أحاديث عسقلان موضوعة وضعيفة (1)
الكذب على رسول الله صلَّ الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من أعظم الكذب، وعلى صاحبه أن يتبوأ مقعده من النار. عافانا الله وإياكم من ذلك.. ومن سنوات قبل طوفان الخراب والدمار وتصفية القضية والبعض بعلم أو بلا علم يروج لأحاديث عسقلان ويربطها قصراً بغزة وذلك فيه تضليل وشرعنة للحروب الكارثية التي تعرضت لها غزة سابقاً وأشدها شراً الحالية...
وعن نفسي لست متخصصاً في علم الحديث لكن كان ينتابني شعور أن الأحاديث غير صحيحة، وقبل أسبوع تقريباً استفزني فيديو تضليلي ويسلمنا للموت والقتل والإبادة بجملة كبيرة من الأحاديث عن عسقلان وبلاد الشام لا علاقة لها بما يجري في غزة ومعده يربط كل لك الكم الكبير من الأجاديث بغزة، فتواصلت مع صديق وطلبت منه ما يفيدني عن صحة تلك الحديث أو عدم صحتها، فأرسل لي جزاه الله حير رابطان يثبت ناشريهما بالدليل عدم صحة تلك الأحاديث التي تسوقنا للإبادة بالكذب على رسول الله. سأجزأها وأنشرها للفائدة، وكشف زيف المضللين بها الأمة ..


سلسلة ما انتشر بين الناس ولا يثبت
الجزء الثاني
166- أحاديث فضل عسقلان ( غــزة)
في خضم تلك الأحداث المتوالية الراهنة والتي يتعرض لها أهل غزة الصابرين على هذا البلاء الشديد من قتلٍ وتشريدٍ بشكلٍ غير مسبوق يقوم البعض بنشر بعض المنشورات المتضمنة لأحاديث منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تتناول فضل مدينة عسقلان ..... ويريد الناشر أن ينزلها على غزة رابطا بين ما جاء في تلك الأحاديث وبين الأحداث الجارية حاليًا.
فرأيتُ من باب الأمانة وتلبية لطلب بعض أحبابي أن أبين درجة الأحاديث الواردة في فضل عسقلان .


أولا :
هل المراد بعسقلان مدينة غزة ؟
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (4/122) مادة عسقلان : "مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين ويقال لها عروس الشام".
وقال في مادة غزة : "مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقلّ، وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان".
وكانت غزة منذ الفتح الإسلامي حتى الغزو الصليبي تابعة لعسقلان، وعرفت بــــ " غزة عسقلان " ويفصل غزة وعسقلان عن بيت المقدس بلدة " بيت جبرين " وهي تبعد عن غزة أقل من مرحلتين، وبين بيت جبرين وعسقلان 32 كم .[انظر: "الحياة العلمية في غزة وعسقلان منذ بداية العصر العباسي حتى الغزو الصليبي" (ص2-5) د/ زهير عبد الله سعيد أبو رحمة].

فتبين مما تقدم أن غزة قريبة جدا من عسقلان، وقد كانت غزة تابعة لها منذ الفتح الإسلامي حتى الغزو الصليبي، ولذلك مما ذكر العلماء أن الإمام الشافعي رحمه الله ولد بغزة، وقيل بعسقلان، قال النووي رحمه الله في "المجموع" (1/ 8):
" الْمَشْهُورُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّ الشَّافِعِيَّ وُلِدَ بِغَزَّةَ، وَقِيلَ بِعَسْقَلَانَ، وَهُمَا مِنْ الْأَرَاضِي الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَإِنَّهُمَا عَلَى نَحْوِ مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ".
وعسقلان افتتحها معاوية رضي الله عنه عام 23هـ وظلت تحت راية الإسلام حتى استولى عليها الصليبيون ثم استردها صلاح الدين الأيوبي وقام بتخريبها حتى لا ينتفع بها الصليبيون .