اكتب" النشر للجميع

محمد قرنه- ولاد البلد- عشرينات- 30/5/2007





الأدباء الشباب في مصر حلمهم الأبدي الوصول إلى دور النشر الكبيرة والمعروفة، وعندما يصلوا فعادة ما يصطدمون بالمبالغ المالية الكبيرة المطلوبة مقابل الطباعة والتوزيع، في حين يحصل الناشر في النهاية على كافة الأرباح ولا ينالوا هم شيئا !

مع هذه الصعوبات بدأ شباب الكتاب يفكرون في طرق بديله للنشر، وحلول أخرى لعرض إبدعاتهم، سواء كانت هذه الحلول في إنشاء دار نشر إليكترونية "سوسن ".. أو إنشاء دار نشر ورقية مثل "اكتب" التي تهتم بشباب الأدباء وتتبع مبدأ نصف التكاليف مقابل نصف الأرباح..

حاولنا اكتشاف فلسفة الدار من مؤسسها ومديرها "يحيى هاشم".. والذي يدير أيضا لقاء الأدباء الإسبوعي ساقية الصاوي بالزمالك.. كل أربعاء من الخامسة إلى السابعة مساء..
كيف نشأت فكرة دار النشر "اكتب" ؟؟
أنا في الأصل قاص وناقد شاب.. وكنت أرغب في نشر أعمالي فذهبت إلى دار نشر معروفة على الساحة، وعلى الرغم من الموافقة المبدئية إلا أنه بعد اجتماع لجنة القراءة في دار النشر تم رفض نشر الكتاب بصورة غريبة، واكتشفت وقتها أن الأزمة تنقسم إلى جزء مادي يتعلق بتكاليف الطباعة والنشر، وأزمة قرّاء أيضا.. فاسم الكاتب هو ما يبيع الكتاب الآن.. ومن هنا فكرت أن أنشأ دار نشر تساعد الناس اللي زيي.. بمعنى إن الكاتب بيتحمل معايا نصف تكاليف الطباعة.. وفي المقابل يكون شريكا معي في الأرباح التي سيحققها كتابه.. فإذا نجح الكتاب يعود الربح عليّ أنا والمؤلف .. وإذا خسر فأنا أتحمل معه جزء من الخسارة.
إدارتك لصالون الأدباء في الساقية كيف ساهم في بلورة فكرة الدار؟؟
من خلال إدارتي للقاء الأدباء الإسبوعي استطعت أن أكون على احتكاك مباشر مع الأدباء الشباب ومع الجمهور أيضا، ومن الممارسة اكتسبت خبرة استشفاف ما الذي يعجب الناس ومالا يعجبهم .. وأية اللي ممكن يخلي الناس تشتري الكتاب .. كما أنه ساعدني في التعرف على عدد من الأدباء الشباب والذين أسعى في النهاية إلى تقديمهم إلى الناس من خلال الدار الجديدة.. فأنا لا تهمني الأسماء المعروفة فقد أصبحوا كعادل إمام أو عمرو دياب مثلا.. مهما قدموا من أعمال سيئة ستظل الناس تقدم عليها، وحتى الآن صدر عن الدار الوليدة 7 كتب لأدباء أغلبهم ينشر للمرة الأولى، وتم توقيع 12 عقدا لكتب أخرى.
هل دار النشر مشروع تجاري يدر أرباحا؟
لن تتحول دار "اكتب" في يوم من الأيام لمشروع تجاري بحت، لأن السلعة الرئيسية فيها هى الأدب والكتابة، بمعنى أنه إذا كان الكتاب الذي تقدمه رديئا فلن يشتريه أحد، فلابد أن يعطيني الكاتب نصا جيدا حتى أستطيع أن أضع له تصميما ملائما قبل أن أعرضه للناس حتى يحقق الكتاب ربحا.. أي أن جودة الكتاب هى ما تحدد احتمالات الربح والخسارة في المشروع، ولكن لن تتحول الدار إلى مشروع تجاري بحت لأنني في النهاية قاص شاب وأشعر بمعاناة المبدعين الشباب الآن.

ولعلمك هناك كتب نشرتها في الدار وأنا أعرف جيدا أنها لن تبيع ولكن مستواها جيد، ذلك المستوى الشبيه بأفلام يوسف شاهين التي تحصد الجوائز في المهرجانات ولكن لا تقترب من الناس ولا تجذبهم، فهناك أدباء نشرت وسأنشر لهم قد ينال كتابهم العديد من الجوائز، ولكن إلى أن ينال أى جائزة فلن يحقق جماهيرية أو حتى نسبة مبيعات معقولة .. وكمثال على هذا رواية أحمد العايدي "أن تكون عباس العبد" والتي لم يبدأ الطلب عليها بهذه الجماهيرية الكبيرة من دار "ميريت" إلا بعد فوز الرواية بجائزة ساويرس، ففلسفة الدار هي "أنا أكتب لكي يقرأني الناس".
وما معايير النشر في دار "اكتب"؟
جودة العمل في المقام الأول، وبعض المحاذير الأخري كعدم التعرض للدين سواء الإسلامي أو المسيحي، وعدم نشر كتب تساعد على احتقار الأديان، أو كتب مقارنة أديان لا تتفق مع رأيي وعقيدتي كمسلم.
هل لديك لجنة قراءة للأعمال المقدمة للنشر في "اكتب"؟
لديّ قراء داخل الدار ولكن ليست لجنة قراءة، وهؤلاء القراء يتفاوتون في المستوى ما بين الناقد المتخصص والقارئ العادي، لأننا يهمنا الوصول إلى هذين الطرفين للعملية الإبداعية وقياس درجة تفضيلهم للكتاب قبل عرضه في الأسواق.
ما هو السقف الزمني لتوزيع الكتاب؟
أنا أظل أعرض الكتاب المنشور في أماكن التوزيع المذكورة على سايت الدار لمدة عام كامل، حتى إذا اضطررت في مقابل هذا للدفع للمكتبات وأماكن التوزيع في مقابل الاحتفاظ بالكتاب معروضا لديها، فهناك نوعية من القراء مترددة جدا قد ترى الكتاب ثلاث أو أربع مرات ويعجبها قبل أن تقدم على شرائه، فكتب مكتبة الأسرة على سبيل المثال تحقق نجاحا كبيرا وانتشارا لسببين الأول رخص ثمنها، والثاني هو توافر إصداراتها بشكل كبير، فكتب عام 2004 مازالت موجودة في الهيئة حتى الآن!
في النهاية ما هو حلمك لـ" اكتب "؟؟
حلمي أن تكون الدار رقم واحد في مصر، وحلمي أن أحصل على جائزة أفضل ناشر عربي، كنت أتمنى بشكل كبير أن أنشر لـ "محمد حسين بكر" – الله يرحمه – الذي مات قبل أن يستطيع النشر وُنشرت قصته في جريدة أخبار الأدب، أمنيتي أن أستطيع النشر لأى مبدع غير قادر، أتمنى الوصول إلى رأسمال يسمح لي بعدم أخذ نقود من أى مبدع يريد النشر، فلابد أن يأتي اليوم الذي يكون فيه الأديب متفرغا للأدب ويحصل على مقابل مادي معقول من إبداعه.. فالحلم الأكبر أن تصل "اكتب" إلى مرحلة تستطيع فيها النشر للأعمال التي تستحق دون مقابل مادي، وأن يحقق النشر والتوزيع فائض ربح يمكنني من أن أخصص للأديب أو الكاتب دخلا شهريا!



تابع على هذا الرابط
http://masr.20at.com/newArticle.php?sid=10465