بسم الله الرحمن الرحيم

نمر بن عدوان

بداية ، نشرت إحدى الأخوات في منتدى آخر صورة مقارنة لنمر بن عدوان ( الممثل ) وأخرى للشخص الحقيقي في ذلك الوقت ، وكان التساؤل حول مقارنة الصورتين ، بين بطل المسلسل الجميل المشدود القوام ، والشخصية الحقيقية البدوية الهزيلة ..
إن هذا أمر مفروغ منه ، فلا يمكن أن نجد تشابها أبدا بين الممثل والشخصية الحقيقية من حيث الشكل مهما بلغ الماكياج من الدقة ، والأمثلة كثيرة مثل بطل مسلسل الملك فالروق أو خالد بن الوليد أو فيلم ناصر ، أو عمر المختار وغيرها ..
المهم ليس الصورة بل العمل الفني برمته ، وللأخت المذكورة الشكر ( لنكشها الموضوع ) .
على امتداد شهر رمضان المبارك تابع الكثيرون مسلسلات عربية على محطات عدة ، وكانت النتائج حاسمة لصالح أعمال قليلة جداً على رأسها ( دون مبالغة ) المسلسل السوري المتكامل ( باب الحارة ) وهذا ما سنكتب عنه إذا رغب قراء هذا المنتدى ، كما كان لمسلسل نمر بن عدوان نصيب وافر من المشاهدة ..
أقول ( كإبن قبيلة ) : إن هذا المسلسل نسف العديد من الصفات والسلوكيات عند القبيلة من حيث الشكل والمضمون ..
مثلاً : إذا نال أحد أفرادها نصيبا من العلم ، فإنه يكون مبجلا بشكل ملوس بين أفراد قبيلته ، ويتباهى بذلك من خلال تصدير هذا العلم لأبناء القبيلة ، وهنا نلاحظ أن ابن عدوان لم يعلم الأطفال أو أفراد القبيلة أي شيء مما تعلمه في الأزهر أو المدينة ، فما رأيناه يصلي أو يحض على نبذ الثأر أو منع جريمة سلب ، بل العكس رأينا أن عمليات السطو والقتل أسلوبا يوميا ..
- يفترض بقبيلة ابن عدوان أن تكون مهابة الجانب تخشاها القبائل الأخرى ، وما لاحظناه أنها كانت مطمع اللصوص وهوام الناس ، وكانت بطولة نمر هي إعادة الماعز والخراف ، لأكثر من مرة .. وبلغ الأمر أن يسلبوه حصانه ..!
- رأينا أن كل زعيم قبيلة محاط برجال ليس لهم رأي ، فهو الآمر الناهي رغم أن القبيلة تتسم بالمشاورة بين كبار السن على الأقل ، وكذلك ظهر هؤلاء الرجال وكأنهم ميليشيات (!) بلباسهم الموحد .. ينصرفون جماعة ويأتون جماعة ..!
- لم تتغير أشكال البيوت على مدى عشرات السنوات ، مع العلم أن القبيلة ترتحل صيفا وشتاء وفقا للطقس ، وتغير ( خامة بيت الشعر ) حسب ما نعلم في بلاد الشام وفلسطين تحديدا ..
- دائما تنفتح بيوت القبيلة نحو الشرق وكلها على خطوط مستقيمة ومتوازية ، بينما شهدناها في المسلسل خبط عشواء ، وبأطوال مختلفة ، منها المشدود ومنها المترهل ..!
- دائما يكون بيت الزعيم أو ( المجلس / الديوانية / الشق ) على طرف بيوت القبيلة ..
- أخطر ما في الأمر تلك الحركة العشوائية المتلاحقة في كل الأوقات لأفراد القبيلة وخيلها وإبله ، مع العلم أن القبيلة تمتاز بالسكون والهدوء وخصوصا بعد الظهيرة حيث ( يقيل ) القوم وتكون الأنعام في المرعى ..
- لا يدخل أحد بيوت القبيلة من منتصفها ، وهذا ما لمسناه ببشاعة خلال حركة القوم جميعا ..!
- من المعيب انهاك الخيل ليلا ، لأن المثل القبلي يقول ( صابح القوم ولا تماسيهم ) وهذا ما حدده القرآن الكريم في سورة العاديات ( فالمغيرات صبحا ) .. وأيضا لا يدخل القبيلة أحد بعد العشاء إلا مستنجدا ( مفزع ) أو مستجيرا ( ملاحق )..!
- وصل ابن عدوان لسن متقدمة ، بينما بقيت معظم نساء القبيلة على جمالها وماكياجها ..!!
- لا يزال المجتمع الأردني يشهد قضايا الشرف حتى الآن ، فما بالك قبل ستين سنة مثلا ، فإذا رأى أحدهم الآن رجلا يلاحق أخته أو يتحرش بها لفظا ، فإن العواقب تكون فوق الوصف ، هناك رأينا ( سهم ) يدخل بيت قبيلة أخرى و( يتعلل ) عند ابنة الشيخ ..!! وكان رد الفعل الذي شهدناه ..!
هناك الكثير من الكلام حول هذا المسلسل .. لكن السؤال المهم : هل هذا هو ابن العدوان ، ذلك الرجل المشهور بين قبائل شرقي نهر الأردن في ذلك الوقت ، وعلى شماله قبائل بني صخر ، وجنوبه الحويطات وغربه كل قبائل فلسطين ( الترابين والتياها وغيرهم ) ..
أنا حقيقة ما رأيت في المسلسل عملا يتوافق مع هذه الشخصية التي سمعنا عنها كثيرا وربما أعطاها المؤرخ ( عارف العارف ) جانبا من اهتمامه ..
فالصورة ليست هي المشكلة ..!!!
سؤال أخير : أين كلاب القبيلة التي تخبر عن ضيف وتحمي القطيع ..!!!!!!!
بالمناسبة :
الممثلون الرئيسيون رائعون جدا ، والليل أضفى جمالا على التصوير ..
المسلسل فيه جهد محمود .. لكن للقبيلة حدودها ومحرماتها ..
حسن سلامة[/RIGHT][/SIZE]