حرب الأفكار ( أقصوصة صحفية )


--------------------------------------------------------------------------------


محمد محمد البقاش
حرب الأفكار
( أقصوصة صحفية )
========
بينما هو جالس على صخرة معمرة، يرمي بصنارته عند مصطاد الدار الحمراء نزلت عليه سكينة مستأذنة، تفرش له بساطا على سطح البحر وتغريه بركوبه نحو نصف الكرة الجنوبية.
لبد على بساطه ظنا منه أن المحيط سيهزه ، لم يكن يعي عندما وعى ، ولما تعمق في اللاوعي ساقته غفلته إلى الوعي على ركاب أسرع قليلا من بساطه، لم يستأذن في امتطائه، أسرع به إلى حيث مصنع للغباء، إلى حيث ينشط مخ كما تنشط الخلايا الحمقاء .
دخل بيتا يسكنه صمويل هينتنكتون SAMUEL HENTENGTON وكان غاصا مليئا ساعتها، أخذه من تكته حتى أوقفه فبادره قائلا : " من صراع الحضارات إلى حرب الأفكار ؟ " فرد عليه :
ـ لا جديد في ذلك، فصراع الحضارات هو عينه حرب الأفكـار، الحضارات أفكار ومفاهيم تتولد عنها قناعات ومقاييس .
ـ صدقت، ولكن ألم يقل بصراع الحضارات برتراند رسل BRETRAND RESl في محاضرات له في أربعينيات القرن الماضي ؟ لماذا لم تشر إلى ذلك ؛ فالناس والمثقفون يفهمون أنك صاحب فكرة صراع الحضارات ؟
التلفت إلى فوكوياما ، لم يشأ أن ينهضه حتى لا يرتفع على قزميته، فنهاية التاريخ بسيادة المبدأ الرأسمالي هي نفسها في الطرف المقابل ديكتاتورية البروليتاريا ، كلاهما يعتمد للوقوف أرجل القطا ريس .
تركهما وانتقل إلى حيث ذهنية عجوز لا تمتلك عروقا للإنبات، تقيم رأسها على كتفين من جذع رملي مبلل، أخذه من أذنه وصاح به : " لماذا أعلنت حرب الأفكار ؟ " .
ـ وماذا في ذلك ؟ إنها حيلة أخرى وأسلوب للتخفي .
ـ بل هو غباء مدرسة، وبلاهة منظر.
انتقص الزمن من عمره شيئا ومنحه له، ثم طوى عهد الجبروت وضغطه في علبة ثم قدمه مشترطا أن يرمي به في وجه الغبي، فلم يتردد.
========
محمد محمد البقاش
طنجة في :
06 ـ 09 ـ 2006


البقاش..
بحق انت رائع في طرح هذه المواضيع الحساسة والتي يجب ان لاتغيب عن بال احد.
تذكرت وانا اقرأ لك هذه القصة كتاب صموئيل هنتنتن، او بالاحرة بحثه، الذي سماه صدام الحضارات، والذي قسمه الى تسعة اقسام وقد نشر في دورية شؤون خارجية
Foreign Affairs وكان البحث تحت العناوين التالية:
1- نمط الصراعات في المستقبل
2- طبيعة الحضارات
3- لماذا ستتصادم الحضارات
4- خطوط التماس والصدام بين الحضارات
5- التكتلات الحضارية
6- الغرب ضد بقية العالم
7- الدول الممزقة
8- التحالف الكونفوشيوسي- الاسلامي
9- دلالات الصدام الحضاري بالنسبة للغرب.
وقد ركز بحثه كله على ان الصدامات الاتية لن تكون على اسس ايديولوجية، انما ستبنى على اسس حضارية، وقد قسم الحضارات ايضا الى عدو حضارات.

وتذكرت ما قاله جودت سعيد، انها حرب افكار ، حرب عقائد، ولاغير.

دمت بالق
محبتي لك
جوتيار