الاصطفاف حدث بوفاة المبدع نضال سيجري.. ويتكرر اليوم بوفاة العراب حاتم علي استاذ وزميل الجميع جدا ..
هو رحيل لأجمل ماكان في الدراما السورية.. الإبداع والفن.. الجدية.. احترام المشاهد.. المنافسة القاسية لكن الشريفة.. الطموح اللامحدود والأحلام المسموحة للجميع... خلايا النحل التي تعمل في شركات الإنتاج وعشرات الشركات الرديفة ليلا ونهارا وتضبط ساعاتها على لحظات إطلاق العمل... كل ذلك يرحل معهم... رحمنا الله

وسيم موفق الخاني.
متجاوزاً حدود الجغرافيا وآراء السياسة.. وداع جماعي لـ "حاتم علي"..
ـــــ

ودّعت الدراما العربية والذاكرة السورية، المخرج السوري حاتم علي، صانع مسلسلات حفرت عميقاً في أذهان الأجيال السورية والعربية، من مسلسل مرايا، إلى الفصول الأربعة بجزئيه، ومروراً بـ أحلام كبيرة، وليس ختاماً مع الزير سالم والتغريبة الفلسطينية.

واكتسحت صور الفنان الذي رحل بشكل مفاجئ، مواقع التواصل الاجتماعي، وصدم خبر وفاته، جمهوره على امتداد الجغرافيات المختلفة.

ورحل حاتم علي (58 عاماً) بدون مقدّمات، إذ لم يُعرف عن إصابته بأي عارض صحّي، حتى انتشار خبر وفاته بنوبة قلبية مفاجئة صباح اليوم الثلاثاء.

وكتب الفنان أيمن زيدان "يالهذا الرحيل الموجع ...قامة إبداعية تفارقنا لتزيد في القلب فضاءات الحزن ...أما سئمت ايها الموت من خطف الأحبة.. حاتم رحيلك أوجع من كلمات الدنيا".

اما الفنان فارس الحلو فكتب "الرحمة والسلام لروحك النازحة والمُهجرة ياحاتم.. خسارتنا مؤلمة بفقدك .."

الفنان باسم ياخور نعاه وكتب " ترجل الفارس مبكرا عن صهوة جواده. تاركاً في قلوب الكثيرين غصة مؤلمة لن تنسى وابداعات لن تنسى رحل مبدع".

وكتبت الفنانة يارا صبري التي رافقته في جزئي الفصول الأربعة " وداعا حاتم علي الفنان ، الانسان ، الصديق ، الحزين ، لايوجد كلام ... "

وكتب صديقه وزميله المخرج الليث حجو " لم يرضَ هذا العام أن ينتهي دون أن يعصر قلوبنا وأرواحنا بالحزن على فراق الأحبة.
ببالغ الحزن، الأستاذ والصديق و الشريك حاتم علي لروحك السلام.."

ونعت مجموعة mbc "المخرج المبدع" ونقلت عبر رئيس مجلس إدارتها التعازي لعائلته ومحبّيه.

وشارك المئات من الممثلين والفنانين والمخرجين، والآلاف من المتابعين، في عزاء جماعي افتراضي، ودّعوا فيه المخرج والفنان السوري، وأطلقوا عليه عشرات الصفات مثل "مبدع الدراما السورية، وخازن ذاكرة السوريين، وأمير المخرجين، والمخرج الملتزم.."

ورافق الفنان جمال سليمان جثمان المخرج الراحل في لحظاته الأخيرة في مصر، ومن المتوقع أن يُنقل جثمانه إلى موطنه سوريا، ليُدفن في دمشق يوم الخميس المقبل، بحسب ما تم نقله عن عائلته وفق موقع اليوم السابع المصري.
.

على الصعيد الشخصي: هناك عملان سوريان لا أنكر أنهما ساهما في بناء جزء من شخصيتي وذاكرتي، هما "أحلام كبيرة، والفصول الأربعة" وكلاهما من إخراج الفنان حاتم علي.

يلفتني دائماً صلاحية عرض هذين العملين التي لا تنتهي، وإمكانية مشاهدة كل حلقة منهما أكثر من مرة، وفي كل مرة يتجدد الإحساس والمشاعر، وتعود بك الروح إلى ذلك الوقت، وإلى ذاك الزمان.

وما لفتني أكثر، هو حالة الإجماع (النادرة) التي شكّلها حاتم علي مع رحيله، إجماع افتقدناه طويلاً، في ظل اصطفاف حاد، ذبح الكثير من المساحات المشتركة بين السوريين.. وبتنا نتحسّس أي حالة جمعية، ونُمسك بها بكل ما أوتينا من قوّة..

كل العزاء لعائلته ومحبّيه.. وداعاً حاتم علي..

ماهر المؤنس
مهلاً لنستوعب الرحيل 💔 ..
اليوم انتهى حلم رباعية الأندلس وأغلق باب الفصول الأربعة نهائياً..
وداعاً حاتم علي .. المبدع الذي فتح الباب لي لأتعرّف على الأندلس وأُغرم بها من خلال ثلاثيته الأندلسية الشهيرة، صقر قريش، ملوك الطوائف، ربيع قرطبة، وغيرها الكثير من المسلسلات التاريخية التي عشقناها وتعلمنا منها دروس تاريخية صادقة لم نقرأها حتى في كتب التاريخ المدرسية. وهل ننسى الفصول الأربعة، المسلسل الذي دخل ببوتنا جميعاً وعشنا مع شخصياته وكأنها جزء من تكويننا الاجتماعي. وهل ننسى مسلسل عمر والزير سالم وأحلام كبيرة وعلى طول الأيام! العزاء ليس للسوريين فقط، العزاء للعرب جميعاً، موت حاتم علي هو موت لجزء كبير لا يعوّض من ذاكرتنا الثقافية والاجتماعية..
حاتم علي الفنان والمخرج الملتزم، رحمك الله وجعل الجنة مثواك..
هلا قصاص.
الاصطفاف في زمن الفرقة إنجاز والإنجاز في زمن الأزمة فتح، والفتح في زمن اللاحقيقة نقلة نوعية. فإن كنت كذلك فقد اديت مهمتك على أكمل وجه نحسبك عند الله وجيها والله حسيبك نرجو رحمة الله لك والغفران.
د. ريمه عبدالإله الخاني