كيف وصل (هبل) إلى الكعبة ؟
هبل واللات والعزى ومناة وسواع وغيرها، أصنام كانت تُعبد في عصر الجاهلية، وكان هبل أكبرها ومنصوباً في جوف الكعبة.
وعن أوصاف هبل والمادة التي صنع منها، يقول الحموي:
(وقال أبو المنذر هشام بن محمد: وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها عندهم هبل وكان فيما بلغني أنه من عقيق أحمر على صورة الانسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك فجعلوا له يداً من ذهب) [معجم البلدان: ج5 ص391].
والسؤال: مَنْ أتى بهبل إلى مكة ؟ ومن أين تم استيراده ؟
روي عن النبي (ص) أنه قال: (رفعت إلي النار فرأيت عمرو بن لحي رجلاً قصيراً أحمر أزرق يجر قصبه في النار، فقلت: من هذا ؟ قيل: عمرو بن لحي وكان يلي من أمر الكعبة ما كان يليه جرهم قبله حتى هلك) [الغيبة - للطوسي: ص125].
وعمرو بن لحي هذا، كان ملك مغتصب لمكة، وهو من أتى بهبل من الشام في أحد أسفاره إليها، وقام بنصبه وغيره من الأصنام في الكعبة المشرفة وفوقها، وشاع ذلك وانتشر بين العرب وصار لكل قبيلة صنمها الخاص بها، وهجرت الناس الحنيفية (دين إبراهيم والأوصياء من ولده عليهم السلام).
وفي ذلك يقول شاعرهم:
يا عمرو إنّك قد أحدثت آلهةً ... شتّى بمكةَ حولَ البيتِ أنصاباً
وكان للبيتِ ربٌّ واحـدٌ أبــداً ... فقد جعلتَ له في الناسِ أرباباً
وهذا نص يتضمن بيان أسماء الآلهة التي كانت تُعبد من دون الله سبحانه، وعلى رأسها (هبل) محبوب أبي سفيان:
يقول اليعقوبي: (وخرج عمرو بن لحي إلى أرض الشام، وبها قوم من العمالقة يعبدون الأصنام، فقال لهم: ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون ؟ قالوا: هذه أصنام نعبدها، نستنصرها فننصر، ونستسقي بها فنسقى، فقال: ألا تعطونني منها صنماً، فأسير به إلى أرض العرب عند بيت الله الذي تفد إليه العرب ؟ فأعطوه صنماً يقال له هبل، فقدم به مكة فوضعه عند الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكة، ثم وضعوا به إساف ونائلة كل واحد منهما على ركن من أركان البيت، فكان الطائف إذا طاف بدأ بإساف فقبله وختم به، ونصبوا على الصفا صنماً يقال له مجاور الريح، وعلى المروة صنماً يقال له مطعم الطير، فكانت العرب إذا حجت البيت فرأت تلك الأصنام سألت قريشاً وخزاعة، فيقولون: نعبدها لتقربنا إلى الله زلفى، فلما رأت العرب ذلك اتخذت أصناماً، فجعلت كل قبيلة لها صنماً يصلون له تقرباً إلى الله فيما يقولون، فكان لكلب بن وبرة وأحياء قضاعة ود منصوباً بدومة الجندل بجرش، وكان لحمير وهمدان نسر منصوباً بصنعاء، وكان لكنانة سواع، وكان لغطفان العزى، وكان لهند وبجيلة وخثعم ذو الخلصة، وكان لطيء الفلس منصوباً بالحبس، وكان لربيعة وإياد ذو الكعبات بسنداد من أرض العراق، وكان لثقيف اللات منصوباً بالطائف، وكان للأوس والخزرج مناة منصوباً بفدك مما يلي ساحل البحر، وكان لدوس صنم يقال له ذو الكفين، ولبني بكر بن كنانة صنم يقال له سعد، وكان لقوم من عذرة صنم يقال له شمس، وكان للأزد صنم يقال له رئام، فكانت العرب إذا أرادت حج البيت الحرام وقفت كل قبيلة عند صنمها وصلوا عنده، ثم تلبوا حتى تقدموا مكة، فكانت تلبياتهم مختلفة .....) [تاريخ اليعقوبي: ج1 ص255].
المصدر:
https://www.facebook.com/alaa.alsale...91263510943603