-
باحث في علم الاجتماع
الغرب والإسلام (الشرق الأوسط) وتجزئة المجزء وتفتيت المفتت (102)
منذ بداية حرب إبادة غزة ونتنياهو يتحدث عن تغيير خارطة الشرق الأوسط، ولم يقف الأمر عند ذلك ومنذ أسابيع بدأ يكثر الحديث عن قرب تحقيق العدو مشروع (إسر ائيل)، وكأن تقسيم المقسم وتجزئة المجزء وتفتيت المفتت وتغيير خريطة الشرق الأوسط وإقامة النظام الإقليمي الجديد وتحقيق حلم إسر ائيل الكبرى أمرا جيدا؟!
السواد الأعظم من المختصين والعانة لا يعرف أن كل ذلك قديم بدأ الحديث عنه والتخطيط له متزامنا مع تأسيس الحركة الصهيونية الحديثة عام 1897، تلك الحركة التي شارفت على تحقيق أهدافها تلك، التي يحدثنا عنها الخبراء والمختصين ولا يخجل أحدهم من جهله ولا يعتذر عن خطأ قراءاته وفهمه للمشروع الصهيوني وعلاقته بالغرب، ولم يغير من أسلوب تحليله وقراءته للواقع والتحولات التي تجري على الأرض لسرعة تحقيق تلك الغايات التور اتية التي لم يدركها المؤرخ والمثقف العلماني، ومن سار على نهجه من الاتجاه الإسلامي، ومازالوا يضللون الأمة عن الحقيقة ولم يقولوا لها!
أن ذلك كله المقصود به وطننا الإسلامي والقضاء على الإسلام كدين لأنه هو القوة والنموذج الحضاري البديل والقادر على سحق الغرب ونموذجه الحضاري وإنهاء سيادة الرجل الأبيض على الكون!
وبالنسبة لمخطط تقسيم المقسم وتجزئة المجزء وتفتيت المفتت، بدأ السعي لتحقيقه بعد إنشاء كيان العدو الصهيوني بسنوات قليلة، بداية خمسينيات القرن الماضي عندما دعى دافيد بن غوريون للبحث عن ضابط ينفصل بجنوب لبنان لصالح كيانه، ونادى بضرورة تقسيم أهم الأقطار العربية مصر وسوريا والعراق.
وخطة تقسيم أقطار سايكس- بيكو التي صدع رؤوسنا بالحديث عنها الكثيرين وكأنها جديدة وضع خطتها مفكر يهودي صهيوني ونشرها في المجلة اليهودية في نيويورك 1982، وقد تزامن نشرها مع إصدار بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي في العام نفسه لمخطط أكثر شدة في الدعوة للتفتيت، على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، لتمزيق القومية العربية واستحالة قيام أي وحدة إسلامية!
وعاد بريجينسكي عام 1992 أيضا إلى نشر كتاب آخر يدعو فيه لتنفيذ المخطط السابق مع إضافات، وحدد وسائل ذلك في الدعوة لمحاربة (اﻹرهاب) ونشر الديمقراطية وقيم الحضارة الغربية كبديل للهوية القومية العربية واﻹسلامية!
وفي العام التالي نشر الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون كتابا كان أكثر صراحة فيه لمحاربة الإسلام والقضاء عليه بالدعوة لنشر الديمقراطية والحرية و... لأجل الحفاظ على أمن كيان العدو الصهيوني!
والعام التالي له 1994 نشر شيمون بيريز كتابه (الشرق الأوسط الجديد) ودعا فيه لنا سبق أن دعى له السابقين، وأضاف الدعوة لتغيير المنظومة الإقليمية العربية والإسلامية القديمة وإنشاء نظام إقليمي جديد، يكون الكيان الصهيوني مركزه ورائده ينتهي بدمه في نسيج شعوب المنطقة!
وفي عام 2002 تبن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تنفيذ الفكرة ودعا إلى إقامة النظام الأقليمية الجديد (الشرق الأوسط الجديد أو الموسع وشمال إفريقيا)، وأعلنت وزيرة خارجيته كونداليزا رايس عن الفوضى الخلاقة ونشر الديمقراطية وإعداد شباب من أقطار وطننا لتغيير الأنظمة بتبن الفكر الديمقراطي والليبرالية والحقوق المدنية و....!
كل ذلك وغيره منشور ومعلوم وأشبعته الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام ومراكز الدراسات بحثا ونقاشا فقك، ولم يفكروا في أي عمل مضاد يمنع والغرب والعدو من تحقيقه..!
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى