تربية الأبناء ومجالاتها والرأي فيها ./ يقدمه غالب الغول



إن الحكم على مثالية تربية الأطفال يبقى ينقصها مفاهيم كثيرة ومداخلات متفاوتة في مفهومها ,
ولو افترضنا أن كل أبناء المجتمع قد حصلوا على شهادات الدكتوراة ليتمتعوا بدخل ممتاز , لأصبح المثل الشعبي صادقاً عندما يقول: ( أنت أمير وأنا أمير , فمن هو الذي يقود الحمير ) ؟
فأفراد المجتمع رجالاً ونساء وأطفالاً متفاوتون في المقدرات الفكرية والجسدية والعاطفية والسلوكية والثقافية بشكل عام , ويعود ذلك , إما لتفاوت خلقي وإما لتفاوت طبقي اجتماعي,, , لذا يختار الابن الوظيفة والعمل الذي يقتنع به ويرغبه

لحاجة المجتمع إليه , وبهذا يستطيع أن ينبغ بمهنته بأفكاره ونشاطه , سواء أكان فلاحاً أم تاجراً أم راعي أغنام , أم أستاذاً أم من حملة الدكتوراه .
هذا من جهة , ومن جهة أخرى , ألم يكن للآباء دورهم في تربية أولادهم تربية صحيحة خالية من الأفكار الشاذة التي يتلقاها الطالب في مدرسته باختلاطه مع أبناء صفه ومصاحبتهم ؟
من هنا يختلط علينا الأمر في تربية الأطفال منذ صغرهم , لاختلاف نوع العقاب سلباً وإيجاباً والذي يفرضه المربي على الطفل منذ نعومة أطفاله إلى أن يبلغ شاباً قادراً على العمل , وبما أن القوانين والمجتمعات غير قادرة على خلق نظام أو طريقة للعقاب والثواب عندما يخطئ الفرد أو عندما يتفوق , فإن المقاييس المفروضة بالقوانين المدرسية والقوانين الشرعية ستبقى متناقضة أو متفاوتة إلى حد بعديد , فهنالك من المجتمعات من تطالب بالحرية المطلقة بسلبياتها وإيجابيتها, وهناك من المجتمعات الإسلامية تفرض العقاب بالضرب على ابن العاشرة إن قصر بالصلاة , وعقاباً على المرأة بالهجر أوبالضرب أوبالطلاق إن خالفت زوجها وعصته , أو هناك تربية خاصة في ميادين المدارس قد تختلف عما يفرضه المجتمع , فكيف نسوّي بين هذه المتناقضات , ؟ وكيف نلزم ابننا على تربية لا يقتنع بها ,؟ فكل الذي بناه الأب في تربية أبنائه سيذهب أدراج الرياح , أمام رياح المغرضين والفاسدين الذين يحاولون فرض مناهج خاصة تدور نتائجها على فلكهم وعلى أهوائهم لينهضوا هم اقتصادياً , ونموت نحن اغتراباً عن ديننا ومبادئنا وخلقنا .
ولكي تكون التربية صحيحة وسليمة علينا أن نكون حريصين على اختيار الصديق المناسب لابننا , في المدرسة أو الشارع , وعلى الأب أن يكون صالحاً لتربية أولاده , وأنا أقول , بأن في عصرنا هذا يصعب علينا تربية أبنائنا لأمور هي :
الآباء وسلوكهم , ثقافتهم ومداركهم : ثم المدرسة وأساليب تربيتها . ثم الثقافات الأجنبية الدخيلة ومناهجها . ثم الإنترنت وضبطه بين أيدي الطلبة , ثم الشارع وما يدور به من صعاليك فاسدة , كل ذلك فإنه يصعب علينا التحكم بتربية الأبناء تربية تتناسب مع معتقداتنا وعرفنا وعاداتنا وثقافتنا .. ,