* قصة البداية *
** الحلقة 159 من السيرة النبوية :


** في اليوم الذي رجع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، جاءه جبريل عليه السلام عند الظهر ، وهو يغتسل في بيت أم المؤمنين أم سلمة ،، فقال : أوقد وضعت السلاح ؟؟، فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم ، ومارجعت الآن إلا من طلب القوم ، فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم ، وأقذف في قلوبهم الرعب ،، فسار جبريل في كوكبة من الملائكة ..
* فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا" ، فأذن في الناس : من كان سامعا" مطيعا" ، فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة ..
* تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة أرسالا" ، حتى تلاحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهم ثلاثة آلاف ، والخيل ثلاثون فرساً فنازلوا حصون بني قريظة ، وفرضوا عليهم الحصار ..
* أدركت الجيش صلاة العصر وهم في الطريق ، فقال بعضهم : لانصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا - طاعة لأمر رسول الله - وأخّروا الصلاة عن وقتها ، وقال بعضهم : لم يرد منا ذلك ، وإنما أراد سرعة الخروج ، فصلّوها في الطريق ،، فلم يعنّف واحدة من الطائفتين ..
* لما اشتد الحصار على بني قريظة ، عرض رئيسهم كعب بن أسد على أهله وعشيرته ثلاث خصال : إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه ، فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم ،، وقد قال لهم : والله لقد تبين لكم إنه لنبي مرسل ، وإنه الذي تجدونه في كتابكم .. وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم ، ويقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم .. وإما أن يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم السبت ، لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه .. فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث ..
* حينئذ انزعج سيدهم كعب بن أسد وغضب غضباً شديداً ، لعدم استجابتهم لدعوته ..
* لم يبقَ لقريظة بعد رد هذه الخصال الثلاث إلا أن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
************
💕


* قصة البداية *
** الحلقة 160 من السيرة النبوية :


** بعث يهود بني قريظة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرسل إلينا أبا لبابة نستشيره ، وكان حليفا" لهم ، وكانت أمواله وولده في منطقتهم ، فلما رأوه قاموا إليه يستشيرونه : أترى أن ننزل على حكم محمد ؟؟،، قال : نعم ! وأشار بيده إلى حلقه ، يعني أن المسلمين سيذبحونكم ،، ثم علم من فوره أنه قد خان الله ورسوله ، فمضى على وجهه ، ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة ، فربط نفسه بسارية المسجد ، وحلف أن لايحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، وأن ﻻيدخل أرض بني قريظة أبدا" ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره ، وكان قد استبطأه ، قال : أما لو أنه جاءني لاستغفرت له ، أما إذ قد فعل مافعل ، فما أنا بالذي يطلقه حتى يتوب الله عليه ..
* وبرغم ماأشار إليه أبو لبابة ، قررت قريظة النزول على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذلك أن حرب قريظة كانت حرب أعصاب ، فقد قذف الله في قلوبهم الرعب ، وأخذت معنوياتهم تنهار ، فقرروا الاستسلام ..
* قامت الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يارسول الله ، قد فعلت في بني قينقاع ماقد علمت ، وهم حلفاء إخواننا الخزرج ،، وهؤلاء موالينا ، فأحسن فيهم ، فقال : ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟؟،، قالوا : بلى ،، قال : فذاك إلى سعد بن معاذ ،، قالوا : قد رضينا ..
* فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ ، وكان في المدينة ، لم يخرج معهم ، للجرح الذي أصاب أكحله في معركة الأحزاب ..
* جاء سعد بن معاذ رضي الله عنه وقال : لقد آن لسعد أن لاتأخذه في الله لومة لائم ..
* ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له : ياسعد ، إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذ عليهم ؟؟،، قالوا : نعم ،، قال : وعلى المسلمين ؟؟،، قالوا : نعم ،، قال : وعلى من ههنا ؟؟،، وأعرض بوجهه ، وأشار إلى ناحية رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا" له وتعظيما" ، قال : نعم وعلي .. قال : فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال ، وتسبى الذرية ، وتقسم الأموال ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ..
* وكان حكم سعد في غاية العدل والإنصاف ، فإن بني قريظة بالإضافة إلى ماارتكبوا من الغدر الشنيع ، ونقض الميثاق المؤكد ، وعاونوا الأحزاب على إبادة المسلمين في أحرج ساعة كانوا يمرون بها في حياتهم ، فصاروا بعملهم هذا من أكابر مجرمي الحروب الذين يستحقون المحاكمة والإعدام ،، بالإضافة إلى أنهم كانوا قد جمعوا لإبادة المسلمين ألفا" وخمسمئة سيف ، وألفين من الرماح ، وثلاثمئة درع وخمسمئة ترس وحجفة ، حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم ..
* لما تم أمر قريظة ، انتقضت جراحة سعد بن معاذ ومات رضي الله عنه ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ " كما في الصحيحين .. وقال أنس رضي الله عنه : لما حملت جنازة سعد بن معاذ ، قال المنافقون : ماأخف جنازته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الملائكة كانت تحمله"..
* أما أبو لبابة ، فأقام مرتبطا" بالجذع ست ليال ، تأتيه امرأته في وقت كل صلاة ، فتحلّه للصلاة ، ثم يعود فيرتبط بالجذع ، ثم نزلت توبته على رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرا" ، فثار الناس كي يطلقوه ، فأبى أن يطلقه أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأطلقه رضي الله عنه ..
* أنزل تعالى في غزوة الأحزاب وبني قريظة آيات من سورة الأحزاب ..