القصيدة " خروج من عنق الزجاجة"

يا ويح نفسي
من لغة كالسم الزعاف
قتلتني قبل أن تقتل غيري
وعندي من الأسئلة
ما يغتال ألف فيل وجمل
سلام على الشجرة المباركة
ليلة الرحيل....
وياويح نفسي
يوم يجثت النخيل
في هذا الزمن الوبيل
كان الرصاص في الرأس
كهدير بحر
مزقته العاصفة
وكان القلب معتصرا
كصخرة سحقت
أزهارا برية
تقبلت النذور ذات مساء
حين اقتنعت شهرزاد
بحكاياتي
وقبلت يدي ورجلي
في وداع مرتقب
هجرتني طيور السنونو
في ليلة كئيبة
وبقيت مسافرا بلا زاد
شهورا حزينه
ياويح نفسي...إذا ما خرست كل الهواتف
وسكنت جلجلة
المفاتيح
آخر الفوانيس انطفأت
في شارع الجيش الملكي
ويا ويح نفسي
ساعة الا نطفاء
ينادونني في البيضاء
يا ابن التاريخ
جدد بيعتك
للجيل الذي قصم ظهرك
ليلة الا عتراف الأولى
بكيت أنا على
جيل البيضاء
حين ابتلعته
امرأة كاهنة
وذئب أحمر
هجرتني الواحة الظليلة
في صحراء قاحلة
وصاحبتني ذكريات
كخريف شاحب
وبكيت على الذي كان
سره في خراسان
يا ويح نفسي
إذا سلمتني بلقيس
مفاتيح الغواية
وذبت وسط الطواحين
كم من قيد كبلني
أول الدهر
وعانقتني الغربان
مضطر غير باغ
فمن أكون؟
هرب قط البراري
من أول لقاء
سقط القناع
في معركة يا ئسة
ولعنت القط المزعوم
في خمارة أردته
قتيلا.
يا ويح نفسي
إذا ما العصور
سكنتني
فهل يزول الدخان؟
يا ويح نفسي
اذا ما البيضاء
أسلمت قبيل البعث
وخسرت كل السباقات
حدث في مثل هذا
الزمان
ان البوم أدرك
آخر القافلة
وصنعت لنفسي سفينة
قبل الطوفان
وخطوت أنا للزمن
البئيس
لا قبيلة قيس
تنفض عني
سحر هاروت
ولا سليمان سلمني
مفتاح القمقم
المرصود
ياويح نفسي
اذا ما نادتني البيضاء
في اخر لحظة
وأطعمتني من زيوت
أسماكها المسمومة
ياويح نفسي هل أعشق
ما لا يعشق ويقتلني السؤال
خا لد عبد اللطيف/ قصبة تادلة