-
باحث في علم الاجتماع
الأخطر مابعد ذبح القربان..
الأخطر ما بعد ذبح القربان؟!
مصطفى إنشاصي
خطأ قراءة مَن كتبوا وأرخوا للصهيونية في وطننا؛ لمفهوم فكرة (الخلاص المسيحاني، المسيا) أو عقيدة المسيح المنتظر اليهودي، وتعرف عند مؤرخي الصهيونية بأنها هي الصهيونية، هو الذي منح كيان العدو الصهيوني الفرصة لبلوغ مرحلة محاولة ذبح القربان في صحن قبة الصخرة، والمشكلة أن المتصدرين لقيادة الأمة فكراً وسياسة ومقاوmة مازالوا يتعاملون مع تصعيد العدو لسياساته ضد المسجد الأقصى، مع كل مرحلة منفصلة عن سابقتها وكأنها ليست تمهيد لخطوة قادمة، لذلك مازلنا لا ندرك أن الخطوة التالية ستكون الأخطر!
كتبوا عن السبي البابلي وما حدث فيه من تحول على أسس عقيدة اليهود وتصورها الميتافيزيقي عن نهاية العالم والأخرويات، لكنهم لم يدركوا أن الآخرة ويوم القيامة أصبحت تعني العودة إلى فلسطين، وإقامة (دولة اليهود)، وإعادة بناء (الهيكل المزعوم)، وإقامة كرسي العرش الذي سيجلس عليه ملك من نسل داود ويحكم العالم، ويجمع كل اليهود المنفيين والمشتتين في كل أصقاع الأرض في فلسطين، وتحاسب (إسرائيل) كل أمم الأرض على ما اقترفته في حقهم من جرائم وتبذير لثرواتها: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا"! (إشعيا: 9/ 6 - 7).
الhيكل رمز للسيادة العالمية لليهوd
وإن القارئ للعهد القديم والمتأمل لمضمون أسفاره بحسب المفهوم الفريسي الصهيوني يجد أنها وضعت بطريقة تخدم مؤامرتهم وهدفهم المنشود وهو السيطرة على العالم، ويجد أن "كل هذه الكتب تنبأت بقيام مملكة (يهوه) حيث يسيطر اليهود على شؤون العالم (ويرثون الأمم)" إلى أن يقول (إشعيا: 60/20-21): "لا تغرب شمسك عن قمرك ولا نقص لأن الرب يكون لك نوراً أبدياً وتكون أيام مناحتك قد انقضت ويكون شعبك كلهم صديقين وإلى الأبد يرثون الأرض". وترى أسفارهم أن يوم القيامة هو يوم قيام دولة اليهود ودخول مسيحهم (الهيكل) حيث يتم لهم السيطرة على العالم وسحق قوة (الجوييم)".
وتقول "الموسوعة العبرية" أمام كلمة "الإيمان بالأخرويات": "إن تحطيم جيوش يأجوج ومأجوج لا يعني كما قال (ويبر) خطأ إبادة عالم الجوييم عند انتهاء عهد المسيح المنتظر، بل إفناء كل سلطة وبلد تُعارض ملك (يهوه) وتحقيق عهد المسيح المنتظر والشعوب التي ستخضع عندئذ للشريعة ستبقى على قيد الحياة.. وهكذا "يكون في كل الأرض يقول الرب إن ثلثين منها ينقرضان ويضمحلان والثلث يُستبقى فيها" (زكريا 13: 8) أما الأرض المقدسة نفسها فلن يسكن فيها أحد من الغرباء".
ومسيح اليهود الذي سيأتي آخر الزمان ويكون ملكاً للعالم يمتد سلطانه – كما تذكر التوراة - ليغطي كل الكرة الأرضية من أقصاها إلى أقصاها، وذلك بعد إعادة بناء (هيكلهم) المزعوم؛ ليس شخصاً بعينه ولكنه رمز للسيادة والسلطان لليهود الذي يكون مركزه القدس، حيث جاء في (المزمور 68/29): "مِنْ هَيْكَلِكَ فَوْقَ أُورُشَلِيمَ، لَكَ تُقَدِّمُ مُلُوكٌ هَدَايَا".
ومن هنا يقرر فكر اليهود أن الجنة على الأرض، وأن الجنة الأرضية خاصة بهم دون شعوب الأرض، "كما وأنه لليهود مسيح ينتظرونه وهو غير عيسى المسيح عليه السلام. وإنما هو ملك وليس نبياً. ملكاً فاتحاً من نسل داود يسمونه ابن الله. والمنقذ الذي يعيد مجد إسرائيل ويجمع شتات اليهود في فلسطين".
لذلك كل التصريحات عن ما يحدث لم ترتقِ إلى مستوى خطورة الحدث، ولا تعِ مخاطر ما قبلها، ومازالت تنظر تحت قدميها، ولا ترى إلا مصالحها السياسية ومكاسبها التي تريد تحقيقها من وراء هذا الحدث الحدث!
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى