متصيد عثرات الأنام!

عندما كنت صغيرة.. قرأت قصة مصورة بعنوان 'جابر عثرات الكرام'... القصة أثرت فيني إلى حد كبير.. وجعلتني أؤمن بأن الناس طيبون ولبعضهم وإذا سقط أحدهم فالباقي سيساعدونه على النهوض..

كبرت على هذه الأحلام.. ولكني عرفت عندما كبرت.. أن الكثير.. ينتظرون هذا السقوط.. يصورونه.. يكتبون عنه.. يحللونه.. وينشرونه في كل مكان.. وفوقها.. يذمون هذا السقوط وكأنهم المعصومون منه..

الحياة تمر دائما بصعود وهبوط.. ولكن الناس تتصيد هبوط غيرها بشكل مثير للشفقة.. ربما.. لتخبئ سقوطها وتتستر عليه.. تتمسك بفضح سقوط غيرها ووضع "البهارات" عليه… ليكون وجبة حديث دسمة.. يخبئ الإخفاق الذاتي..

نفتح الفايس نشاهد فضيحة فلانة وغلطة فلان وحادثة الشخص الفلاني من الدولة الفلانية…. نفنفتح الواتس والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه نشاهد نفس الشيء..

وعندها اسأل نفسي.. متى أصبحت حياتنا بهذه التفاهة! هل لم يبقى شيء نفعله في حياتنا سوا تتبع الأخبار! هل انت وانتي معصومون عن الخطأ حتى تصيد أخطاء غيرك!

قبل أن تبعث مقطع فيديو أو صورة أو مقالة أو خبر أو … فكر لثوان قليلة.. ماذا سيفيدني أو يفيد غيري هذه المعلومة.. هل ستفيد خيرا ام شرا ام لا شيء إطلاقا؟!

رجاءا إذا كان وقتك غير ثمين بالنسبة لك.. فلا تضيع وقت غيرك..

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ".
منقول