إني أنا الصبح قومي
.............................فقد حان وقت القيام
ولشدة تبكيري .... فَجِعَ بي الظلام
من مقلتيَّ أستهلُ النهار ... ومن شذى عطري
تطيب لكِ الأزهار ..

سلامٌ لكِ أيتها القديرة
سلامٌ لكِ أيتها البديعة
.... يا مهجة الأخيار
سلامٌ لكِ قدر محبتي
قدر ما تحمله أغصان الزيتون من سلام
قدر حماماتنا البيضاء
وآمالنا البيضاء
وما تعمله الدنيا بي من شقاء

إني أنا الصبح قومي
فقد أعياني بُعدُ اللقاء
أعياني غيابكِ أيتها السمراء
ألا أيتها السمراء .. تحدثي
فقد ضن بي الشوق للكلمات
للكلمات تمحو الكلمات
أو حتى للذكريات ..
ضن بي الشوق للعتاب
للومِ .. أو للآهات ..
أوحقاً لي عتاب .. !
تحدثي..

تحدثي ..
فكلُ مقاييسي توقفت
كلُ قصائدي توقفت
تنتظر منكِ الكلمات
تتوق لتلكَ اللحظات
تحدثي ..
يا نديةً .. يا شذية
يا قطعة فردوسٍ من جنان السماوات

ومالي أراكِ تصمتين..
تبحثين عن مهلةٍ ..
وتغسلين برمشكِ الدمع الحزين

يا عزيزة على قلبي
لا تجزعي ..
فكلكِ قريبة إلى روحي ..
بل كلكِ روحٌ لروحي

لست أطلب سوى الكلمات
كلماتٌ تنتشلني من هذا التوهان ..
كلماتٌ تسعفني ..
وتنقذني ألم الحرمان ..

فمنذ الرحيل يا سيدتي
منذ الرحيل اختفت معالمي ..
ما عدت ذاك الصرح الشامخ
ما عدت ذاك النور الصارخ
.. فقدتُ صحبة الليل ..
ولذة النهار ..

عَسُرَ عليَّ البكاء
فما بالكِ بي أحبس بعيني
هذا الشقاء ..
ما بالكِ بصدري ينتزعه الفراق
يخنقه ألمٌ على ألم
ومن مخيلتي أرى الخواء

سيدتي تحدثي ..
فقد عجزت .. عجزت
أمامكِ اليوم أنا عجزت
وفي سري عجزت
وما عاد لي هنا شيء أخفيه
ما عاد لي في صدري سرٌ
لكي أفشيه
فكل أسراري احترقت
منذ عرفت مرارة الصمت
وكآبة وهول الصمت

تحدثي .. فلربما عدتُ أنا ..
ولربما .. صرتُ لن أعود .. .



محمود معبد

2004