مَذاقُ الخُلْد

للشاعر / فيصل أحمد حجاج==============================


أعْصُرْ ثِمارَ الهَنا وامْنحْ شَرايينى = مَذاقَ خُلدٍ به يَبْيَضُّ تَكْوينى

أَوقِفْ نزيفى وكٌن لي في مُخاطَرَتي = واكْبحْ جِماحى وزَحْزِحْ خِسّةَ الطّينِ

إنّى أَرانى يَقُصّ الَهمُّ مِن عُمُرى = وبَعْدَ رُشْدِى شَريداً كالمجانينِ

كأَنّ ظِلّى إذا ما سِرْتُ فى بَلَدٍ = يأْبى اتّباعى ولا يَرضَى عَناوِينى

كأَنّ جِسمى بهِ أَدْواءُ عالمِنا = سَطَتْ عليه ، ولا طِبٌّ يًداوينى

كَأنّ كُلَّ لَظًى فى الكوْنِ يَرْصُدُنى = وَيصْطَفِى وَقْتَ ضَعْفى ُثمّ يَرمينى

كأنّ رُوحى تَفِرّ الآن من جَسَدى = إذ لا تَراه جَدِيراً بالرّياحِينِ

كأنّ قَلْبى به الدّقاتُ قد يئِستْ = لما تَرَى من أفاعيلِ الملاعينِ

****************

ياعقلُ قُلْ لى ، ولا تَبْخلْ بأَجْوِبةٍ = تَشفى، لعلّى بها تَنمو بَساتينى

ماذا عن الصَّمتِ ، والإعصارُ يَغدُر بى = وعن فِرارٍ أمام النذْلِ والدّونِ

ماذا عن العارِ ، والتاريخُ يُكتبُ فى = صَحائفِ الأرضِ والأجيالُ تَروينى

ماذا عن الماءِ ،جَفّ الماء من نَهَرِى = وانْهارَ صَبْرِى وإحْباطِى يُغطّينى

ماذا عن الخُبْزِ ، أين الخبزُ ياوَطَنى = وأين زَيْتى وتُفّاحى وَليْمونى

ماذا عن الدارِ، عن تلك التى اغْتُصِبَتْ = وأَعْيُنُ الجُبْنِ قَالت ليس يَعْنينى

ماذا عن الجارِ ، أَنَّ الجارُ من كَمَدٍ = فقُلْتُ ، صَوْتُ أَسى الجيرانِ يُشْجِينى !!!

ماذا عن الغِشِّ ، والغشاشُ فى سَعَةٍ = من الحياةِ ، وضاقَتْ بالأساطِين

ماذا عن الظُّلمِ ، شَبَّ الظُّلمُ فاحْتَرَقَتْ = أعْلامُ عِلْمى ، وَمَنْ قادوا أهانُونى

وعن شبابٍ نَسُوا سيْفًا لوقْتِهِمُ = فدَنَّسُوا الوقْتَ بالأقْذارِ والهُونِ

وعن فتاةٍ مَشَتْ للَوهْمِ مِشْيَتَها = وفَتّشَتْ عن فُتاتٍ – فيه- مأفُونِ

وعن شُيوخٍ تناسَوْا قُرْبَ محْوِهِمُ = من الوجودِ، وباعوا دُرّةَ الدّينِ

********************

نادى المُنادِى ، فصَمَّ الناسُ أُْذْنَهُمُ = وعانقوا التِّيهَ ، هاموا فى البراكينِ

فزلزلَ اللهُ أرضًا بالغَبا مُلِئَتْ = فأصْبَحَتْ كالهَبا ، مُذْ ذلك الحِينِ

*********************

هَواكَ حينَ بَدا ، والرّوحُ فى مَرَحٍ = والقَلْبُ فى فَرَحٍ والطُّهرُ يَحْوينى

وكُلُّ ظُلْمٍ لخَلْقِ الله يُؤْسِفُنى = وكُلُّ عدْلٍ لخَلْقِ الله يُرضِينى

وكُلُّ قَتْلٍ لأَهْلِ الحقِّ يَقْتُلُنى = وكُلُّ نَصْرٍ لأهْلِ الحقِّ يُحْيِينى

وكلُّ سعْىٍ إلى الرحمَنِ يَجْعلُنى = أرى السّعادةَ فى تَقواىَ ، فى دِينى

لقَدْ صَلُحْتُ فلا زَيْفٌ سيجْذِبُنى = إليه ،جاء الصَّفا ..، مِفتاحُ تَمْكِينى

وهل أُساوِى عَطاءً دائمًا أبداً = بلحْظَةٍ مِلْؤها رِجْسُ الشَّياطِينِ

فعِ الكلامَ وَدَعْ شكًّا شَقِيتُ بِهِ = ذَوِّبْ يقِيناً- يَقينا- فى الشّرايين

فحُبُّ ربِّ الوَرى أََنْوارُهُ سَطَعَتْ = سُبحانه وتعالى شَاءَ يَهْدِينى
--------------------
شعر/
فيصل أحمد حجاج
1998