(( رمضان وعام الحزن ))

أرى أمة الإسلام هجر المساجدِ
مخافة كورونا الوبا بالمباعدِ

فنودي صلاة إنما في بيوتنا
وحجرا لزمناها بقهر التواجدِ

فسمعا ولي الأمر أرجا وقاية
ودون تفشي الداء إثر التحاشدِ

يجيبك يا رمضان ما عاث في الدنى
وعنا لسان الحال ذعر المناشدِ

نعم ذاك يا خير الشهور لذنبنا
فحق علينا من عقاب وشاهدِ

وكان اختلاف العام هذا عن الذي
من النفع قد كنا ودرء المفاسدِ

فما كنتم احدثتموه بربكم
فحق عليكم من بلاء مجالدِ

صدقت أيا رمضان وصفا لحنالنا
كماش على وجهِ مكبٍ وشاردِ

عليك أيا رمضان حسرات مُكْلَمٍ
من الأعين العبرا وحرا المكابدِ

وأي لقاء جامع دون فرحةٍ
وجائحةٍ أفنت بفتكٍ وحاصدِ

فديتك من ضيف كريم على النوى
وألقى شهيد القلب نبض المحامدِ

ونسنس علينا عبر ريان رحمة
وصالح أعمال القبول المعابدِ

من الله طاعات وفيه احتسابها
ويجبرنا كسرا على قلب واحدِ

وتخلو ليالينا المنى من شعائر
ومن بعض عادات وعرف بسائدِ

ومن صلة الأرحام والصحب جملة
وحبا قطعناها ليوم الموائدِ

حللت بعام الحزن أحزان شاعر
تباكى عيون الشعر دمع القصائدِ

شعر / ابن غلفان