-
خطبة الجمعة : الوقاية من كرونا
خطبة الوقاية من الكرونا للشيخ عبدالله المؤدب البدروشي
الإمام بجامع النحال
الحمد لله الذي عافانا , مما ابتلى به أقواما آخرين..وعرّفنا وهدانا..و جعلنا من عباده المؤمنين..وحفظنا ورعانا ..ما دمنا على شرعه محافظين..أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له..بيده الأمر والتقدير..وإليه المرجع والمصير .. وأشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا محمدا عبده و رسوله..حمل راية هذا الدين.. وحصّن الأمة بحصن الله المتين..اللهم صل عليه وعلى آله الأكرمين الأطهرين .. وارض اللهم على صحابته الغر الميامين.. وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد.... إخوة الإيمان والعقيدة
الذي لا حافظ له يخاف..والذي لا مانع له يصيبه الهلع ..والذي لا سند له يفزع .. هذا حال الغرب في هذه الايام..و كان هذا حاله منذ سنين..فمن مرض الإيدز .. إلى جنون البقر.. ، إلى الحمى القلاعية ، إلى الجمرة الخبيثة ، إلى أنفلونزا الطيور ، إلى أنفلونزا الخنازير .. ثم الى كرونا .. و مع كل مرض.. يصيب أهل الغرب ..الهلع و الرعب و الفزع ..
أما أهل الإسلام..فلنا ثوابتنا..فيها كل حياتنا.. وربنا وخالقنا..الذي أنزل لنا كتابه..قال لنا بكل جلاء.. مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ.. فكل ما يحتاج إليه المسلم من مهده إلى لحده في كتاب مبين.. نحن ما أصابنا الإيدز..لأننا سمعنا نداء حبيبنا صلى الله عليه وسلم .. يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ.. فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ.. وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ أي وقاية... أبقارنا ما عرفت الجنون..لأنها ما أكلت لحوم الميتة.. إنما رعت في أرض..أنست بذكر الله ..أما الطيور عندنا.. فهي أمة مثلنا تسبح بحمد ربها ..وهو الذي علمنا بقوله جل جلاله..وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ.. فان كتب الله لها أن تزكم..فقد كتب لها أن تبرأ..وقد سخرها لنا خالقنا لنفعنا..أما الخنازير..فقد حرمها الله في جميع كتبه..وعلى جميع من بلغتهم رسالاته السماوية.. و في قرآننا العظيم يقول ربنا عز وجل.. إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ.. و أما كرونا .. التي ظهرت هذه الايام .. فنسأل الله أن يبعدها عنا.. كما أبعد عنا ما قبلها .. وطاعتنا لله هي التي بفضله تحمينا.. وان وفد علينا طاعون الكرونا..فلنا ثوابت في ديننا.. تبعد عنا الهلع و الفزع.. فالأمر عندنا لصاحب الأمر..إن أراد عافانا..وإن أراد ابتلانا.. يقول جل وعلا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً من أجل ذلك..فإن منطق ضمائرنا يقول.. قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ..فمع الرضا بالقضاء أمرنا الله بالتوكل وعلى الله فليتوكل المؤمنون..وبه أمر الله كل مؤمن .. بعدما بين له قدرته و مشيئته فقال جل جلاله.. وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ.. فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ..و التوكل من المسلم..هو أن يفوض جميع أمره إلى الله.. فلا يرجو غير الله في أمور آخرته و دنياه.. من أجل ذلك علينا كمسلمين أن نتعامل مع ما يسمونه بالكرونا بروح عالية..و بثقة في الله..و اطمئنان .. فنحن المتوكلون .. فهو وكيلنا.. وما دمنا على طاعته..وفي حدود شرعه الذي شرع لنا..فهو حسبنا.. وهو القائل وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ..إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ.. قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.. وتوكـّلنا على الله..هو توكل العارفين.. فلا بد من أخذ الأسباب..و إن الأخذ بها من تمام التوكل..فلا نستهين بالأمور..ولا نتوانى ..ونقول نحن المتوكلون..في زمن الحبيب صلى الله عليه وسلم..ترك أعرابي ناقته سائبة.. متوكلا على الله.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعقلها وتوكل.. فالتوكل على الله.. يتطلب الحزم والجدية في الأخذ بالأسباب .. المادية و الروحية.. ومن الأسباب المادية..ما طلبه منا ديننا..من وقاية وعناية ..كالحرص على النظافة.. في البدن..والمأكل و الملبس و المسكن.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ .. فلا يكتمل إيمان المؤمن إلا إذا تنظف و تطهر ظاهرا وباطنا.. و تميز بسلوك الإنسان المسلم..الذي بيـّنه حبيب هذه الأمة صلى الله عليه وسلم ..من خلال سيرته وسنته..و به تضمن الأمة مناعتها وسلامتها.هذا منهج الأخذ بالأسباب المادية .. أما الأخذ بالأسباب الروحية..فنحن أمة علمنا الله ورسوله كيف نتحصن بالذي بيده ملكوت كل شيء. نتحصن بالله..الذي خلقنا والذي أمرنا فقال تبارك و تعالى.. هُوَ الْحَيُّ.. لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ.فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ نلجأ إليه .. ندعوه بإخلاص .. المشكلة عندنا أننا لا ندعو باخلاص..انما ندعو لنجرّب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا والله جل جلاله, يحب الاخلاص في كل شي..وهو القريب المجيب..وَ إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي.. فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .. وقد أنزل إلينا ما فيه شفاء لكل داء ..القرآن العظيم .قال ربنا جل جلاله وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .. ثم أمرنا أن ننتفع بما حواه من خيرات وبركات و رحمات .. فقال جل وعلا .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ .. قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّـدُورِ .. وَ هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .. فكل حرف من القرآن دواء لو خلصت النية..بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم البعض من أصحابه في مهمه..وفي طريق عودتهم ضاعوا في الصحراء .. فجاعوا وعطشوا فوجدوا قبيلة .. فطلبوا منهم ان يضيـفــوهم ..فرفضوا .. قالوا ان سيد القبيله لديغ ثم اقبلوا عليهم .. قالوا لهم أفيكم راقي .فتقدم احد الصحابه وقال لهم أنا أرقيه ..فلما دخل على سيد القبيله ..وجده في غيبوبة ..و رجله منتفخة زرقاء .. من أثر اللدغ ..فأخذ يمسح بيده على كامل الرّجْل ..وهو يقرا فاتحة الكتاب.. وفي تمام السابع مره .. قام الرجل كأن لم يلدغ من قبل .. و كانت له قطعان من الغنم .. فأشار على قطيع..فاعطاه الى الصحابي.. و أطعموهم وسقوهم.. قال الصحابه .. لا نقتسم القطيع .. حتى يرى فيه الرسول رأيه .. فلما قدموا المدينة وحدثوا رسول الله ص.بما حدث..تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..و قال للصحابي مداعبا.. وَمَا كَانَ يُدْرِيك أَنَّهَا رُقْيَةٌ .. اقْسِمُوا القطيع وَ اضْرِبُوا لِى معكم بِسَهْمٍ. فالقرآن حصن المسلم .. و سلامته و أمانه .. وفي سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم . ما يقي المسلم من كل شر .. و ما يحميه من كل مرض .. روى الإمام البخاري في المفرد..قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .من قال صباح كل يوم ومساء كل ليلة ثلاثا ثلاثا .. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء .. وهو السميع العليم .. لم يضره شيء .. نردد هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح و ثلاث مرات في المساء.. بنية صافية..وبإخلاص صادق .لا يضرنا شيء بإذن الله..نعلمه لأهلنا. لكبارنا و صغارنا نلوذ بخالقنا..نحتمي بمحمد صلى الله عليه وسلم.. نعيش في أمان واطمئنان.. و لا نخشى بعد ذلك .. ما يشغل اليوم قلوب أهل الغرب.ويزيدهم هلعا وخوفا
اللهـم احفظنا من الشرور و الآثام.. و باعد بيننا وبين كل حرام..واحرسنا بعينك التي لا تنام.. الْلّهُمَّ تَوْلَّنَاْ بِحِفْظِكَ أَجْمَعِيْنَ ، وَمُنَّ عَلَيْنَاْ بِعَاْفِيَتِكِ وَعَفِّوْكَ المبين .. واحْفَظْنِا مِنْ بَينِ أيدينا، ومِنْ خَلْفنا بحفظك المتين
أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم
الخطبة الثانية :
الحمد لله حمد الطائعين.. نحمده و نستغفره و به نستعين..و نشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين..و نشهد أن سيدنا و حبيبنا محمد ا النبيّ الصادق الأمين.. صلى الله عليه و على آله وأصاحبه و التابعين ..و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد .. أيها المؤمنون و المؤمنات ...عباد الله ...
داء الكرونا .. عفى الله منه الجميع .. أول ظهور له ..في الصين .. ومأتاه أكل
الميتة .. و المجتمع في الصين .. يأكل كل ما يتحرك .. وما لا يتحرك.. من ديدان و عقارب و ثعابين .. و خنافس و كلاب و قطط .. ولم يستثنوا شيئا .. حتى الاموات من المواليد الصغار .. تباع و تؤكل .. و الراجح عند العلماء اليوم .. أن هذا الوباء .. عفا الله جمعنا وأهلنا و بلدنا ..الراجح عندهم أن السبب قادم من أكل الخفافيش .. الوطواط .. و الحمد لله على ديننا العظيم .. الحمد لله على الاسلام .. نحن قوم لا ناكل الا طيبا .. يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ .. قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ .. فنحن الطيبون بأمر ربنا .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.. نعم .. و ماذا حرم علينا .. ويحرم عليهم الخبائث .. كل خبيث عندنا حرام .. .. فهل سمعتم يوما أن وباء بدأ ظهوره من بلاد الاسلام .. أبدا .. بلاد المسلمين طاهرة مطهرة .. ..نحن أهل الطيبات .. نحن الطاهرون المطهرون .. يأتينا شرهم من بعيد .. اللهم اكفينا شرهم .. وهل سمعتم يوما أن الله حرم شيئا .. و ظهرت فيه منفعه .. أبدا .. أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .. فنحن في حفظ الله بفضل الله..ونحن في رعاية الله باذن الله
فاللهم إنا نسألك أن تحفظنا بحفظك, وأن تكلأنا برعايتك, وأن تدفع عنا المحن وسوء الفتن .. ما ظهر منها وما بطن .. اللهم اهدنا بنورك إليك.. وارزقنا الاعتماد والتوكل عليك.. اللهم إحينا آمنين مطمئنين..و احفظنا من كل شر خاف أو مستبين.. اللهم جنبنا وأهلنا و بلادنا الفتن.. و باعد بيننا و بين الأسقام و الأمراض و المحن..اللهم احفظنا و احفظ جميع بلاد المسلمين..و احفظ المؤمنين في كل مكان و في كل حين.. اللهم تولى أمرنا.. واجمع على الخير شملنا.. وألهمنا رشدنا، وقنا شرور أنفسنا، وأصلح شأننا كله، وأعذنا من الفتن.. اللهم واشف مرضانا.. و عاف مبتلانا..وارحم موتانا.. اللهم نسألك الغيث فلا تجعلنا من القانتين ... اللهم غيثا تحيي بها البلاد.. اللهم غيثا تغيث به العباد.. اللهم أغثنا الغيث النافع ولا تجعلنا من القانتين.. يا غياث المستغيثين ..
يا أرحم الراحمين.. يا خالق الخلق أجمعين..يا غافر الذنب عن المذنبين.. يا قبل التوب عن التائبين.. يا مجيب السائلين.. نسألك اللهم أن تحفظنا بحفظك المتين.. و تجمعنا وأهلنا و جميع المسلمين في حصنك الحصين.. اللهم واعز الإسلام والمسلمين..وأذل أهل الكفر و المشركين .. اللهم و اجمع شملنا على الحق و اليقين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى