مصر : إذا حضرت الامتحانات بطل البيع

نطاق نماء




معرض المشروعات الصغيرة منتجات بلا زبون
حملت مها محمد عثمان كل إنتاجها من السجاد، وذهبت إلى المعرض الدولي للمشروعات الصغيرة الذي ينظمه الصندوق الاجتماعي للتنمية بأرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة، فقد كان عنوان المعرض والدعاية المصاحبة له كفيلين بإقناعها أنها على موعد مع إقبال جماهيري منقطع النظير، ولكن ما حدث أصابها بصدمة!!

فرغم أن المعرض الذي بدأ في 24 مايو 2007، لم يعد متبقيا على انتهائه سوى يومين فقط، فإنها لم تبع سوى سجادة واحدة..

مها التي بدأت تصطحب نجلها معها لتمضية الوقت الطويل الذي تمكثه بالمعرض من العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء - أرجعت هذا الأمر إلى سوء اختيار موعد المعرض، حيث يقام في موسم الامتحانات، الذي تنهك خلاله الدروس الخصوصية ميزانية الأسر المصرية.

أما العارضون بالجناح السوري الذين فضلوا لعب الطاولة بسبب قلة الإقبال الجماهيري، فقد أضافوا إلى ما قالته مها مبررًا آخر وهو سوء الفهم الذي حدث عند الكثيرين الذين ظنوا أن المعرض خاص بأفكار المشروعات الصغيرة، وليس منتجات المشروعات الصغيرة، وعن الأسباب التي أدت لسوء الفهم قال أحدهم: "هذا خطأ من الدعاية التي ركزت على الكم على حساب المضمون".

نحن المخطئون

ولكن نهى التي فضلت تمضية وقتها بالنوم، قالت بعد أن استيقظت من نومها على ضوء فلاش الكاميرا: "نحن المخطئون، لماذا وافقنا على العرض، ودفعنا إيجارًا للمكان، ونحن نعلم أننا في موسم امتحانات؟!".

وتحاول فاطمة أن تخفف من حدة جلد الذات الذي يبدو في كلام نهى قائلة: "الدعاية خدعتنا،



إنقر هنا لمشاهدة مزيد من الصور عن المعرض

وتجاربنا السابقة مع معارض الصندوق كانت تبشر بالخير، ولكن ما حدث كان عكس ذلك ".
وتؤكد فاطمة ضرورة قيام الصندوق بدراسة الوقت قبل أي معرض، بحيث يتجنب أوقات الكساد التي من بينها موسم الامتحانات، ولكنها على كل حال قالت: "لن يؤثر ذلك على اشتراكي بمعارض تالية، طالما ستقام في أوقات غير موسم الامتحانات".

اسم على غير مسمى

وبدا أحد العارضين الذي رفض ذكر اسمه أكثر ضيقًا من سابقيه، حيث قال: "هذا المعرض وهم كبير، فلا هو دولي، ولا هو خاص بالمشروعات الصغيرة".

وأوضح أن معظم الأجنحة التي كتبت عليها أسماء دول أجنبية، هي في الواقع لمصريين يستوردون سلعا من الدولة الأجنبية، فحمل الجناح اسم الدول التي يتم الاستيراد منها، وتساءل: "ما علاقة ذلك بالمشروعات الصغيرة؟".

ونفس التساؤل يطرحه عارض آخر يدعى ياسر، ولكنه أضاف قائلا: "يبدو أن القائمين على الصندوق ليست لديهم فكرة عن ماهية المشروعات الصغيرة".

"المرجيحة" هي الحل

ولم ينكر العارضون بأجنحة الصين وأندونسيا ما قاله ياسر، حيث أكدوا أن منتجاتهم لا علاقة لها بفكرة المشروعات الصغيرة، ولكن يتم استيرادها من الخارج، ولا تدخل ضمن المفهوم الشائع عن منتجات هذه المشروعات، ولكنها في الغالب لسلع معمرة كالأثاث، لا يقدر على سعرها زبون منتجات المشروعات الصغيرة، الذي جاء المعرض وفي ذهنه أنه سيشتري منتجات جلدية أو خزفية أو غيرها من المنتجات البسيطة، ففوجئ بمنتجات ضخمة لا يقدر على ثمنها.

وبسؤاله عن الأسباب التي دفعته للاشتراك في المعرض طالما أنه يحمل عنوان "معرض للمشروعات الصغيرة" قال: "عندما دعينا للاشتراك، قيل لنا إنه معرض دولي، ولكن فكرة أنه لمنتجات مشروعات صغيرة لم تكن واردة".

وعن حجم مبيعاته ابتسم قائلا: "مبيعات إيه، أنت مش شايفني قاعد بتمرجح".

كانت هذه العبارة كفيلة بتلخيص حجم المشكلة، التي تكمن في كلمتين فقط "سوء التخطيط".





الصورفي المرفق