل الملابس ، كان الحارس يسمع صرخات الفتيات الهستيرية ومزاحهن ،ويتخيل ما يجري داخل الصالات المغلقة ، وبعد أن يفرغن من تبديل الملابس يغلق الأبواب ويتفقد المرافق ويذهب إلى بيته ، تأخرت إحدى الفتيات وكانت تبحث عن شيء أضاعته بقي معها إلى أن وجدته وكانت سلسلة ذهبية ، شكرته على صنيعه معها .
أحست بنظراته تجاهها ، في اليوم الثاني سمع رنين التلفون وكان نصف نائم ، وكانت المتحدثة فتاه أفاق من نومه جيدا ، وكان صوتها هامسا يفوح لذة وشجون ، طلب منها قبل أن تفرغ المكالمة أن يلتقيا في احد المطاعم على الشاطيء القريب ، كانت في غاية الجمال ، لم ير مثله في خياله ، كان المكان شديد الرومانسية ، يبست الكلمات في فمه ، وجف ريقه ، وتحدثت العيون للحظة ، واطرق كليهما ،أحست بنار تتوهج بداخلها ،وكان هو يحس بحرقتها ولم يجرؤ على مصارحتها .
بادرته بالحديث ، تحدثت عن طيبته وكرم خلقه ، ومساعدته لها يوم أضاعت السلسلة ، تحدثت عن مشاكلها مع زوجها ، أحس بالضيق لحظة ، اتفقا على تأجيل الكلام لليل ، فكلام الليل أجمل ، اتفقا على ساعة الحديث ليلا .
بادر هو بالاتصال ، تمهلت بالرد فأحس بالضيق ، وعندما جاء صوتها تخيله يمر عبر أنبوب خط التلفون ، متثاقلا أجابها إذا كنت متوعكةأو غير راغبة في الكلام فلأيام لا تنتهى الان وممكن نتحدث في وقت آخر ولا يمكن أن أكون إلا ما هو مريح لك ،انك دائمة الاخضرار وردة لا تذبل إلا بين أصابعي وهياما أغفو بين أهدابك .
لم يحس إلا بعلو همسها على وتر الكلام الجميل الذي يسمعها ، وتناها إليه صوتها خافتا أنا لا أجيد الكلام مثلك فدعنى أغفو بين أهدابك على دالية أحلامك أنت فرط الإيحاء يتحرق جنونا ، حلمت به وحلم بها وفي الصباح أفاقت على صوت زوجها قائلا : كان نومك ثقيلا يبدو انك كنت نائمة تحت وطأة كابوس استحمي واذهبي إلى التمرين سأعزمك الليلة في مكان جميل .

محمود ابو اسعد