مازالت الأوساط والمؤسسات الثقافية، تحاول دعم أرشيفها البحثي والثقافي وسد النقص الذي تجده كل حين، ومادامت تختار شريحة معينة من المجتهدين من باحثين وأدباء، فهي فتحت الباب لإبداعهم ولاشك، ولكن انخفاض الدعم المادي لتلك الشريحة، تجعل المتاح لايكفي أبدا.
من جهة أخرى:
مادامت الصحف والمجلات الثقافية، تدعم نافذة تقييم الكتب المنشورة، فهي اقتصرت على منحيين:
منحى الكتب الفائزة والمشهورة، وكتب تسويقية يدفعها أصحابها عن طريق العلاقات العامة ،أو من خلال دور النشر لرفع وتيرة تسويق الكتب، بكنها تبقى محدودة الأثر.
فالنوافذ الميدانية كالمراكز الثقافية والصالونات وغيرها، لم تفتح نوافذها مشرعة، للتنوع الفكري جيدان وهناك من سمعت صوته يقول:
-لم يفسحوا لي المجال لأقول كلمتي فيها.
وهي بكل الأحوال ، إما رهينة بمذهب مؤسسها الثقافي، والذي يجعله مائلا نحوها طوعا، ولايهم هنا سواء أكان ولاؤه خارجيا أم داخليا.
مانريد قوله هنا ، أن الحيادية والانفتاح الثقافي الحقيقي ، يتيح لكل المذاهب الثقافية المجال للتعبير عن ذاتها، لذا حاولت فتح منابر تواصلية ثقافية، بداية عبر الواتس (مختلفة عن ميكانيكية المواقع الالكترونية).
فبات لدينا كما كبيرا من المجموعات لم تحقق ماأبحث عنه بدقة، حتى وصلنا أخيرا إلى إنشاء مجموعة صغيرة، متنوعة الأطياف، حيث يقترح كل أسبوع أحدها كتابا حسب رؤيته ، بلا تحديد ليتم مناقشته بأريحية وموضوعية.
هذه المسار مهم جداجدا، بحيث يقدح زناد الفكر والأفكار للكتاب من جهة، ويغني الفكرة المكتسبة من القراءة، من خلال تمازج الآراء مع من قرأ معك الكتاب، فالاختيار كان مفتوحا منوعان لايقتصر على المشهور بقدر تزكية العمل الجيد حصرا، ومااكثر الاعمال التي لم تظهر على السطح.
هذا بالذات ، لم أجده في المنابر أبدا، ولم تحققه المواقع الكبيرة مثل غود ريدز وقريناتها من المواقع العربية البديلة ، والتي تملك مكتبة واسعة ولديها سعة للمناقشة وتسجيل النقاط بقراءة هذا الكتاب أو غيره، وربما هكذا أفضل من جعل الموقع استعراضيا فقط لاغير، ، ويبقى السؤال:
هل تستثمر مواقع الكترونية تستقطب آراء الجمهور لتكريس فائدة ما؟؟؟
الخميس 30-3-2017