في اليوم الثاني من العزاء الذي أقيم لشيخ المحفظين الشيخ أبو الحسن الكردي رحمه الله ، هذا العزاء الذي أقيم في ساحةٍ مُجاورةٍ لمسجد الرفاعي في دمشق حيث تدفّق المعزون بالآلاف للمشاركةِ بعزاءٍ يحسبُ به كلُّ مُعَزٍ أنه مُعزّى لما لهذا الشيخ من فضل على المسلمين فقد حفظ القرآنَ على يديه آلافُ الحفّاظ ونالو من يده إجازاتٍ هي دُرّةُ الإجازات في العالم الإسلامي ... في اليوم الثاني طلب منّي الشيخ الصيدلاني عبد الرحمن عنايه حفظه الله أن أشارك بقصيدةٍ شعريه أرثي بها الشيخ أبو الحسن .
والشيخ عبد الرحمن عنايه حفظه الله هو ركنٌ ركين في جامع زيد بن ثابت وهو من القادةٍ الذين أنجبتهم مدرسةُ العلامه المرحوم الشيخ عبد الكريم الرفاعي صاحبُ المدرسةِ المحمديّةِ الرياديّه في دمشق والتي امتدّ ظلّها وظلُّ رجالها في أرجاء العالم الإسلامي وقد حمل لواءها من بعده نجلاهُ العالمان الجليلان الشخ أسامه والشيخ ساريه ولفيفٌ من العلماء والدعاة الأفاضل أمثال الشيخ محمد عوض رحمه الله ،والعلاّمة الداعيةُ المُلهم الشيخ جمال الدين سيروان حفظه الله .
استجبْتُ لطلب الشيخ عبد الرحمن عنايه وكلّي شرف أن أرثي هذا القمر الذي أضاء سماءَ الرحلةِ المحمديّةِ بإخلاصه وخبرته وصبره
فجئتُ في اليوم الثالثِ حاملاً قصيدةً تليق بالشيخ الفقيد الذي لايغيب !!
كان مقدّم الحفل في أيام العزاء رجلٌ من حفظةِ كتاب الله !!!
وعندما طُلب منّي إلقاء القصيده وكان الحاضرون يتجاوزون الثلاثةِ آلاف مُعزّي ، رفضَ هذا الحافظ لكتاب الله أن ألقي قصيدتي !!! بحجةِ أن برنامج الحفل لا يتسع لسبعة دقائق هي مدّة إلقاء القصيده !!! وأنا أعلم أن السبب غير ذلك !! فهذا الرجل ممن يحملون عصبيّةً جاهليه ونزْعةً حزبيه تاريخها يؤكد أن هذه الفئه من المسلمين تقف في وجه كلّ مسلم لا ينتمي إلى حزبهم أو لا ينضوي تحت لواءهم مهما كان مُخلصاً أو ذا علمٍ ومنفعه !!! وهذا ليس اتهاماً مني لهم بل هي مبادؤهم المكتوبةُ بيد قادتهم في كتبهم التي تحدد منهجهم بالدعوه !!!
أُصبتُ بخيبةِ أملٍ لهذا المنهج الذي يؤثرُ مصلحةَ الإنتماء للحزب على مصلحةٍ الدين الذي قام الحزب من أجلها !!!
وصل الخبر إلى الشيخ أسامه الرفاعي حفظه الله فانتفض غاضباً وطلب منه تقديمي لإلقاء القصيده .. فأصرّ الحافظُ الأمين !! أصر على رفضه فكلّف الشيخ أسامه الشيخ نعيم عرق سوسي ليقدّمني .. وألقيتُ القصيده بقلبٍ يرثي الشيخَ ولسان حالٍ يرثي حال الأمّةِ بيد أمثال هذا الجاهلي
وعندما شكوتُ للشيخ محمد اكريم راجح ، ربتَ على كتفي وقال : هذا بعضٌ من كُلْ ...فما تشكو منه الآن نعاني منه سنواتٍ عديده .. ولولا صدق مشايخنا أمثال الشيخ حسن حبنكه والشيخ عبد الكريم الرفاعي لما قامت قائمه إلا لمن يرضى عنه أمثال هذا الرجل !!! والذين يتسللون إلى مشايخنا ويأخذون الحُظوةَ لديهم لطيبةِ مشايخنا وتسامحهم
لا أقول هذا تجنيّاً ولا انتقاماً ..فقد تكرر هذا الأمر مع هذا الحافظ لكتاب الله الأمين !! تكرر في فرح إبن العلامه الشيخ جمال الدين السيروان في جده في فندق كراون بلازا وكان حفلاً مهيباً أعددتُ له قصيدةً أبلغتُ بها إبن الشيخ جمال وهو صديقي العزيز براء فرحّب ترحيب المحب المقدّر الممتنْ . وعندما عرض الموضوع على مقدم الحفل وهو ذات الرجل الذي أتحدّث عنه ( الحافظ لكتاب الله الأمين !! ) فرفض رفضاً صارخاً كنت أراه من مكاني في الحفل وكان أخي الحبيب براء مُحرجاً حرج الأخ مع أخيه .. حيث ادعى ذلك الرجل أن وقت الحفل لا يسمح !! وليكشف الله بطلان ادّعائه فقد تأخر موعد العشاء ووقف معتذراً للحضور عن تأخر العشاء !! وظلّت منصّةُ الحفل فارغه لمدّة خمسة عشر دقيقه بلا متحدّثٍ ولا خطيبْ
ما أريد أن قوله : أنني لا أقول هذا الكلام للتشهير ولا أتمنى من أقلام المشاركين أن تنحى منحى التشفي أو الإنتقام أو العداء أو الدفاع . كل ما أريده هو : أن الأحزاب الإسلاميه التي انتهجت هذا المنهج عليها أن تتراجع عن منهجها الجاهلي ، وأن تعلن بكتبها تراجعها وخطأها كما أعلنت سابقاً في كتبها منهجها في العمل .. فها نحن نرى كيف ظلمتهم الأمّه وأقصتهم بموقفٍ لا يختلف عن موقفهم بإقصاء المسلمين الذين لا ينتمون لحزبهم
فكلنا نعمل لله ولدين الله .. ولا نعمل لحزبٍ أو بلد ... الإخلاص ... ثم الإخلاص ... ثم الإخلاص
والله من وراء القصد


أمّا القصيده فسأعرضها عليكم لاحقاً بإذن الله


الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكه الميداني