في قضية محمد عبد الله نصر كتب د. محمد شحرور في الصحافة العربية:-"قضت محكمة جنح شبرا الخيمة، والمنعقدة بمجمع محاكم شبرا الخيمة، مساء اليوم الأحد، بالقضية رقم 1277 ازدراء أديان، بمعاقبة محمد عبدالله عبد العظيم الشهير بالشيخ "ميزو" بالسجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، لاتهامه بازدراء الأديان."
- عشرات الأقباط هربوا الجمعة 24 فبراير 20177، من محافظة شمال سيناء المصرية بعد اعتداءات نفذها جهاديون ضد الأقباط والتي تسببت في مقتل ثلاثة منهم هذا الأسبوع.
- تنفيذ ضربات جوية ضد خلايا "قتل الأقباط".
يتناقض الخبر الثالث تماماً مع الخبر الأول، فالدولة التي يحكم فيها على الشيخ محمد عبد الله بالسجن خمس سنوات عليها أن تتقبل هؤلاء "الجهاديون"، إذ لم يفعل الشيخ محمد عبد الله سوى أنه دعا لإعمال العقل، وفسر حد السرقة على أن قطع اليد هو قطع معنوي بمعنى كف يد السارق عن المجتمع وليس البتر، لكن المحكمة رأت في ذلك إهانة للإسلام، حتى لو كان البتر لا يطبق في المحاكم المصرية، إلا أنها لم تجد من اللائق أن يكون الإسلام رحمة للعالمين، ولا من اللائق أن يكون كتاب الله صالح لكل زمان ومكان، فجرمت الشيخ لأنه رأى في مجمل فكره اتباع كتاب الله بدلاً من كتب البخاري ومسلم.
لقد ثارت حفيظة الأزهر وغيره على الشيخ محمد عبد الله، ولم يرق لهم أن يتجرأ أحد على "البخاري" فيرمي عرض الحائط بأحاديث رضاع الكبير (البخاري 4000، 5088) أو القردة الزانية (3849) وغيرها الكثير مما يسيء للإسلام ويجعل منه أضحوكة، واعتبروا في رميها ازدراء للأديان، فيما يسارعون لنفي تهم الإرهاب عن دينهم، علماً أن من قتل الأقباط يعتمد البخاري ومسلم ويستقي أحكامه من كتبهما، ولست هنا بصدد مناقشة المؤامرات بغية تهجير المسيحيين وما إلى ذلك، فهناك دائماً يد منفذة مقتنعة بما ورد في الصحاح، وترى في هذا الفعل طريقاً إلى الجنة.
والأجدر بهذا الدين الذي بين أيدينا أن يسمى "دين الفقهاء" لا دين الإسلام، فالله ورسوله براء من الدين الذي يسجن باسمه الناس لآرائهم، أو يحاكمون كما حوكم نصر حامد أبو زيد، أو يقتلون كما قتل فرج فودة، ولا عجب في هذا الدين أن يقتل الأقباط ويخرجوا من ديارهم، ولا عجب أن تظهر القاعدة وداعش وغيرها طالما تكفر مؤسساتنا الدينية والمدنية أصحاب الفكر، وتتهم كل صاحب رأي، فهذه المؤسسات هي منابع الإرهاب، وإن لم تجفف لن يجف.
وقد ذكرت في كتابي "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي - 20000" أن البتر غير موجود في التنزيل وكذلك الرجم وأن الوصية هي الأساس والإرث هو الاحتياط، وأنه في الإرث يتساوى الذكر والأنثى في الأخوة، وأن ما يسمى الحديث ليس وحياً وغير ملزم لأحد، وأن الشعائر ليست من أركان الإسلام بل هي من أركان الإيمان، وأن المسلمون ليسوا فقط أتباع محمد، وأن جهنم تشتكي الله قلة النزلاء، وليذهب فقه الفقهاء إلى الجحيم.